أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 4th May,2001 العدد:10445الطبعةالاولـي الجمعة 10 ,صفر 1422

مقـالات

تعليم عال فوق الأزمات ..
أحمد الرشيد
يعتبر القبول في التعليم العالي من أبرز وأهم القضايا التي تواجه التعليم العالي في بلادنا نظراً للأعداد الهائلة من خريجي الثانوية العامة وبمعدلات تفوق معدلات زيادة الطاقة الاستيعابية في كافة أنواع التعليم العالي.
والمتابع لخطة عمل وزارة التعليم العالي يلحظ بكل التقدير مدى حرص الوزارة على توفير قاعدة متنوعة من التعليم العالي بما يتيح للمؤسسات التعليمية العليا الفرصة لقبول عدد أكبر من الطلاب وفقا لاحتياجات سوق العمل وطبقا لميول وقدرات المتقدمين لها.
وتوسيع قاعدة التعليم العالي وإيجاد تعددية في أنماطه يتم حاليا من خلال التوسع في المؤسسات القائمة وذلك بفتح كليات وأقسام جديدة في الجامعات والتوسع في كليات المجتمع والكليات التقنية والكليات الأهلية وبرامج الدبلوم التي تقدمها مراكز خدمة المجتمع بالجامعات.
أيضا جاء إنشاء الوزارة لمركز القياس والتقويم ليعطي مجالا أكبر لقبول الطلاب في الجامعات عن طريق تصميم اختبارات محددة لمعرفة الفروق الفردية بين الطلاب ولقياس قدراتهم والتعرف على ميولهم وبالتالي قبول من يجتاز منهم الاختبار بحيث يكون التركيز على النوعية في قبول الطلاب وهذا بدوره سيحد من نسب تسرب الطلاب الذي تعاني منه بعض الجامعات.
كما يمكن ملاحظة جهود وزارة التعليم العالي في البحث عن حل لمعضلة القبول في صورة أخرى تتمثل في العمل على الاستفادة من تجارب الدول المتقدمة حيث كان هذا هو الهدف من ورشة العمل التي عقدتها وزارة التعليم العالي الأسبوع الماضي مع كبار المسؤولين في جامعة جنوب كاليفورنيا للتعرف على خطة ولاية كاليفورنيا في مواجهة النمو المتزايد في الطلب على مؤسسات التعليم العالي وهي تجربة ثرية ستفتح آفاقا أوسع في مجال القبول في جامعاتنا.
هناك أيضا ندوة القبول ومعاييره التي عقدت بجامعة أم القرى مؤخرا وهي حلقة في سلسلة البحث عن مخارج علمية لأزمة القبول برؤية مستقبلية ومكاشفة مع إمكانات الواقع الذي تعيشه الجامعات اليوم.
والمواءمة بين مخرجات التعليم العالي وسوق العمل جانب يؤمل منه الاسهام في تقليص مشاكل القبول حيث تسعى الجامعات من خلال برامج الدبلوم المستحدثة لسد الفجوة الفاصلة بين مخرجات التعليم العالي ومتطلبات سوق العمل وتبقى الخطوة الأهم وهي إحداث التكامل المطلوب بين التعليم العام والتعليم العالي ذلك ان مخرجات التعليم الثانوي هي مدخلات التعليم الجامعي، ولهذا لا بد من تأهيل خريجي الثانوية العامة بما يتيح أمامهم فرصا أوسع للقبول في برامج التعليم العالي وإعادة النظر في برامج ومناهج المرحلة الثانوية بحيث تتكامل مع تخصصات التعليم العالي.
إن أزمة القبول باتت همّا اجتماعيا مؤرقا ولذلك نأمل ان تكلل تلك الجهود بالنجاح وأن تستثمر هذه التطورات بشكل يتيح فعلا فرصا أوسع أمام طلابنا الراغبين في الالتحاق بمؤسسات التعليم العالي وأن تتواصل مسيرة الاهتمام بهذا الجانب الحيوي وأن يكون هو محور كل الخطط التي نتطلع لأن تسهم في تقديم تعليم عالٍ فوق الأزمات.

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved