أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Saturday 5th May,2001 العدد:10446الطبعةالاولـي السبت 11 ,صفر 1422

محليــات

مستعجل
صاعقة الفجر.. ملأت المساجد!!
عبدالرحمن السماري
** في الأسبوع الماضي.. دوَّت صاعقة في سماء الرياض.. وقد صاحبها برق شديد ورعد متواصل وصواعق أخرى.. لكنها أقل منها..
** هذه الصاعقة العنيفة.. لم تترك بفضل الله أي أثر.. لكن النائمين كلهم تقريبا استيقظوا وكان الكثير خائفين من تلك العواصف.. وكان الوقت قبيل الفجر بربع ساعة أو عشر دقائق..
** الكثير.. صحوا من النوم «وولّعوا اللمبات» وأشعلت الأدوار الثانية في جميع الفلل.. وتحرك الناس.. ولأن وقت الصاعقة العنيفة والصواعق الأخرى قبيل الفجر.. ولأن الكثير صار قلبه يرجف.. فقد امتلأت المساجد في صلاة الفجر.. وبدل ربع ونصف الصف.. امتلأت الصفوف حتى الباب.. وتلفت الناس الذي يصلون كل يوم واستغربوا هذه الحشود وهذا الزحف وهؤلاء البشر.. وكل يقول.. إن المسألة زيادة في مسجدهم فقط..
** شاهدنا البشر وهم يتجهون الى المسجد.. وشاهدناهم وهم ينصرفون من المسجد بعد صلاة الفجر وتذكرنا أول يوم في رمضان المبارك.. عندما تمتلىء المساجد بالناس ثم يأخذون في التراجع يوما بعد آخر حتى إذا دخلت العشر.. ذهب أكثر من نصفهم..
** لقد رأيت هؤلاء البشر وهم يملأون المسجد.. وكلهم صاحون.. فلا أحد ينعس.. ولا أحد يتثاءب.. ولا أحد يتكىء على العمود.. ولا أحد رأسه «يِرْقِل» بل الكل «طايرة عيونه» والكل متحفز.. والكل يتلفت.. والكل يسأل «وش السالفة»؟!..
** أحدهم أجاب.. إن هؤلاء.. أرعبتهم الصاعقة.. فخافوا من الموت.. «وزَبَنُوا» المسجد.
** نعم.. الصاعقة جعلت هؤلاء كلهم يتجهون الى المسجد.. ويملأون الصفوف لتزدحم المساجد بالمصلين.
** نعم.. الصاعقة تلك.. ذكرت هؤلاء بأن هناك موتاً وحساباً.. وجنة وناراً.. وان المسألة ليست مسألة نوم وراحة وغفلة ولعب وتلاعب..
** هذه الصاعقة.. ولدت عند هؤلاء خلال ثوان شيئا من الاحساس.. وأيقظتهم من غفوتهم.. وليت هذه «الروعة» استمرت حتى نشاهدهم كل يوم في المسجد..
** شيء طيب.. أن يستيقظ ضمير الانسان ويحس أنه مفرط ومقصر.. ولكن الشيء الذي ليس طيباً.. هو أن يكون هذا الاستيقاظ مؤقتاً ثم يعود الانسان الى غفلته وضياعه.. ويكون أشبه بالشخص الذي يموت قريبه فيعود ويتعظ عدة أيام ثم ما يلبث أن ينتكس مرة أخرى وينسى هذا الموقف..
**صاعقة الفجر تلك.. هي درس لكل انسان يعي ويتعظ.. فليس بينك وبين الموت سوى ثوان.. وقد تنام في كامل صحتك لتصبح جثة هامدة..
وما أكثر موت الفجأة.. وما أكثر السكتات والجلطات وتوقف القلب والدماغ ولكن.. من الذي يتعظ؟
** في كل يوم.. تسوق لك الأخبار عن صديق أو قريب أو جار.. صار في عداد الموتى.. ولم يبق أمامه سوى عمله.
** حقيقة.. صاعقة الفجر.. كانت درساً بليغاً.. ليتنا نستوعبه لندرك ان بيننا وبين الموت مسافة بسيطة جداً.

أعلـىالصفحةرجوع














[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved