أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 4th May,2001 العدد:10445الطبعةالاولـي الجمعة 10 ,صفر 1422

عزيزتـي الجزيرة

أصحاب العقار لا يحبون هذه الكلمة
عزيزتي الجزيرة تحية طيبة
ينظر العديد من الناس للعزاب بأنهم موضع ريبة وشك وتظل كلمة «عازب» رغم أنها بسيطة لغوياً إلا أنها تحمل في نظر العديد من المجتمعات دلالات كبيرة ومعاني عظيمة، فالأعزب هو ذلك الشخص غير المتزوج الذي يسكن بعيداً عن أسرته وكذلك تطلق على الرجل المتزوج الذي يسكن بدون عائلته، ويظل هذا الشاب مرفوضاً في اي مكان يحاول الاندماج فيه او يذهب اليه لا لسبب الا لأنه يحمل مسمى «أعزب» حتى لو كان ذا خلق ودين وملتزم بالآداب والتقاليد، والحالة التي يمر بها العزاب لابد وأن مر بها الكثير من الشباب في فترات حياته عندما سافر للدراسة في مكان بعيد عن مسكنه او التحق بعمل بعيد عن اسرته حيث تجبره الظروف على السكن مع مجموعة من الشباب للتخفيف من الاعباء المالية التي يتكبدها لو كان وحده، فالحمل على الجماعة كما يقولون «راحة» فهو في هذه الحالة سيدفع جزءا بسيطاً من قيمة السكن والمأكل وتسديد فواتير الهاتف والكهرباء مما يوفر عليه مبالغ كبيرة كان سيضطر لدفعها لو كان وحده، ويشتكي العديد من العزاب الذين ابتلوا بهذا المسمى من عدم تقبل المجتمع لهم فهم اينما ذهبوا مرفوضون حتى ان البعض منهم يراهم شراً لابد من ابعاده، ويذكر لي بعض هؤلاء انهم تكبدوا العناء وذاقوا الامرار حتى وجدوا مسكناً لهم، فهم اينما توجهوا لمكتب عقار او صاحب املاك حتى يسبقهم بالسؤال هل يبحثون عن سكن عائلي أم عزابي وعندما يسمع منهم الكلمة الثانية فكأنما تصفعه على وجهه حيث يبادرهم فوراً بالأسف الشديد لعدم تمكنه من خدمتهم ولذلك يضطرون بعد جهد جهيد إلى الرضوخ للامر الواقع وتقبل اي سكن حتى ولو كان مما لا تتوفر فيه الشروط الصحية التي تجعل منه سكناً ملائماً لهم، ولو افترضنا انهم وجدوا مسكناً في حي مليء بالعائلات فإن الأعين تظل تتربص بهم الدوائر حتى تصبح أنفاسهم محسوبة عليهم بحثا عن ادنى غلطة للشكوى منهم لدى الجهات الأمنية وطردهم من هذا المكان وذلك خوفا على اسرهم منهم، بحجة أنهم يراقبون الشارع من النوافذ ويقفون في الطريق للتحدث مع زملائهم ويزعجونهم بأصوات سهراتهم المتأخرة إلى الفجر ومن كثرة زوارهم خلال اليوم، وقد تبالغ العديد من المكاتب في الايجار على العزاب بحكم انهم افراد كثيرون ولا يهمهم مبلغ كهذا يوزع عليهم، كما ان هذا المبلغ يصرف على الشقة بعد خروجهم لكثرة ما تصاب به من تلفيات، وعندما يود العزاب الخروج للتنزه في الاماكن العامة او الحدائق واماكن الترفيه فانهم يواجهون هناك بمن يمنعهم من الدخول بحكم انه «للعائلات فقط» ولو تمعنا في ذلك لوجدنا انه لا يتوفر لهم اي مكان يقضون فيه وقت فراغهم مما يضطرهم للجوء للمقاهي والتسكع في الطرقات والسهر في الاستراحات الى الفجر.
محمد بن راكد العنزي
محافظة طريف

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved