أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Saturday 5th May,2001 العدد:10446الطبعةالاولـي السبت 11 ,صفر 1422

المجتمـع

تسبب خلخلة للمجتمع والسبب غياب المعلومة الحقيقية
كيف نتصدى لأخطار الشائعات ونحد من انتشارها؟
المطالبة بآلية معينة في كل منطقة للتصدي للشائعات
* المدينة المنورة مروان عمر قصاص:
رغم انتشار وكالات الانباء وسرعة وصول المعلومة في عصر المعلوماتية ورغم تطور وسائل الاعلام وتنوعها الا ان اقدم وكالة انباء عرفتها البشرية منذ زمن بعيد وهي وكالة يقولون ورغم انها وكالة بدائية وذات انتشار قصير المدى الا انها لا زالت تؤدي دورها في تداول ونقل الاخبار والاحداث الا انها تنطوي على جانب هدام يهدد استقرار المجتمع ويساهم في تفشي معلومات غير موثقة يتعامل معها البعض على انها مسلمات قد يبني عليها البعض تصرفات وآليات معينة تسبب احباطا كبيرا لعدم صحة المعلومة التي استندوا اليها وفي هذا اهدار كبير للوقت والمال خاصة اذا فكر احدهم تأسيس عمل تجاري معتمدا على آراء وشائعات معينة حول المشروع الذي يفكر به دون الاتجاه نحو الجهة المختصة التي تقدم دراسات الجدوى الاقتصادية والتي تعتبر دراسات وافية لانها تعتمد على المعلومة الموثقة.
وقد عانت الشعوب والدول كثيرا من سلبيات الشائعات وانتشارها خاصة في اوقات الازمات والكوارث حيث يتجاهل المواطنون الجهات الرسمية التي تقدم المعلومة الصحيحة ويبحثون عن الشائعات التي تنتشر ويبنون تصرفاتهم عليها وعندها تكون الخسارة كبيرة جدا واحيانا يكون لغياب المعلومة من الجهة المختصة سببا مباشرا في تشجيع مروجي الشائعات حول هذه القضية الهامة كان لنا جولة بين المسؤول والمواطن عن الشائعات وكيفية التصدي لها وتجاوز سلبياتها فتوفرت لدينا هذه الحصيلة التي ارجو ان تكون اساسا يعتمد عليه في الجهات المختصة.
يقول فضيلة الاستاذ الدكتور محمد سالم بن شديد العوفي امين عام مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة ان الشائعات آفة اجتماعية خطيرة تعاني منها الكثير من الامم والشعوب والمواطن المسلم والصالح والمنتمي الى دينه ووطنه هو من يجنب نفسه ووطنه سلبيات الشائعات المغرضة والافكار الهدامة التي تهدد امن الوطن والتي يسعى بعض المغرضين من اعداء الامة لترويجها وبثها ليتولى المواطن نشرها دون شعور منه بخطرها وآثارها السلبية علي المجتمع. وحذر العوفي من ترويج الشائعات ونشرها وقال انه لا يجب ان يردد الانسان كل ما يسمع دون تمحيص او تدقيق ودلل على كلامه بحديث نبوي شريف يقول فيه الرسول صلى الله عليه وسلم : )كفى بالمرء كذبا ان يحدث بكل ما يسمع( ويقول احد ائمة الاسلام اعلم انه فساد عظيم ان يتكلم الانسان بكل ما يقال.
ويقول الدكتور عبد المحسن بن محمد عراقي مدير عام مركز تلفزيون المدينة المنورة ان الشائعات من اخطرها ما يواجه المجتمعات وعلينا ان نتكاتف جميعا للحد من انتشار الشائعات والافكار الهدامة التي تهدد استقرارنا وأمننا وعلينا الاعتماد بعد الله في هذا الجانب على ما يصدر من ولاة الامر ومن وسائل الاعلام المحلية الرسمية حول كل ما يقال حتى لا نقع في مصيدة نشر شائعات قد تكون كاذبة وقال ان في دستورنا الخالد القرآن الكريم آية كريمة تحضنا على عدم ترديد كل ما يسمع واعتقد انها منهج لكل مسلم حيث يقول الحق سبحانه وتعالى )يا أيها الذين آمنوا ان جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا ان تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين( ومن هنا نستفيد درسا هاما في الحد من ترويج الشائعات دون تحقق من مضمونها حتى لا يقع في المحظور واكد العراقي ان للشائعات آثارا سلبية كبيرة وينتج عنها آثار أخرى قد تكون اسوأ منها وعلينا ان لا نساهم في ترويجها وخدمة اهداف المغرضين الذين يقفون خلفها ويبطنون الشر ببلدنا وامتنا ومجتمعنا.
