أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 4th May,2001 العدد:10445الطبعةالاولـي الجمعة 10 ,صفر 1422

عزيزتـي الجزيرة

كلٌ يبحث... فما النتيجة؟
عزيزتي الجزيرة:
إن المتأمل في أحوال الناس في هذه الدنيا يرى أنهم يتسابقون ويتسابقون ولكن.. إلى أين؟ إنهم يتسابقون إلى تحقيق هدف وغاية واحدة ألا وهي السعادة تلك القمة الشاهقة الصعبة المنال - إلا على من يسرها الله عليه -.
فلوا سألت شخصا: لِمَ تجمع المال؟ لقال بحثا عن السعادة، ولو سألت آخر: لِمَ تسعى إلى المنصب العالي؟ لقال: بحثا عن السعادة فالسعادة أمر مطلوب، وغرض مرغوب، ولكن إذا أمعنا النظر وجدنا الناس مختلفين في البحث عن هذه الغاية فكل منهم قد أخذ بجادة يبحث عن السعادة، فمنهم من بحث عنها بالسيارات الفارهة والبيوت الفاخرة، والأموال الطائلة، ومنهم من بحث عنها بالزواج من المرأة الجميلة، ومنهم من بحث عنها باللهو واللعب والسهرات المحرمة، ولكن.. هل حصل هؤلاء على مبتغاهم؟ كلا وألف كلا، بل بحثهم هذا ربما كان سبباً في تعاستهم وشقائهم، لماذا؟ الجواب بسيط: لأنهم بحثوا عنها في الطريق الخاطئ؛ بحثوا عنها بما يغضب الله، بحثوا عنها بالإعراض عن الله، بحثوا عنها بمساعدة الشيطان، واتباع أهوائهم ورغباتهم، بحثوا ومازالوا يبحثون...، فما النتيجة؟ النتيجة هي ما أخبرنا الله عنها في كتابه الكريم حيث يقول عز وجل« ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكاً ونحشره يوم القيامة أعمى...» الآية، فجزاء المعرض العيش في ضنك وضيق، حتى ولو كان عنده من الأموال ما عند قارون، حتى ولو كان يملك مثل ملك فرعون، فما دام معرضا عن الله فلن تتحقق له السعادة، ربما تحقق له جزء منها، ولكن ما الذي يحصل بعد ذلك؟ نجده في هم وضيق لا يعلمه إلا الله. إذن ما هو الطريق الصحيح المؤدي إلى السعادة الحقيقية؟ الجواب سهل وميسر ولكنه يحتاج إلى عمل دؤوب وهمة عالية، فمن أراد السعادة فهي في قوله تعالى «من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون» ومن أرادها فهي في قوله صلى الله عليه وسلم :«قل آمنت بالله ثم استقم» ومن أرادها فهي في قوله صلى الله عليه وسلم «ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان: من كان الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله، وأن يكره أن يعود في الكفر بعد أن أنقذه الله منه كما يكره أن يقذف في النار».
فما أعظمها من حلاوة وما أعظمها من سعادة وصدق الشاعر حيث قال:


ولست أرى السعادة جمع مال
ولكن التقيَّ هو السعيدُ
وتقوى الله خير الزاد ذخراً
وعند الله للأتقى مزيدُ

فالسعادة الحقيقية هي ما وجدها الصحابة والتابعون من السلف الصالح - رضوان الله عليهم - نعم وجدوها فتمسكوا بها ولم يطلقوها، فها هو أحد السلف يقول: لو يعلم الملوك وأبناء الملوك ما نحن عليه من السعادة لجالدونا عليها بالسيوف، فهؤلاء عملوا وتعبوا فنالوا جزاء تعبهم، نالوا السعادة في الدنيا قبل الأخرة.
فيا باحثاً عن السعادة ها هي الأبواب أمامك مشرعة، وطرق الخير أمامك مفتوحة، فأقدم ولا تتردد وشمر عن ساعدك ولا تتكاسل، فأقدم قبل أن تندم ولات ساعة مندم.
عطا الله بن جضعان العنزي
بريدة - فرع جامعة الإمام - كلية اللغة العربية.

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved