| عزيزتـي الجزيرة
عزيزتي الجزيرة:
بكل الحب أكتب إليك، لأواسيك في حزنك، لأواسيك في جرحك ولأكف عنك دمعك، ولأخبرك ان لك إخواناً يحزنون لحزنك وربما بكوا لبكائك.
أختي: لاتحزني فأنت امرأة لها هم تحمله ولها هدف تنشده ولها غاية تتمنى الوصول إليها، ليس همك ان تركبي مركبة فارهة وليس همك ان تملكي شيئاً من حطام الدنيا الفانية، إنما يجب ان يكون همك الوحيد هم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو الحرص على هداية الناس ودعوتهم.
أختي: أشاطرك حزنك وأشاطرك همك وأنا لك مسلّ ولست معزيا فالحمد لله أن هذا قضاء الله وقدره والحمد لله أنك تعيشين في صحة وعافية وتنعمين بطمأنينة وأمن فاحمدي الله عز وجل عليها وتفكري في نعم الله عليك وأشكري الله عليها )وإن تعدوا نعمة الله لاتحصوها( تفكري في بعض نعم الله عليك - نعم بعض!- وقارنيها بما أنت فيه فستجدين أن النعم ولله الحمد قد فاقت ما أنت فيه من حزن وما أنت فيه من ضنك فهي تعد صغيرة إذا قورنت بهذا الهم البسيط الذي ستؤجرين عليه كما أخبر بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم.
أختي: قد يكون سبب طلاقك خاصا بزوجك وأنه السبب فيه فاحمدي الله على ذلك وقد يكون -أقول ذلك مصارحة لك وحبا - قد يكون السبب منك وجل من لايخطئ وجل من لايزل فكلنا بشر وكلنا ذوو خطا )وخير الخطائين التوابون( فليبحث المرء عن مكامن الخلل في شخصيته وليصلحها وليسعى المرء إلى تعديلها وليستفد من تجربته السابقة في الزواج ولايدعها تذهب سدى، بل اعتبري من كل دقيق وجليل في تجربتك السابقة فالذكي يستفيد من أخطائه ويستفيد من تجاربه السابقة.وأخيراً: أسأل الله عز وجل لي ولك التوفيق وأسأله لك الذرية الصالحة التي تبرك في حياتك وبعد مماتك وأوصيك أختي بطاعة الله عز وجل وتلاوة كتابه وتجعليه لك أنيساً ولك رفيقاً وتحرصي على حفظه بعد تعلمه ومن ثم تعليمه فهو لاشك يبقى بعد الممات وهو لا شك )علم ينتفع به( ولاتنسي كاتب هذه الأسطر بدعوة خاصة بالتوفيق في الدنيا والآخرة.وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
إبراهيم بن هليل ـ الخرج
|
|
|
|
|