ويقول فضيلة الشيخ عبدالرحمن بن علي المويلحي مدير عام فرع وزارة الشؤون الاسلامية والاوقاف والدعوة والارشاد بمنطقة المدينة المنورة انه مما لا شك فيه ان الشائعات من الاسلحة الخطيرة الفتاكة والتي تستخدم في الحرب والسلام وهدفها خلخلة المجتمع واضعافه وهي آفة مدمرة للمجتمعات والاشخاص وقال ان تاريخ الاشاعة قديم جدا قدم الانسان وقد ذكر القرآن الكريم نماذج في قصص الانبياء حيث اشار الى اثر الشائعات التي اثيرت حولهم من قومهم ودلل على ذلك بقصة الافك المعروفة وقال ان الدول تهتم بهذه القضية بل ان بعض الاجهزة تابع الشائعات وآثارها وقال المويلحي لقد سببت الشائعات قلقا لعدد من الابرياء ونالت من الشرفاء وكم ساهمت في تحطيم عدد من العظماء وتشويه تاريخ الأمم كما كانت سببا في ارتكاب الجرائم كما انها اي الشائعات كانت وراء تدمير علاقات وصداقات متميزة وحذر من اثر الشائعات وقال انه احيانا تكون سببا في هزيمة بعض الجيوش وتحد من مسيرة الامم والشعوب.
ويرى الاستاذ بهجت بن محمود جنيد ان الشائعات تصدر من فئات حاقدة من البشر وهي مريضة وارواحها ميتة وليس لديها ذمة او خلق ولا تخشى الله عز وجل وهذه الفئة امتهنت نشر الشائعات وقال ان الفراغ من اسباب بروز مثل هذه الفئات التي تنخر في المجتمعات واضاف ان من مسبباتها الحقد والحسد والبغض والكره وهي من الوسائل التي يستخدمها ضعاف النفوس لسد عجز يشعرون به وينالون من خلاله من النجاح وهم من اعداء النجاح.
وقال جنيد ان مسؤوليتنا جميعا التصدي لهذه الآفة الخطيرة بتوعية ابنائنا وبناتنا في المنازل والمدارس باخطار الشائعات ونحذرهم من السقوط في هوتها حتى لا ينجح مروجوها من المغرضين لتسخير الشباب لترويج شائعاتهم وخدمة اهدافهم القذرة وحذر الآباء واولياء الامور من التهاون في متابعة هذا الامر خاصة وان شباب الامة دائما مستهدفون من المغرضين الذين ينشرون افكارا هدامة للنيل من صلابة الجبهة الداخلية.
من جانبه يرى مدير عام الشؤون الصحية بمنطقة المدينة المنورة الدكتور نزار بن ابراهيم غلام ان محاربة الشائعات مسؤولية جماعية وقال ان اهم الأسس في محاربتها هو احسان الظن مع عدم ترويج كل ما يقال وما يسمع كما ان على من يسمع اي شائعات ان يتحرى الدقة فيها ويطالب بالبرهان الذي يدعم قول الراوي ثم علينا تجنب الخوض في نشر ما نسمع لاننا نعلم انه لو لم ننقل ما نسمعه لماتت الاشاعة في مهدها وفوتنا على مروجيها تحقيق اهدافهم كما علينا ان نرد امر ما يشاع الى المسؤول ونسمع رأي ولي الامر ونتابع وسائل الاعلام.وقد تعودنا ولله الحمد من وسائل الاعلام المحلية متابعة دائمة لكل حدث يشبع رغبتنا في المعرفة حول كل ما يقال وهذه الوسائل محل الثقة ولله الحمد ويضيف جنيد قائلا: ان اتباعنا لهذه الاسس سوف يجعلنا نتجاوز اخطار الشائعات وندحض اهداف مروجيها ونفوت عليهم فرصة النيل من مجتمعنا.
ويقول الاستاذ محمد بن صالح التهامي مدير العلاقات العامة بامارة منطقة المدينة المنورة اعتقد جازما الان ان الشائعات يجب ان تزول من المجتمع في ظل كثرة وسائل الاعلام وانتشارها بشكل كبير ولكن هذه الوسائل تحتاج الى المعلومة الموثقة من جهة الاختصاص حتى تعلنها عن اي حدث يحظى باهتمام الشارع حتى لا ندع فرصة لمندوبي وكالة يقولون ينشرون معلوماتهم الخاطئة وتصوراتهم المريضة التي تجد مع الأسف آذانا صاغية ويؤكد التهامي انه في ظل غياب المعلومة الموثقة تكون الفرصة مواتية لمروجي الشائعات ويطالب بضرورة توفير اجهزة خاصة كغرف عمليات تشرف عليها جهات رسمية في كل منطقة للتصدي للشائعات ودحضها في حينها اذا كانت الشائعة تهم منطقة معينة او تتولى وسائل الاعلام الرسمية ايضاح الحقائق اذا كانت الشائعات عامة وبهذه الآلية سنحد بمشيئة الله من انتشار الشائعات.
من جانبه يرى الدكتور صالح الحارثي امين عام الغرفة التجارية الصناعية ان الشائعات في المجال التجاري تنتشر بسبب عدم تعاون رجال الاعمال والتجار مع الجهات المسؤولة للاستفسار حول اي نشاط تجاري او لممارسة اي استثمار حيث يجد لدى هذه الجهات المعلومات الموثقة التي تعتمد على دراسات تؤكد الجدوى الحقيقية لكل نشاط تجاري اما الاعتماد على الآراء الشخصية وآراء الاصدقاء دون الاتجاه نحو الجهة المخولة للرأي السليم التي تمنح المعلومات الصحيحة ودعا الحارثي التجار الى الاتجاه نحو الوجهة الصحيحة عند التفكير في مباشرة اي نشاط تجاري او اقتصادي والله الموفق.

أعلـىالصفحةرجوع














[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved