أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Saturday 5th May,2001 العدد:10446الطبعةالاولـي السبت 11 ,صفر 1422

الاخيــرة

الآثار المخيفة للنصر
أنور عبدالمجيد الجبرتي
*فاز هتلر بمنصب المستشار في يناير عام 1933، وعلى نحو دستوري، عندما حصل الحزب الوطني الاشتراكي على أكثر من 37% من الأصوات، في انتخابات حرة، ونزيهة.
*كانت فلسفة الحزب النازي، تقوم على التفوق العنصري، وعبادة القائد الأعظم، وتقديس الارادة القوية، والإذعان للسلطة، والانضباط، والرسالة الميتافيزيقية المبهمة للعنصر الآرى، «الشريف».
*ذلك، البرنامج الحزبي العسكري، وتلك الأيديولوجية البعثية، لأمة، آرية واحدة وطاهرة، ذات رسالة، هيمنية، خالدة، وذلك القائد الأوحد، المبجل، ذو البصيرة النافذة، والرؤية المعصومة، والكلمات الناريّة الواعدة، والأوامر المطاعة، كانت عناصر «الطبخة» للنجاح، الصاعق، والمتصاعد، للحزب النازي، في الانتخابات البرلمانية الألمانية.
*جاء الحزب النازي، وقائده، وبرنامجه الانتخابي، ليشعل النار، في هشيم ذليل، وليُلهب، المخيِّلة الجمعية للأمة الألمانية التي كانت تعاني من أزمات اقتصادية حادة، وتخضع لشروط استسلام مهينة.
*في عام 1923م، كان سعر رغيف الخبز في ألمانيا حوالي 140 مليون مارك، وكان، العمال، يتقاضون، أجورهم، على دفعتين في اليوم الواحد، خوفا من تدهور قيمة العملة، بين الصباح والمساء.
*أمعن الحُلفاء المنتصرون في إذلال ألمانيا، وفرض تعويضات هائلة عليها. لم يطالبوها، فقط بالتعويض،عن أضرار الحرب، بل وأجبروها، على دفع رواتب المتقاعدين من جنود، وضباط الحلفاء، وضيقوا على صادراتها، التي كانت ستستعين بها على الدفع. وعندما تخلفت عن دفع ديونها، احتلت فرنسا، وبلجيكا، حوض نهر الرور، أهم المناطق الصناعية، الألمانية والتي كانت تزود ألمانيا بحوالي 85% من الفحم.
*كانت ألمانيا ذليلة، مهانة، مهزومة، فقيرة، وجائعة.
*وجاء «المخلِّص» في تلك الظروف، ليبعث فيها، من جديد، آمال الانعتاق، ويلهب فيها روح الاعتزاز، والتفوق ويتبنّى برامج اقتصادية، انضباطية ناجحة، ويمزِّق، عملياً، وثائق معاهدة فرساي المهينة.
*لم، يكن، عجباً، أن يفوز، هتلر، في الانتخابات وان ينقاد، الألمان له، انقياداً أعمى، نحو حرب عالمية مدمِّرة، ويستمعوا له، دون، تمييز، حين يبشر بفلسفة عنصرية متطرفة، وساذجة.
*عندما كتب، الاقتصادي الشهير «جون مايناردكينز» كتابه الشهير «الآثار الاقتصادية للسلام» في عام 1919، حذر من أن شروط اتفاقية، فرساي، ستدمر ألمانيا بكل ما يتضمن ذلك من آثار.. سياسية، واجتماعية واقتصادية ودولية، وان العواقب ستكون وخيمة على الجميع.
*كان ذلك إخباراً للمنتصرين، أن يحذروا، عواقب النصر المبين ربما، بنفس الدرجة التي يحذرون بها من ظروف الهزيمة الساحقة.

أعلـىالصفحةرجوع














[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved