أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 6th May,2001 العدد:10447الطبعةالاولـي الأحد 12 ,صفر 1422

مقـالات

خذ وخل
كل عامٍ وصيفكم أبها!
حمد بن عبد لله القاضي
شدني كثيرا الشعار الأخاذ الذي وضعته لجنة التنشيط السياحي بمنطقة عسير لصيف هذا العام «كل عام وصيفكم أبها».
وهذا الشعار أحسب انه ليس موجها الى المصطافين من المواطنين والمقيمين أو دول الخليج فقط بل ولكافة السياح في العالم بعد فتح باب التأشيرات للمصطافين الأجانب وقد بدأ أول قطر غيث السياح الأجانب حيث حملت وكالة الأنباء السعودية قبل بضعة أيام خبرا من طوكيو عن مغادرة (355) سائحا يابانيا متجهين الى المملكة العربية السعودية لقضاء اجازاتهم بين ربوعها وسوف يتجولون ما بين الرياض وجدة وأبها والطائف. ان هذا الخبر يسر كل الذين راهنوا على نجاح السياحة الداخلية ولقد مضى الوقت الذي كنا ندعو فيه الى دعوة وتشجيع المواطنين على السياحة الداخلية.
لقد أصبحت السياحة الوطنية الآن خيارا مغريا ليس للمواطنين فقط بل ولغيرهم .. وبقدر ماهي امتاع وسياحة فإنها سوف تكون إن شاء الله موردا اقتصاديا كبيرا، وهذا ممكن جدا ففي بلادنا كل المقومات التي تحفز على زيارة مناطقها من اماكن دينية وأثرية وتسويقية وصحية بالاضافة الى تنوع المناخ من طقس جميل ممطر في الصيف الى طقس دافىء في الشتاء.
«وكل عام وصيفكم أبها».
بل كل عام وصيفكم «المملكة العربية السعودية» أيها السائحون من الخارج وبعد!
كم كان موفقا ومغريا هذا الشعار الذي اتخذته لجنة تنشيط عسير لأجمل الصبابا و«الأبهاوات».!
********
(2)
وانطفأت نجمة المساء.!
جرت العادة ان يرثي الانسان الانسان.!
لكن ان يرثي الانسان أمرا ماديا فهو الأمر الغريب حقا.!
وحتى لو تم ذلك فإن الرثاء لغير انسان لا يكون مؤثرا مهما كان هذا الشيء غاليا.!
لكني حقيقة تأثرت جدا وأنا أقرأ تلك «البكائية» التي كتبها الاستاذ خالد المالك وهو يودع أو بالأحرى يرثي بها صحيفة «المسائية».!
لقد تأثرت كثيرا وأنا أقرأ رثاه لها وحزنه على رحيلها.!
لأن غياب صحيفة يعادل..
ذبول وردة
وصمت جدول
وانطفاء نجمة!
لقد كنت أحد الذين لم يرحبوا بهذه الصحيفة الفتية عند صدورها من منطلق حبي لأمها «الجزيرة» والعادة ان الرجال يفضلون الصغيرة على الكبيرة لكن هذا في عالم النساء فقط، أما في دنيا الصحف فالأمر مختلف!!
أذكر أنني كتبت وقتها مقالة بلغت الثقة «بالمسائية» ان قامت بنشرها رغم انها لم ترحب بها بل لعلها كانت ضد فكرة صدورها وكان المشرف على تحريرها آنذاك الأستاذ الزميل عبد العزيز المنصور ولكن الكره لها مع الأيام وبقدرة قادر تحول الى حب لها ويبدو هنا صحة المثل الذي يقول: «لا حب الا بعد كره».
الأهم أن غياب ابنة الليل والمساء «المسائية» ودفنها في يوم مولدها مؤلم جدا.. ولكن المؤلم اكثر - كما قال المالك الذي امتلك أمر ميلادها ووفاتها رحمها الله ورحم حروفها وكلماتها - اننا كنا السبب في ذلك فكلنا مسؤولون عن غيابها «قراء ومعلنين».
لو أننا كنا حفيين بها لاستمرت وتجاوزت العشرين عاما «لتكون أحلى ألف مرة في عامها الثلاثين» ثم تكون أروع وأروع عندما تبلغ أشدها الأربعين وتستمر وتستمر لتقرأها الأجيال من بعدنا.
ولكن سبق السيف العذل!
انني استشرف وقد ودعنا العزيزة «المسائية» ان يكون حظ خليفتها «الأسرة» خيرا من حظ اختها الراحلة «المسائية».
وعلينا - من قبل ومن بعد - ان نقف جميعا مع كل منبر عطاء وفكر وثقافة فالأمم بفكرها وثقافتها وبنائها الروحي وليس بأسمنتها وأشكالها الخزفية ومعمارها الحديدي.
ورحمنا الله ورحم «نجمة المساء».

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved