أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 4th May,2001 العدد:10445الطبعةالاولـي الجمعة 10 ,صفر 1422

أفاق اسلامية

نقاط فوق الحروف
قولى لهم لا
مما لاشك فيه أن الإسلام وضع المرأة في مكانتها اللائقة بها كامرأة وأعطاها حقوقها كاملة ولم يدع لمجتهد كي يسهم ولو بجزئية بسيطة في وضع لبنات هذه المكانة العالية التي تربعت على عرشها منذ عصر النبوة في ماضيها البعيد وامتداداً لحاضرها الزاهي ومستقبلها المشرق الوضاء - بإذن الله - قال تعالى: «اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا» فهنيئاً لك يا ابنة حواء وحفيدة أمهات المؤمنين. هنيئا لك بهذا الشرف العظيم والمنزلة السامقة.. فأنت ايتها المسلمة بجوهرك الناصع ونظرتك السليمة قد حظيت بحفظ الإسلام لك كرامة وعزة ورفعة وعفافاً، ولكن هل قدرت بعض النساء هذا العصر هذا الوسام الرائع، والتاج المتناهي في الجمال.. كلا فما نشاهده فيهن - أعني البعض - ماهو إلا واقع مر علقم يثير البؤس والشفقة والاشمئزاز، ويلقي بذواتهن قلباً وقالباً في غياهب الظلمات، ودياجير المتاهات.. قال صلى الله عليه وسلم: «ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء»، والأمثلة على هذا كثيرة ومتعددة لايتسع المقام لذكرها فمن تبرج وسفور وميوعة ومشاهدة المحرمات عبر القنوات الفضائية الإباحية إلى اختلاط وسفر وخروج إلى الأسواق، والأماكن العامة دون محرم، وذلك بداعي التسوق والترفيه غير عابئة بما قد يحدث لها من مضايقات وأخطار وكلام بذيء من بعض من لا خلاق لهم أو لم تسمعي إلى قول الرب جل وعلا: «وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى وأقمن الصلاة وآتين الزكاة وأطعن الله ورسوله».
إن بقاء المرأة في بيتها واهتمامها برعاية زوجها وأولادها هو سر نجاحها وسعادتها واستقرارها وتماسك الأسرة وتعاونها.
وأما خروجها وتبرجها واختلاطها بالرجال الأجانب، وجريها وراء الموضة بداعي الحرية والتقدم والتطور فهو من أكبر الأسباب المؤدية إلى الفتنة، كما أن تبعاته خطيرة جداً وعواقبه وخيمة على الأمة كلها.. فهل يعد هذا الأمر حرية؟
وما الحرية المزعومة التي تدور في مخيلة البعض من الفتيات اللائي وقعن في هذا الشرك؟ وهل التعلق بأسماء الغرب، وترهاته التافهة، ومبادئه العفنة من الحرية في شيء .. كلا وربي .. إنها وساوس شيطانية، وقيود إبليسية، تبقي المرأة أسيرة الشهوة المطلقة والهوى المهلك والضياع المدمر.
قال الشاعر:


والمرأة الحسناء تبكي حسنها
إن ضاع منها عزها وإباؤها
فامضي على درب الرشاد فإنه
زاد وللنفس السقيم شفاؤها

وقال:


لاخير في حسن الفتاة وعلمها
إن كان في غير الصلاح رضاؤها

حقاً إن حسن الفتاة وبهاءها كالشهيم إن ضاع منها عزها وإباؤها ومبادئها وصلاحها.. فالخير كل الخير في الصمود والوقفة الجادة أمام كل المغريات الدنيئة التي يقدمها أعداء الأمة الأسلامية في ثوب من الشفافية والرقة والنعومة لجذب أنظار النسوة إلى أحاديثهم الفجة، وطرقهم الباطلة، ومبادئهم النتنة.. فهلا استعذت أخيتي برب الأرباب ومسبب الأسباب وفاطر الأرض والسموات، وخالق البشر والجن والشجر والحجر.. هلاّ قاومت هواك وشيطانك ونفسك.. هلاّ تمسكت بالقمة ورفضت رأي أراذل الأمة.
فتاة الإسلام.. ياذات الفطرة النقية.. إياك ثم إياك ومعاول الهدم والضياع.. إياك ثم إياك من نواة الشر.. خلع الحجاب والتبسط في الفعل والخضوع في القول لغير المحارم فهو الضياع بذاته وهو السم الزعاف بعينه..
دعي عنك كل هذا ولو أُبدي لك باسم التقدم والحضارة والمدنية، دعي عنك هذا الهاتف حيت يتلاعب به أصحاب الأهواء والنزوات.. والسلوك السيئ المشين ذلك أنه مفتاح للرذيلة، ومنهاج لأصحاب الفسق والفجور، وهذا التسوق الذي لا داعي له هلا تركته.
وما السائق الذي يسكن معك في مملكتك ويصحبك صباح مساء في ذهابك وإيابك وتنقلاتك .. هلا استغنيت عنه بزوجك وأبيك وأخيك وابنك.. أو لم يهز مسمعك قول رسول الهدى صلى الله عليه وسلم : «لا يخلون رجل بامرأة إلا وكان الشيطان ثالثهما»، لم لا نجعل نهجنا قرآننا وسنة نبينا عليه الصلاة والسلام؟، ولنتذكر يوم الحساب لنتذكر يوم العرض على رب العباد.. يوم تجزى كل نفس بما كسبت، قال تعالى: «فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره ومن يعمل مثقال ذرة شراًيره».
فالله أيتها الفتاة المسلمة في بقائك في حصنك الأشم.. إنك إن فعلت .. توغرين قلوب أعدائك أعداء الإسلام وتصفعين وجوههم وتبقين بعزتك وشرفك مهيبة الجانب أبية مصانة رافضة قبول كل ما يعتلج بأفكارهم من آراء معوجة ومبادئ منحطة تحمل في طياتها سهاماً مسمومةً تريد النيل منك كفتاة مسلمة أعزها الله بالإسلام وحفظها وأبان لها طريق الرشاد وسبيل الهدى، وفقنا الله وإياك لما يحبه ويرضاه والمسلمين أجمعين وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.
محمد عبدالرحمن الغماس
الإدارة العامة للمتابعة بالرئاسة


أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved