أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 4th May,2001 العدد:10445الطبعةالاولـي الجمعة 10 ,صفر 1422

أفاق اسلامية

زاد الداعية
أحمد بن محمد الجردان
لابد للداعية من زاد يعينه ويصبره على مشاق الطريق، ويؤنس وحشته إذا ادلهمت الخطوب، وقل المعين، وتكالب الأعداء، فزاد الداعية إلى الله بمثابة الماء والتربة والهواء والشمس بالنسبة للنبات، فإذا كانت هذه مكونات زاد النبات، فيا ترى ما هي مكونات زاد الدعاة، وما مدى أهميته؟!، إنه سؤال جدير بالطرح وبالذات في زماننا هذا الذي كثرت فيه الفتن وطغت فيه المغريات!!، أما الأهمية فهي بمكان!!، فالداعية إلى الله عمله شاق ولا يعرف البتة ما يسمى بالإجازة أو التوقف عن العمل، فهو يعمل في أي وقت، وتحت أي ظرف، إن ألقى محاضرة فهو يدعو، إن كتب مقالاً، فهو يدعو، إن زار مريضاً فهو يدعو، إن أجاب دعوة وليمة عرس أو نحوها فهو يدعو، بل إن أقام طعام غداء أو عشاء فهو يدعو، إن سلم على الناس وتبسم لهم فهو يدعو، بل إن وجوده بسمته ولباسه وهيئته في أحيانٍ كثيرة يكون دعوة ولو كان صامتاً لا يحرك شيئا فهو مبارك أينما كان!!!، كما أن من أهمية زاد الداعية إلى الله حاجة الناس كلهم إلى دعوته دون استثناء!!، فالداعية تراه بلسماً للجراح وبداية للافراح ومهماً في الأتراح !!
فعلى سبيل المثال إن جئنا للجراح فكم من خلاف عائلي ردم هوته الدعاة، وإن جئنا للأفراح فأي نكاح لابد أن يبرم عقده الداعية إلى الله، وإن جئنا للأتراح فأي منا بعد عمر طويل وحسن عمل يرضى أن يغسله إلا داعية إلى الله!!، وهل رأيتم ميتاً يبحث عن أهله عمن هب ودب لتغسيله؟!!، وبعد الحديث عن شيء من أهمية زاد الداعية من المهم الحديث عن مكونات ذلك الزاد!!؟
فلابد من لزوم ذكر الله فهو اطمئنان وثبات جنان وجنة الدنيا وألذ ما فيها قال تعالى: «ولمن خاف مقام ربه جنتان» قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله- «هما جنتان إحداهما في الدنيا والثانية في الآخرة فأما جنة الدنيا فهي أنس العبد بذكره لربه سبحانه وأما جنة الآخرة فهي التي وعدنا الله إياها، فمن لم يدخل جنة الدنيا لم يدخل جنة الآخرة» أ.ه.
ومن مكونات زاد الداعية شعار أهل الفضل والصلاح ذلك الشعار الذي لا يعرفه الساهرون في الطبل والزمر والقيل والقال إنما يعرفه الذين قال الله عنهم: «والذين يبيتون لربهم سجداً وقياماً»، ألا وهو قيام الليل!! ، ومن مكونات زاد الداعية أيضا: الصيام تلك التربية العظيمة للنفس والعبادة التي لا يعلمها إلا الله جل ، وكذلك الاعتكاف، ورحمة الفقراء والعطف على المساكين، وشتى طرق الخير!!، وخير معين للداعية في دعوته زوجة صالحة معينة له تقدر تعبه وتربي ولده وتهيئ له بيته ، لذا فالرسول صلى الله عليه وسلم أوصى بذات الدين ولا يغيب عن الأذهان أبداً موقف أم المؤمنين خديجة بنت خويلد- رضي الله عنها- مع رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما نزل عليه الوحي لأول مرة!!، ومن العون للداعية أن يخلص نيته لله وحده، فلا ينتظر ممن يدعوهم جزاءً ولا شكوراً وأن يصطفي من الناس رفقة صالحة مصلحة، لاصالحة في نفسها غير مصلحة لغيرها.
تلكم خواطر حول ذلك الزاد الذي كل واحد منا بحاجة إليه فكلنا دعاة إلى الله جل وعلا فنحن من أمة قال الله جل وعلا في شأنها: «ولتكن منكم أمة يدعون الى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر واولئك هم المفلحون».

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved