أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 4th May,2001 العدد:10445الطبعةالاولـي الجمعة 10 ,صفر 1422

مقـالات

المرأة.. الرجل
الواقع يحدد المصير
إبراهيم بن سعد الماجد
في تجمعاتنا «الرجالية» تجد من يشكي حاله مع زوجته تصريحا أو تلميحا، هذه الشكوى لا تصدر من زوج عاقل إلا إذا كان هناك حال لا تبشر بخير لهذه الأسرة. فمن المعلوم ان حال «الاختلاف» بين الزوجين واردة مهما أوتيا من عقل وعلم وصبر، ولكنها لا تصل الى درجة «الخلاف» إلا نتيجة خلل أسري فادح، فعندما تصل الأمور الى درجة «الخلاف» يجب ان يتوقف ا لجميع عن الحوار وينظر في اقعهما كل تجاه الآخر. )وهذا ما سوف أتطرق له في هذا المقال(.
وكما في تجمعات الرجال فكذا في تجمعات النساء ولكن النساء غالبا ما يكون الأمر تصريحا لا تلميحا، تفصيلا لا إجمالا. وان كن يبالغن في الوقائع والأحداث ويجعلن من «الحبة قبة»، وهذا أمر عرف عن المرأة منذ سالف الأزمان، كما ورد عنه صلى الله عليه وسلم إنهن «يكفرن العشير» والخيرات منهن كثيرات، بل إن بعض الزوجات تفضل زوجها بمراحل علما وعقلا ودينا ورأيا سديدا، ومنهن من تشاركه الرأي، ومن الأزواج من لا يقطع أمرا حتى يرجع اليها عرفانا منه بفضلها، ورأيها، وهذا لا يعد منقصة في هذا الزوج وإنما فضلا منه وعرفانا بنعمة أسداها له المولى سبحانه وتعالى، ومثل هذا الزوج ممن يعد من الأخيار الذين قال عنهم عليه الصلاة والسلام «خيركم خيركم لأهله».
يمر شهر «العسل» ويعقبه أشهر «للبصل» في بعض البيوت فما هي الأسباب؟ وما هي الأخطاء التي ترتكب؟ حتى تتحول حياة بعض الأزواج )أعني الرجل والمرأة( الى حياة لا تطاق أو على الأقل حياة رتيبة مملة.
إنني أعتقد بل أجزم ان سبب الخلل في غالب الحالات هو الرجل..!
أما لماذا..؟.. فإليكم الدليل:
1- شعور هؤلاء بأنهم الأقوى، وبالتالي يجب أن تكون هذه المرأة «دائما» خاضعة لرأيه مهما كان «تعيسا».
2- مطالبته لها دائما بأن تكون على أحسن حال نفسيا وجسديا بينما هو لا ينظر ولو مجرد نظر الى حاله وهندامه في اليوم ولو مرة واحدة.
3- عدم مراعاته للحالات النفسية التي تمر بها زوجته والتي غالبا ما تكون معلومة لديه مسبقا.
4- مطالبته إياها أن تكون في مستوى تفكيره وفكره وعدم تواضعه أمامها واشعارها أنها صاحبة فضل عليه وعلى بيته، وانه لولا وجودها لما كانت حاله كما هي الآن سعادة وفرحا وحبورا.
5- عدم اشباع رغباتها العاطفية واعتبار ما تطلبه أحيانا مضيعة للوقت وبالتالي لا يمنحها جزءاً من وقته في رحلة خاصة أو تناول عشاء في مكان غير البيت.
6- عدم مشاركتها في تحمل مسؤولية الأولاد.
7- تحميلها مسؤولية أي تقصير يحصل عند اعداد وجبات الضيوف، وعدم مشاركتها الرأي فيما هو مطلوب.
وقد يحصل الخلل نتيجة اهمال المرأة لمتطلبات الزوجية، وذلك بتقصيرها في بعض الأمور التي تعد عنصرا مهما من عناصر أنوثتها التي يرغب الرجل ان تكون متصفة بها، ومن هذه الجوانب:
1- عدم تفريقها بين ما تلبسه للمطبخ وما تلبسه لاستقبال زوجها.
2- اهتمامها الكبير عندما تريد زيارة صديقاتها أو قريباتها بهندامها ومكياجها والعكس عند زوجها.
3- عدم إشعار زوجها بأن له القوامة وان الرأي له حتى ولو كان رأيه خاطئا فيمكنها اشباع هذه الرغبة لديه ومن ثم طرح رأيها وتجييره له.
4- كثرة خروجها بسبب وبدون سبب وعدم مراعاتها أوقات راحة زوجها.
5- تضايقها من زيارة أهله وعدم الاهتمام بهم.
6- عند تفوقها عليه علميا أو وظيفيا )وهذه نقطة مهمة جدا( فإنها تشعر بالفارق وبالتالي فإنها ترى ان لها منزلة يجب ان يعرفها زوجها وعليه انزالها منزلتها، وهذا بين الزوجين مرفوض جملة وتفصيلا، فالزوجة يجب ان تشعر بدورها في منزلها ومع زوجها ولا تنظر الى مركزها أو درجتها العلمية، فالزوجة هي الزوجة سواء كانت حاملة لدرجة علمية رفيعة أو لا تستطيع كتابة اسمها، ومتى شعرت المرأة بأنها فوق هذه المنزلة مع زوجها فإنها بلا شك مدخلة الخلاف الى عشها ومؤذنة بالشقاق وربما الفراق.
وفي الجملة فإن أكثر ما يكون سببا للنزاع بين الزوجين شعور أحدهما بأن الآخر غير مبال به.. غير مبادل له الشعور، فالعلاقة الزوجية مبنية على عواطف وشعور متبادل يظلله الحب وتحفه المودة ويغذيه حرص كل طرف على الآخر شعورا واستشعارا.
ان أي علاقة زوجية لا تقوم على حب متبادل وتقدير موزون.. وأدوار منضبطة بين الرجل والمرأة كل يؤدي دوره كما أراده الله.. مودة ورحمة.. وعدم مخالفة للفطرة التي فطر الله الناس عليها.. فإن مصيرها الفشل.
وبعد.. فإن للرجل على زوجته حقوقا يجب ان تؤديها علت أو نزلت من طاعة وحفظ لأسراره ولأولاده ولبيته.. واهتماما به وإشعاره بذلك ومنحه عاطفة تنسيه عناء العمل وهموم اليوم.. وأيضا عليها الاهتمام بنفسها لإشعاره باهتمامها به.
وكما هو مطلوب من المرأة فإنه مطلوب من الرجل منح زوجته مودة ورحمة.. عواطف واشتياقا، وما أجمل ان يشعر الرجل زوجته بتواجدها معه يوم لا تكون معه في سفره أو شغله بمكالمة دافئة أو رسالة هاتفية قصيرة بعده فإن مثل ذلك يؤثر تأثيرا ايجابيا كبيرا.
إضاءة:
«خيركم.. خيركم لأهله.. وأنا خيركم لأهلي»
محمد بن عبدالله )عليه الصلاة والسلام(

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved