أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 6th May,2001 العدد:10447الطبعةالاولـي الأحد 12 ,صفر 1422

مقـالات

نوافذ
إعدام
أميمة الخميس
رفض الرئيس الامريكي «بوش» طلب العفو او الاستئناف الذي قدمه «تموثي مكفاي» اليه طمعا في تغيير حكم الاعدام الصادر بحقه والذي سينفذ في شهر «مايو» الحالي.
والجميع يعرف ان «مكفاي» هو الذي فجر مبنى مكتظ بالناس في أوكلاهوما وراح ضحية هذا التفجير العديد من الضحايا، ولم تملك قوانين هذه الولاية أمام هذه الجريمة المفجعة سوى ان تحكم عليه بالإعدام..!
وعلى الرغم من ان عقوبة الإعدام كانت من المآخذ التي أخذها الديمقراطيون على اليمين الامريكيين وبالذات «بوش» الابن عندما كان حاكما على ولاية تكساس، الا أن هذا جميعه لم يمنع الحكم أن يصدر على «مكفاي» ويحدد له يوما للتنفيذ.
لا أدري كيف ستقابل منظمات حقوق الإنسان الرافضة لعقوبة الإعدام هذا الحكم؟؟ ولكنها لا بد إنها تعد لها أدوات مواجهة أخرى تختلف عن تلك التي تشهرها في وجوهنا فيما يتعلق بهذا الخصوص.
وإن كانت منظمات حقوق الإنسان تعمل في إطار نبيل من القيم والمثل الرامية لصنع عدالة دولية ضد أشكال القمع والعنف والتسلط إلا انها في أحيان كثيرة تعجز عن اكتشاف الخصوصية المكانية والزمانية للعدالة وتسعى الى تعميم أنموذج غربي واحد كأكثر تقدما وتطورا في هذا المجال، ولا نستطيع ان نلغي البعد السياسي والاقتصادي في الكثير من طروحاتها الفكرية مهما حاولت ان ترتدي مسوحا عالميا بلا جذور.
بدليل ان هذه المنظمات نفسها والتي استطاعت ان تصنع لها مساحة لا بأس بها على المستوى الإعلامي العالمي عاجزة ان تصنع موقفا واضحا وصريحا ونبيلا ضد الممارسات الاسرائيلية في الأراضي المحتلة وضد أشكال العنف الدموي المسلح الذي يوجه ضد مدنيين يعانون البطالة والتجويع ....!!!!
ولا أحد ينسى قضية ثورة الميدان الأحمر في الصين والتي قام بها طلبة ثائرون على النظام الصيني آنذاك والتي تلقفها الإعلام الغربي واستطاع ان يبهرجها ويضخمها ويحولها الى تنين ضخم يلوح به في وجه العالم جاعلا من الصين منتهكة لحقوق الانسان وديكتاتورية وقامعة وما هنالك من الأوصاف الجاهزة لهذا السياق، على حين لم يجرؤ أحد ان يمد رأسه ويقول كلمة واحدة ضد ما حدث وما زال يحدث في فلسطين المحتلة،وسيف «معادة السامية» مسلط فوق كل صوت نبيل حر يحاول ان يقول كلمة في هذا المجال.
لنصل في النهاية الى عبثية الموقف وعدم مصداقية هذا النوع من المنظمات التي ستهرع للدفاع عن حيوان سينقرض في أعماق استراليا بحماس أكبر من الدفاع عن اللحم الفلسطيني الذي تلتهمه آلة الحرب الصهيونية من خلال أبشع الممارسات الهمجية التي عرفها التاريخ..؟؟
e.mail:OMAIMAKHAMIS@YAHOO.COM

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved