أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 4th May,2001 العدد:10445الطبعةالاولـي الجمعة 10 ,صفر 1422

أفاق اسلامية

حديث المرأة
الإنصاف
د. رقية بنت محمد المحارب
يكون الانصاف أحياناً بالأقوال وأخرى بالأعمال، ومن نتيجته علو الهمة وبراءة الذمة كما قال المناوي رحمه الله. وفي وقتنا تشتد الحاجة الى الانصاف بكل أنواعه، فإنصاف الله عزوجل يكون بأن يعطي العبد العبودية حقها، وألا ينازع ربه صفات إلهيته، وألا يشكر على نعمه سواه، ولا يستعين بها على معاصيه، ولا يحمد غيره ولا يعبد سواه كما ذكر ذلك بعض أهل العلم.
وإنصاف النبي صلى الله عليه وسلم يكون بالقيام بحقوقه من الايمان به وطاعته ومحبة ما يحبه وبغض ما يبغضه، وانصاف العبد نفسه من نفسه وذلك كما يقول ابن القيم رحمه الله: ألا يدعي لها ما ليس لها، ولا يحقرها بمعاصي الله عزوجل، بل ينميها ويكبرها ويرفعها بطاعة الله عزوجل، ومن انصاف المرء نفسه أن يتعلم ما يوجب عليه معرفة ربه وحقه عليه، وألا يعينها على ظلم الناس وأن يسعى في المبادرة الى الأعمال الصالحة طلبا لنجاة نفسه في الآخرة.
ومن أنواع الانصاف المهمة انصاف الناس جميعا فالمؤمنون لهم حق الانصاف وكذلك غير المؤمنين فلا تؤكل حقوقهم ولا يتعدى عليهم إذا كانوا مسالمين وهذا لا يعني محبتهم فالانصاف لا يقتضي المودة بل يقتضي العدل ونبذ الظلم ويدل عليه قول عبدالله بن رواحة لما بعثه الرسول صلى الله عليه وسلم الى خيبر ليخرص لهم الثمار، فأرادوا أن يرشوه فقال عبدالله:«يا معشراليهود، أنتم أبغض الخلق إليّ، قتلتم أنبياء الله عزوجل، وكذبتم على الله، وليس يحملني بغضي إياكم على ان أحيف عليكم فقال اليهود: بهذا قامت السماوات والأرض».
فإذا كان الانصاف مطلوبا في حق الكفار فكيف بمن يظلم اخوانه المسلمين؟

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved