أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 4th May,2001 العدد:10445الطبعةالاولـي الجمعة 10 ,صفر 1422

العالم اليوم

المندوب المناوب لفلسطين بالجامعة العربية.. هارون هاشم رشيد ل :
عاصرت مواقف المملكة تجاه القضية الفلسطينية منذ عهد الملك عبد العزيز ولدي الوثائق عن هذه المواقف المشهورة
الملك فيصل قال لي: القدس لن تعود الا بأيدينا وحدنا كعرب ومسلمين
مكرمة خادم الحرمين باستضافة أسر الشهداء لمست شغاف القلوب
* أجرت الحوار مريم شرف الدين:
^^^^^^^^^^^^^^
عندما يكون الحديث عن جرح الوطن ومعاناته عن همومه آلامه واوجاعه التي يلوكها شعبه على مضض يكون الحديث اكثر مصداقية وخصوصا لمن عايشوا الحدث..
^^^^^^^^^^^^^^
فكيف يكون الامرعندما يكون هذا الحديث عن القضية الفلسطينية و التي نتعايش معها في اليوم اكثر من مرة.. ونستشعر حجم هذا الوجع من خلال هذا اللقاء الذي اجرته )الجزيرة( تحدث لنا السيد هارون رشيد عضو المجلس الوطني الفلسطيني والمندوب المناوب لدولة فلسطين بجامعة الدول العربية في اول لقاء سياسي له عن لقائه مع .. والكيفية التي ينبغي للدول العربية ان تتعامل بها مع بيت العرب الاول.
تحدث عن قصته مع كيفية تسمية الجامعة ببيت العرب.
وتطرق في حديثه مع )الجزيرة( الى مواقف جلالة الملك الشهيد فيصل بن عبد العزيز آل سعود، والمواقف الثابتة للمملكة العربية السعودية تجاه القضية الفلسطينية والاستراتيجية التي تبنتها لدعم هذه القضية منذ عهد المؤسس الاول جلالة الملك عبد العزيز ال سعود حتى العهد الحالي منوها بالجهود المشرفة التي تبذلها في سبيل دعمها لهذه القضية التي كان لها ابلغ الاثر في التخفيف من معاناة الشعب الفلسطيني.
وتحدث في هذا اللقاء عن رحلته الطويلة من جامعة الدول العربية التي وصلت الى اكثر من 32 عاما فيه والدور الكبير الذي لعبته هذه الجامعة في تحرير واستقلال الكثير من الدول العربية وعن همومها واحتياجاتها ...
* في البداية نود ان نتعرف من هو السيد هارون هاشم رشيد؟
مواطن فلسطيني عملت في بداية حياتي كمستشار اعلامي للحاكم العام في قطاع غزة شاركت في تحرير جريدة اللواء وجريدة الوقيدة واخبار فلسطين في قطاع غزة اثناء عملي كمستشار اعلامي للحاكم العام، انشأت مجلة اطلقت عليها مجلة نداء العودة وكنت مسؤولا عن تحريرها وهذه المجلة كانت تعبر عن صوت جيل قوي.
كما عملت مسؤولا عن ادارة الشؤون العامة والاستعلامات في وزارة الحج والمعارف.
عندما قامت منظمة التحرير الفلسطينية عام 56م طلب مني رئيس المنظمة الحاكم الالتحاق بالمنظمة حتى يمكنهم الاستفادة من جهودي العلمية والثقافية وعينت كمسؤول عن اعلام منظمة التحرير في قطاع غزة في ذات الوقت الذي كنت مسؤولا فيه عن اعلام جيش التحرير في القطاع .. ظللت امارس هذا العمل حتى عام 67م.
طاردني الاسرائيليون وتمكنت من التسلل والمغادرة الى القاهرة و كما فعلت عام 65 يعني كانت لهم محاولة سابقة لالقاء القبض علي عام 56 ولكنهم لم يستطيعوا.
عندما ذهبت الى القاهرة التحقت بمنظمة التحرير الفلسطينية طبعا وكنت مسؤولا عن مكتب المنظمة في القاهرة. كنت مسؤولا عن المكتب الذي يعمل لشؤون الفلسطينيين.
ومنذ ذلك الوقت انتدبت لحضور لجان جامعة الدول العربية حيث كنت احضر اجتماعات كل من: اللجنة الدائمة للاعلام واللجنة الدائمة للشؤون الاجتماعية واللجنة الدائمة للشؤون الادارية ومازلت حتى اليوم احرص على القيام ومواصلة هذا العمل.
وعندما انتقلت الجامعة العربية الى تونس انتقلت معها وعملت مندوبا مناوبا لدولة فلسطين لدى الجامعة العربية ومديراً ايضا لتحرير مجلة )شؤون عربية( التي انشأتها الجامعة من تونس آنذاك منذ عام 1980م حتى عام 1990م.
وبالاضافة الي عملي كمندوب مناوب لدولة فلسطين ومندوب دائم لمنظمة التحرير في المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم يعني كنت اشغل 3 مناصب في وقت واحد.
الوحدة السياسية
* وكيف يمكن المحافظة على دور الجامعة؟
ينبغي النظر كما سبق وان ذكرت على هذا البيت لنا جميعا يعني عندما يدخل كل مندوب الى هذا البيت انما يكون قد جاء للانضمام الى افراد الاسرة العربية الواحدة وليس ان تكون فرادى كل منعزل داخل غرفة.
ولهذا اقول ربما يكون من الصعب في هذه المرحلة بالذات وجود الوحدة السياسية بمفهومها العام ولكن هنالك مجالات اخرى كالمجال الاقتصادي مازال يتطلب الكثير والكثير من العمل لتفعيل العمل العربي المشترك في هذا الجانب، وهنالك في اوروبا تمكنوا من التوصل الى تحقيق الوحدة الاقتصادية والى توحيد العملة، ونحن نتكلم لغة واحدة وهمومنا واحدة وحتى الآن لم تتحقق لدينا الوحدة الاقتصادية ولا وحدة ثقافية او تربوية.
وقد عملنا كمجموعة من خلال المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، واعداد اسس الوحدة التربوية والتعليمية والثقافية والفكرية الا ان شيئا من هذا لم ينفذ، وهنالك العديد ومئات القرارات في جامعة الدول العربية لم تنفذ.
مراهنة إسرائيل
في صراعنا مع الصهيونية وصراعنا مع اسرائيل هي تراهن دائما على هذا التمزق وليس على الوحدة وتريد هذا التمزق وتسعى اليه وانا اعتقد انه عندما تصبح الكلمة العربية واحدة لن تستطيع اسرائيل ان تقف هذه المواقف التي نقفها الان وهي تواجه اطفال الحجارة والانتفاضة تدرك انه ليس هنالك موقف عربي موحد حول هذا الموضوع وهي تراهن على هذا وتراهن على التمزق العربي .. صحيح الدول العربية في أزمات بعد حرب الخليج وسيأتي يوم يسود فيه القول الشائع:
)أكلت يوم أكل الثور الابيض( وما اعنيه هنا اسرائيل عندما تنتهي من فلسطين ستلتفت الى باقي الدول العربية وهي لن تتنازل عن مشروعها الصهيوني في اسرائيل الكبرى وحتى لو صمتت فترة من الزمن لن تتنازل عنه.
وهناك مفكر فلسطيني يدعى موسى العلمي حضر اجتماعات جامعة الدول العربية عند التأسيس ونبه الى ان اسرائيل لن تكتفي بفلسطين بل لها اطماع كبرى في كامل المنطقة.
الصهيونية العالمية والدعم
واسرائيل تدعمها الصهيونية العالمية وبالتحديد امريكا تدعمها دعما كاملا وهي الرئة الصناعية التي تتنفس بها وفي اللحظة التي تتوقف فيه هذه الرئة لا يكون لاسرائيل وجود.
وهي تعتمد عليها اقتصاديا وتعتمد عليها عسكريا وسياسيا، وفي كل الاحوال فان اسرائيل ليست سوى ولاية من الولايات المتحدة.
التعنت الإسرائيلي واستراتيجية السلام
* قمة اللاءات الثلاث التي عقدت عام 1967 بالخرطوم قررت: لا صلح مع اسرائيل ولا تفاوض معها، ولا اعتراف بها قرارات هذا المؤتمر اشتملت على التوصية بدعم الاعداد العسكري؟ المرحلة الحالية او الظروف التي يمر بها الشعب الفلسطيني وتأزم الاوضاع في الاراضي المحتلة هل هي في حاجة الى المبادرة للاعداد العسكري وتطبيق هذا القرار؟
الوضع الفلسطيني الحالي في الاراضي المحتلة لا علاقة له بقرارات احد هو ارادة شعبية انفجرت في وجه التعنت الاسرائيلي.
وعندما اختارت الامة العربية من قرارات هذه القمة اختارت استراتيجية السلام. وامام المتغيرات الدولية في العالم وغياب الاتحاد السوفيتي وغياب التضامن العربي رغم كل هذا استجاب الفلسطينيون لهذه الاستراتيجية ولكنهم قالوا نحن مع السلام.
وقد قدمت الثورة الفلسطينية منذ عام 1965م حتى اتخاذ هذه القرارات مئات الآلاف من الشهداء من اجل تحرير الارض واستعادة الوطن.
القدس العربية
ولكن عندما بدأت عملية السلام ودخلنا فيما حدث بين المفاوضين الفلسطينيين والاسرائيليين وما جرى من إخلال اسرائيل بكل حتى ما تم التوقيع عليه انفجرت الانتفاضة كأعلى درجات الرفض لهذا الاحتلال وهي تؤكد الثوابت .. فالقدس قدس عربية وان الاقصى كخط احمر لا يجوز المساس به وان عودة اللاجئين واجب وقرار شرعي وان جميع القرارات الشرعية وقرارات الامم المتحدة وقرارات مجلس الامن حول قضية القدس وحول قضية فلسطين هي قضايا اساسية.
وهذا كان هو موقف التفاوض عندما وصل الى هذه المرحلة كانت اللاءات تتجدد والآن وقد دخلت انتفاضتنا الشهر الثامن فهي لاتزال تعبر عن وقوف الشعب الفلسطيني مع قيادته من اجل الوصول الى الحقوق المشروعة.
والحقوق المشروعة هي تنفيذ قرارات الشرعية الدولية التي تؤدي الى الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس وهذه المحاور الثلاثة من الاساسيات في الانتفاضة وستظل الانتفاضة مشتعلة الى ان ترضح اسرائيل لهذه المطالب والى ان يقوم المجتمع الدولي بدور فاعل يجبر اسرائيل على الالتزام بالشرعية الدولية والالتزام بما وقعت عليه.
المجتمع الدولي والقضية
* طالما اشرتم الى المجتمع الدولي في حديثكم هل انصف المجتمع الدولي القضية الفلسطينية؟
لا لم ينصف القضية الفلسطينية، فالقضية الفلسطينية هي قضية الامة العربية والاسلامية ويجب علينا ان نتوقع من الآخرين ان ينصفونا لانهم ليسوا معنا هم مع اسرائيل.
نحن عندما نتخذ موقفا جماعيا من اجل القضية الفلسطينية في هذه اللحظة نجعل المجتمع الدولي ينظر الى قضيتنا.
والمجتمع الدولي ينظر الى المصالح واذا شعر هنالك تهديد لمصالحه تهديد لاقتصادياته تهديد لتجارته لتحركاته في هذه اللحظة سيبدأ التعاطف معها دون ذلك لن يتعاطف معنا ولا علاقة له.
سيطرة إعلامية
وهناك سيطرة اعلامية على المجتمع الدولي من اسرائيل ولنأخذ الاعلام الامريكي والاعلام الاوروبي ماذا قدما للقضية.
ماذا قدما عن اطفال الانتفاضةلا شيء فهم يحاولون اخفاء ما يجري على الرغم من ان محاولة اخفاء الاعلام والفضائيات الاخرى تمكنت من نقل وتنقل بكثرة كل هذا الذي يجري في الاراضي المحتلة ومع ذلك الصورة خارج الوطن العربي غيرها في اوروبا وامريكا والمناطق الاخرى.
حتى قضية الطفل محمد الدرة تلاعبوا فيها وتمكنوا من ان يشوهوا الصورة التي ظهرت وتعاطف معها الانسان الغربي والاوروبي ومع ذلك خرجوا لمحاربتها.
وبالتالي نحن الآن نصل الى نقطة خاصة واننا اعلاميون وليس فقط من اجل القضية الفلسطينية لابد من وجود قناة عربية تخاطب المجتمع الغربي والاوروبي بلغته وتنقل الصورة إليه بلغته وطريقتها واسلوبها لانه دون ذلك كأنما نتحدث الى انفسنا.
لكن ما قيمة ذلك اذا لم يصل الى الآخرين وقد تناولنا ذلك في اكثر من مرة في اجتماعاتنا المتكررة باللجنة الدائمة للاعلام تحدثنا اكثر من مرة حول وجود هذه القناة الفضائية التي تدافع اولا عن الاسلام لان هناك اكثر من قناة تحارب الاسلام وتفتري عليه خصوصا ان الاعلام الغربي مدعوم من اسرائيل.
محاولات فردية
* اعلامنا بهويته العربية الاسلامية الحالية هل ساعد على ابراز قضايانا كمجتمع عربي اسلامي؟
للاسف لا.. لم يستطع بعد هو يحاول لكن هذه المحاولات محاولات فردية ومحدودة قد يكون هناك محاولات جادة من المملكة وبذل اقصى جهودها فيها وبقدر ما يمكن لايصال هذه الرسالة لمختلف المجتمعات الدولية ولكن مطلوب جهد عربي موحد حول هذا الموضوع.
ومعظم السفارات والمكاتب الاعلامية بالسفارات العربية والاعلام العربي في الخارج نجدها تتحدث عن اقطارها كل عن قطره من خلال الدعاية السياحية ومن خلال قضايا معينة لكنها لا تركز على قضايا موحدة يشترك فيها الجميع بحيث تكون لهم المقدرة المشتركة وفرضها على الساحة الدولية وهذا لم يحدث او يوجد بعد.
الجامعة العربية تحاول ذلك ولكنها لا تمتلك الامكانات التي تمكنها من الوفاء بذلك وما اعلنه هنا هو ان مكتب الجامعة ليس له امكانات الدول لو تضافرت امكانات الدول في دعم هذه المكاتب في خط مشترك لتمكنا بذلك من ان نفعل شيئاً.
محدودية الموارد
* أشرتم الى ان الجامعة لا يوجد او تتوفر لديها الامكانات التي تمكنها من ممارسة هذا الدور لكن ماذا عن صندوق الدعوة العربي لتوفير التمويل اللازم لأنشطة الاعلام العربي الذي صدر عن مؤتمر القمة الذي عقد في عام 73م؟
صندق الدعوة الصادر عن قرارات هذه القمة موجود الا انه غير مدعوم ماليا.
وحدة مشتركة
* منظمة التحرير باعتبارها الممثل الشرعي للشعب الفلسطيني للتأكيد على حقه كيف ترون دور هذه المنظمة في مسيرة هذه القضية؟
القيادة الفلسطينية والشعب الفلسطيني اجمعوا بقولهم: انه لا فرق بين رئيس ولا مواطن كلهم يسيرون على نهج واحد وهو التزامهم بمواجهة الحركة الصهيونية.. فعندما تشعر الصهيونية انها مهددة ستسارع الى اللقاء ومحاولة التوصل الى شيء ما.
مثلا: بعد الانتفاضة الاولى جاءت الانتفاضة الآن ووضعتهم امام مأزق لذلك هم يصرخون ويطالبون بوقف الانتفاضة.
* والآن .. ماذا يدعم الموقف الفلسطيني؟
شيئان وهما:
أولا: موقف عربي سياسي ودولي موحد لدعم الانتفاضة لان تهديد المصالح التي تقف مع اسرائيل .. سيعطينا شيئا من القوة لتعزيز هذه المواجهة.
اما الموقف الآخر فيمكن في دعم الانتفاضة ودعم السلطة الفلسطينية ماديا.
الجريمة وآثارها
ولهذا اقول للجميع ما يجري في الاراضي المحتلة بصدق لم يشاهده اي شعب في الدنيا لانه لا يقتلون فقط الرجل والمرأة والطفل والشباب وليس هؤلاء الذين يقتلون بالرصاص وانما قتلهم للاخرين بشيء آخر مثلا:
لقد اقتلعوا الآلاف من اشجار الزيتون وكل شجرة زيتون وراءها العديد من الاسر وليست اسرة واحدة اسر تعيش منها اقتلعوا اشجار البرتقال والجوافة وكل هذه الاشجار التي يقتلعونها كأنهم يقتلون كل فرد من هذه الاسر التي تعيش منها وتعتبر مصدر الرزق الوحيد الذي يقتاتون منها.
اغلقوا المنافذ والطرق وقطعوا الاتصالات وزيادة على ذلك الذي لم يشعر به الناس ولم يقيموه ويعطوه حقه )تجريف الاراضي( ماذا يعني تجريف الارض؟ يعني جعل او تحويل هذه الارض الى ارض عقيم وغير صالحة للزراعة وبالتالي ان سيذهب هؤلاء؟ وكيف يعيشون؟
وبالتالي.. هي عملية عنصرية الى ابعد عمليات العنصرية استيطانية شرسة.. يعني ما يواجهه الانسان في الداخل هو تجويع افقار قفل ارهاب .
ويواجه الانسان الفلسطيني الرصاص المحرم الاسلحة المواد القاتلة السامة استعملوا كل شيء واستعملوا الحرب الارض.
وهذه منطقة النواصي التي يتحدث عنها الناس لا يعرفون ما هي النواصي.
النواصي هي قطعة من الارض تقع على شواطئ خان يونس وهي قريبة من البحر الله سبحانه وتعالى اعطى هذه الارض ميزة بأن مياهها حلوة وتزرع فيها الخضراوات في البيوت المحمية وهذه المزارع تمون البلاد بما تحتاجه من هذه المحاصيل وهذه المزارع تحولت الى خراب بعد نسف الاسرائيليين لبيوت اهلها وتدميرالبيوت المحمية وهذا ما يجري.
القدرة والصمود
وامام كل هذه التحديات مازال الشعب صامداً ولكن الى متى سيبقى على هذه الحالة وتكون له القدرة على الصمود اذا لم يأته المدد المادي من الخارج الذي يجعله يواصل هذا الصمود والآن هو في امس الحاجة الى تنفيذ قرارات مؤتمرات القمة في القاهرة والاردن وان تصل الاموال التي قررت وينوه هنا:
وما ينبغي علينا أن نقوله هو ان صاحب السمو الملكي الامير عبد الله بن عبد العزيز في مؤتمر القمة بالقاهرة قدم الحل العملي عندما نادى بانشاء )صندوق الانتفاضة( و)صندوق الاقصى( وهذا هو الحل العملي الذي من الممكن ان يبقي على الانتفاضة وان تصل الاموال الى هذين الصندوقين حتى يستطيع المواطن الصمود ويقف لمواصلة الانتفاضة.
قرار ضد الشرعية
* مع تغير الرئاسة الامريكية لم يتبدل الموقف الامريكي .. حول انتقال السفارة الامريكية الى القدس المحتلة ما مدى تأثير ذلك على مسيرة السلام؟
اولا: هذا القرار ضد الشرعية الدولية وضد قرارات الامم المتحدة وهو ايضا ضد قرار مجلس الامن.
بمشاركة امريكا ان هذه الارض التي هي القدس اراض محتلة منذ عام 67م.
2 وهذه الاراضي التي تريد ان تقيم عليها امريكا سفارتها مطعون في ملكيتها؟!
والامة العربية مجتمعة في قرارات القمة ومن قرارات وزراء الخارجية وفي جميع قراراتها ترفض تماما هذا الموضوع بل واعلنت في اكثر من مرة ان اي دولة تقوم بنقل سفارتها الى القدس انما تتصرف ضد الشرعية الدولية، وضد قرارات مجلس الامن وستقاطع جميع الدول العربية ولا ظن ان الدول العربية ستتراجع عن هذه القرارات حتى في القرارات الحديثة وموضوع القدس يشكل اهمية كبرى للامة العربية ويعتبر هو موضوعها الاساسي.
رهان لتحقيق المصالح
* في تقديركم هل نحن في حاجة الى عقد مؤتمر او حوار عربي اوروبي لمناقشة هذه القضية حتى تكون الفرصة متاحة امام الطرف الآخر لمعرفة الموقف العربي بالاجماع عن هذه القضية باعتبار ان الموضوع ربما يكون مختلفا على طاولة المداولات عنه من اللقاءات او الاجتماعات الفردية؟
كانت هناك حوارات سابقة منها حوار عربي اوروبي وحوار عربي افريقي، ولكن عندما يبدأ الحوار ونقترب من القضية الفلسطينية مع الاسف الشديد نجدهم يرفضون مواصلة الحديث عن هذه القضية يريدون منا عمل حوار اقتصادي وان نبتعد تماما عن الحوار السياسي.
وتوقف الحوار منذ امد والسبب في ذلك انهم لا يريدون من الاقتراب من مشارق هذه القضية وراهنوا على انهم باستطاعتهم تحقيق مصالحهم بصورة ثنائية مع الدول العربية.
لذلك المطلوب ان يكون موقف عربي بالاجماع نحو توحيد الرأي ولا يجوز لنا ان نقيم علاقات ثنائية على حساب القضايا العربية مع اي دولة اوروبية ولانه اذا وضعنا قضايانا العربية في المقدمة بالتالي سنجد:
اولا: العالم سيحترمنا حتى في حالة تعارضه معنا.
ثانيا: سنصل الى ما نريد.
قضية عادلة
فنحن لدينا الحق ولدينا العدل ولدينا قضية عادلة ولدينا كل هذا، ومع ذلك هم يراهنون على تفرقتنا وتمزقنا الآن القمة العربية في دورتها الماضية التي سبقتها خرجت بمجموعة من القرارات ومجموعة من المواقف الجادة، وجاءت في ظل الانتفاضة فحصل هناك توجه قومي عام توجه عربي عام.
هذا التوجه نريد ان يتبلور الى عمل ونتمنى ان يكون المؤتمر القادم متمما لمؤتمر القاهرة والمؤتمر الذي انعقد مؤخراً بعمان تواصل القمة اجتماعاتها الدائمة.
عدم نفاذ القرارات
* الجامعة العربية لها دورها في دعم السلام والامن الدوليين بما يتوافق مع ميثاق الامم المتحدة في الموضوعات الاقليمية وتعزيزا لهذا الدور فقد ابرمت الجامعة اتفاقية خاصة للتعاون والتنسيق مع منظمات الامم المتحدة لكن في تقديركم القرارات التي تصدر من هذه الجامعة والتي تعبر عنا كأمة عربية هل تجد نفس الصدى الذي تحققه القرارات الصادرة من الامم المتحدة؟
حتى قرارات الامم المتحدة غير نافذة على أي مستوى من المستويات لان وجود امريكا في موقف احادي الجانب بالعالم هو الذي يشكل عدم تنفيذ مختلف قرارات الامم المتحدة.
والامم المتحدة ليست سليمة مائة بالمائة وان كانت هي المنفذ الوحيد الذي تطرح القضايا فيه لكن حتى قرارات الامم المتحدة لدينا عشرات من القرارات الخاصة بها والمتعلقة بالحق الفلسطيني لدينا عشرات العشرات من القرارات الصادرة من مجلس الامن دائما تصطدم بالموقف الامريكي.
فالقرار تصدر بالاجماع او بالاكثرية وفي المقابل نجد امريكا واسرائيل ضد هذا القرار وتتوقف المسألة عند هذا الحد.
إرهاب الدولة
* وكيف ترون الانتهاك الواضح وتمادي اسرائيل تجاه حقوق الطفل الفلسطيني في الاراضي المحتلة؟
اسرائيل تمارس ارهاب الدول يعني الدولة عصابة ارهابية يكون الواحد من بيته تطلع الطائرات عليه ويسير في الشارع تقتله هذا منتهى الجبن في الدنيا ومنتهى الارهاب.
هم يتحدثون عن الارهاب ويطالبون ويقولون اوقفوا الارهاب اوقفوا العنف بينما هم يمارسونه.
الامر المذهل ان العالم يرى ويسمع ويقرأ ما ترتكبه اسرائيل ضد الاطفال .. الاطفال يقتلون في بيوتهم ونسمع ان الطفل الفلاني قتل في بيته او الطفل الفلاني قتل في مدرسته والطفل الفلاني قتل وهو بصحبة والده كما حدث مع الطفل محمد الدرة.
ومع ذلك لا يمكن ان يكون العالم معنا اكثر مما نحن مع انفسنا.
وبالتالي يجب ان يكون هنالك موقف عربي موحد من اجل فضح اسرائيل ومن اجل مقاطعة اي جهة في الدنيا تدعم اسرائيل ودون ذلك سيستمر هذا الظلم.
ثوابت قائمة
* شارون .. هناك نزعة دائمة لا تفارق تصريحاته حول عبرية القدس بينما نحن في العالم العربي والاسلامي نؤكد دائما على عروبة القدس والاراضي ورغبتنا الدائمة في عدم التخلي عن هذا الحق ما تعليقكم؟
هناك ثوابت لا يمكن التنازل عنها:
أولا: ان هذه الاراضي اراض عربية.
ثانيا: ان هذه الاراضي اراض مقدسة وهي من صميم الشريعة والدين الاسلامي وهي اولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين.
حقائق تاريخية
من اجل هذه الاراضي نهضت الأمة العربية مرتين من كبوتها من اجلها عندما احتل الصليبيون القدس تمكن الناصر صلاح الدين والامة العربية كانت آنذاك أسوأ اوضاعها ان ينادي من اجل القدس وان يتحقق له الانتصار.
والمرة الثانية عندما داهم التتار بغداد والاراضي العربية ووصلوا الى مشارف غزة ومن ارض فلسطين تم دحر التتار آنذاك ومن ارض فلسطين تم دحر الصليبيين ومن ارض فلسطين سيدحر الصهاينة ان شاء الله.
زيارتي الاولى والملك فيصل
* استاذ هارون .. هل هذه هي المرة الاولى التي تقومون فيها بزيارة المملكة واداء فريضة الحج؟
هذه بالفعل المرة الأولى التي اقوم فيها باداء فريضة الحج.. الا ان الله اكرمني بأداء العمرة اكثر من مرة.
اما بالنسبة لزيارتي للمملكة فقد بدأت في عام 1972م حيث وجهت إليّ الدعوة آنذاك من وزارة الاعلام. وكانت تلك المرة هي الاولى التي اتشرف بالالتقاء فيها مع جلالة الملك فيصل يرحمه الله وجرى حديث طويل معه.
تحدثت إلى كثيراً عن القدس والقضية الفلسطينية وكان حديثنا جميعا الى اقصى درجة وقد نشر ما دار صحفيا.
استرتيجية المملكة والقضية
* من خلال هذا الحديث الحميم الذي دار بينكم وبين الملك الشهيد رحمه الله كيف تنظرون للمواقف السابقة والحالية للمملكة تجاه القضية الفلسطينية؟
في الكلمة التي القيتها نيابة عن ضيوف وزارة الاعلام في حج هذا العام ربما اشرت الى هذه المواقف.
أضف الى هذا انني كنت من الناس الذين بحثوا حتى في الوثائق التاريخية عن مواقف المملكة من اجل هذه القضية واكثر من ذلك انني معاصر للكثير من الاشياء منذ عهد المغفور له جلالة الملك عبد العزيز وقضية فلسطين من القضايا الاساسية للمملكة قضية مبدئية قضية تمس الشريعة بالدرجة الاولى لانها ارض مقدسة.
ومن يعود للوثائق يجد ان المملكة وقفت مع الفلسطينيين في ثوراتهم الاولى ووقفت معهم في ثوراتهم المتتابعة حتى يوم قرار التقسيم في عام 47 عندما التقيت بالمرحوم جلالة الملك فيصل في الطائف تحدث عن ذلك اليوم فقال لي الآتي:
قال « إنني عندما غضبت من القرار )اي قرار التقسيم( وخرجت رأيت في الخارج اناس يرقصون ويتعانقون عرفت ان هؤلاء هم اليهود ولكن عندما سألت عن الآخرين كانوا هم الرووس».
وبناءً على هذا الموقف الذي كان له ابلغ الاثر الذي بقي في داخله عاد وقال لي رحمه الله لا يمكن ان تعود القدس الا عندما نسعى لها نحن لوحدنا بأيدينا فقط كمسلمين وعرب وعدم الاعتماد على احد الا على ذاتنا وسنصلي في القدس وسنصلي في القدس وهذا ما كان يردده.
ولا ننسى مواقفه تجاه هذه القضية واستخدامه للنفط مقابل السلام وكانت الحد الحاسم للموقف العربي.
والمملكة بحكوماتها المتتالية لم تتغير عن هذا المبدأ او تحيد عنه ابداً.
وبالتالي موقف المملكة كان موقفاً مشرفاً عبر مراحل النضال الفلسطيني هذا ما عشته وعاصرته وما رأيته وما قرأته وما سمعته.
لفته انسانية
ماذا تقولون عن مكرمة خادم الحرمين الشريفين الأخيرة واستضافته لعدد من أسر الشهداء والجرحى الفلسطينيين لأداء فريضة الحج هذا العام ؟
هي لفتة انسانية جميلة، وعندما تحدثت معهم وجدت أن وراء كل اسرة منهم وضع اقتصادي صعب اقتصاد ضائع، عندما جاءت هذه المكرمة لمست شغاف قلوبهم كما استشففت منهم، لمسة انسان يمس ويشعر بمآسيهم ومعاناتهم وهذه البادرة هي ليست جديدة على المملكة انها ليست جديدة من خادم الحرمين الشريفين.
التكنولوجيا ومقدرة الانسان
* وكيف تلمستم انتم المسئولية الكبيرة التي تقوم بها المملكة ممثلة في حكومة خادم الحرمين الشريفين تجاه الخدمات المقدمة لحجاج بيت الله الحرام والتطورات التي اطلعتم عليها وشملت هذه الخدمات؟
استعملت المملكة اعلى ما توصلت اليه التكنولوجيا العصرية من الخارج واضافت اليها ليست التجهيزات فقط وانما اضافت اليها الانسان القادر على استعمالها.
وبصدق..ان ما تم او تحقق يعتبر شيئاً خيالياً مما جعل الحج هيناً لنا ولو اتبع الحجاج ارشادات من حولهم من المسؤولين لما حصل ما حصل.
وكما سبق وان قلق فان الحجاج في حاجة للتوعية في بلادهم لانني عندما ذهبت للطواف مرتين وجدت ان اصرار الناس على اشياء او تصرفات محدودة هو ما يؤدي الى عرقلة الطواف ومنها كانوا يقفون في مكان محدد وعدم التحرك منه او سد الطريق.
وفي تقديري كل هذه السلوكيات يجب ان يوجه الحجاج اليها لأنه كان في استطاعة كل الحجاج ان يكون حجهم سهلاً وميسراً كما احسست به لو ان الانسان كان لديه التوعية الكافية حول هذا الموضوع لا ختلفت الكثير من المعايير.
* لكن حقيقة الحجم كان ممتازاً للغاية وعلى اعلى مستوى وحتى الكفاءات البشرية من العاملين في اجهزة الحج كانت كذلك.
سواء من ناحية الأمن او التوجيه او الدعاية او في الدعوة كان اعلى مستوى حتى ما كان يبث في الاذاعة والتلفزيون السعودي، كان من العوامل المساعدة لتوعية الناس ايضا وكان يعطيهم القدرة على التخفيف من غلواء ما يفعلون اثناء الطواف ورمي الجمرات.
ومن منطلق هذا الواقع في كل عام يشعر الانسان بأن هنالك شيئاً جديداً وهذا من فضل الله سبحانه وتعالى.
* كلمة اخيرة نختم بها هذا اللقاء؟
انا كنت اتوقع ان تلتقوا معي كشاعر لكنكم اصريتم ان يكون هذا اللقاء على الوجع.
وانا اشكر جريدة الجزيرة على إتاحة هذه الفرصة لأتحدث عن اوجاع اهلي وقومي وعن اوجاع الامة العربية وعما نعانيه نحن في عملنا المشترك الذي اتمنى ان تتمكن هذه الأمة من ان تصل الى اهدافها المشروعة لانها امة ارادها الله ان تكون خير امة اخرجت للناس واتمنى ان تعود كما كانت في الصدارة من العالم وان يعود لها تاريخها المجيد الذي عطر الحضارات العالمية كلها وشكراً.

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved