أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Saturday 5th May,2001 العدد:10446الطبعةالاولـي السبت 11 ,صفر 1422

العالم اليوم

أضواء
دعوة للإنصاف..!!!
جاسر عبدالعزيز الجاسر
في زيارة خاطفة للقاهرة، كنت وثلاثة من رجال الفكر والإعلام المصريين نتابع نشرة الأخبار في احدى المحطات الفضائية العربية التي بثت خبراً مصوراً عن احتفال جامعة الخليل في الضفة الغربية ل«تكريم» ثلاثة شهداء وبضعة جرحى سقطوا في مواجهات الانتفاضة الفلسطينية.
كان الاحتفال صاخباً وتعاقب الخطباء على منصة الاحتفال، وكالعادة كانت الأعلام العراقية «الجديدة» وصور«القائد المهيب» صدام حسين تزاحم الأعلام الفلسطينية وصور الرئيس ياسر عرفات.
الخطب جميعها تمجد «سيف العرب» القائد المهيب الذي حشد ستة ملايين لتحرير القدس، ومن ثنايا كلمات الخطباء فهمنا والزملاء المصريين ان مناسبة الاحتفال تكريم نظام بغداد وليس الشهداء الثلاثة وأن «نظام بغداد» النظام العربي الوحيد الذي يدعم الانتفاضة الفلسطينية، فالبرقية التي أرسلها سفير دولة فلسطين في بغداد، و«الرفيق عزام الاحمد وزير الاشغال العامة في السلطة الفلسطينية» تحصر الشرف والدعم العربي في بغداد فقط، ومع أن شهداء الانتفاضة الفلسطينية تجاوزوا الخمسمائة وأن الجرحى تعدوا الخمسة والعشرين ألفاً، وأن المعاقين اكثر من الف وخمسمائة فلسطيني، فان احتفال جامعة الخليل اقتصر على تأبين ثلاثة شهداء ومائة جريح، الذين حصلوا على مساعدات من نظام بغداد حيث قدم ممثل جبهة التحرير العربية «جناح صدام حسين في السلطة الفلسطينية» ثلاثة شيكات لأسرى قتلى جبهة التحرير العربية ومبالغ لجرحى الحزب... وهنا ظهر سبب حفل جامعة الخليل.. حفل لاظهار شهامة «سيف العرب القائد المهيب» والذي انحصر في تقديم المساعدة لأسر ثلاثة قتلى من اعضاء الحزب ومائة جريح، وتبرع السفير والوزير وقام اعضاء الحزب برفع الأعلام العراقية وصور المهيب.. من أجل ثلاثين ألف دولار حسب ما ذكر مذيع الحفل.. الذي تحدثت عنه مدينة الخليل.
تابعنا والزملاء الاعلاميين المصريين ما بثته المحطة الفضائية المتخصصة بنقل اخبار نظام المهيب.. وكنت على وشك تجاوز ذلك الاحتفال وتغيير المحطة الفضائية، لولا ورود سؤال تحريضي من احد الزملاء الذي فاجأني بسؤال ماذا قدمتم كسعوديين للانتفاضة الفلسطينية.؟!
في البداية كنت اعتقد ان الزميل وهو بالمناسبة اعلامي كبير ومطلع، يريد ان يستفزني، إلا انه أخذ يسرد ماقدمته المملكة قيادة وشعباً وحكومة للانتفاضة الفلسطينية.. وللقضية الفسطينية، وقال يكفي ما اقترحه الأمير عبدالله بن عبدالعزيز في القمة العربية الطارئة في القاهرة من إنشاء صندوقين لدعم الانتفاضة الفلسطينية والحفاظ على القدس.
ثم أخذ الزميل يعدِّد ما قدمته المملكة وأخذ يقارن ما ذكر في احتفال الخليل الذي يتبجح منظموه بالثلاثين الف دولار، وبين اكثر من مائتي مليون دولار قدمتها المملكة لعوائل وأسر شهداء وجرحى الأسر.
أكثر من ذلك اضاف الزميل ان السعوديين لم يكتفوا بدعم اسر الشهداء والجرحى وعلاج أكبر عدد منهم في مستشفيات المملكة، اذ وصل دعمهم لأسر الأسرى حيث قدمت مبلغ خمسة عشر الف ريال لكل اسرة اسير.. حتى ان الفلسطينيين الذين أدوا الحج هذا العام نالهم كرم السعوديين... كل هذا ولا أحد في داخل الأرض الفلسطينية يتحدث عنه.
قاطعت الزميل بقولي نحن في المملكة لا نحب الحديث عما نقوم به اتجاه الأشقاء.
قبل أن اكمل قاطعني الزميل الآخر الذي ظل صامتاً طوال الحديث.. صحيح انكم لا تتحدثون عن افعالكم، ولكن على الآخرين ان يتحدثوا عن هذه الافعال.. واتساءل هل لا يوجد اصدقاء للسعوديين في غزة ومدن الضفة الغربية لا يذكرونهم بالخير.. واذا كان الفلسطينيون في الداخل صامتين.. فأين ممثلوهم في الخارج.. وهل فعل ممثل السلطة عندكم مثل ما فعل ممثل السلطة في بغداد..؟!
لم أرد مجاراة الزميلين في تساؤلاتهما. إلا أن الذي أثارني ماذكراه أنهما ومن خلال علاقاتهما ومصادرهما الصحفية قد سمعا ومن يصنَّف كأحد كبار السلطة الفلسطينية يقول ان فواتير علاج الجرحى الفلسطينيين الذين تلقوا العلاج في مستشفيات المملكة وحتى الهدايا التي تلقوها أرسلت الى بنك التنمية الاسلامي لتسديدها من صندوق دعم الانتفاضة.
عندها لم يكن بد من الحديث والجواب حيث وعدتهم بنقل كل ما ذكروه وكتابته في مقالي اليومي عسى ان يجد رداً من الأصدقاء الفلسطينيين ليس لنشره في الجريدة.. أو تصريحاً للصحف السعودية.. بل لنسمعه من الفضائية الفلسطينية.
لمراسلة الكاتب
jaser@al-jazirah.com

أعلـىالصفحةرجوع














[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved