أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 8th May,2001 العدد:10449الطبعةالاولـي الثلاثاء 14 ,صفر 1422

مقـالات

معلم أم ورَّاق !!!!!
أحمد بن محمد المانع
مع إطلالة كل عام دراسي جديد يبدأ المعلمون والمعلمات في التسابق بحثا عن دفاتر تحضير الأعوام السابقة ثم اللجوء إلى مراكز التصوير لتصوير ما يلزم تصويره ثم بعد ذلك تبدأ عملية نقل لما تمت كتابته في الأعوام السابقة وذلك في ما يسمى بدفتر التحضير وهذه العملية تذكرني بما كان يقوم به «الورَّاق» قديماً وهو الشخص الذي كانت توكل إليه مهمة الكتابة والتدوين - «كما تعني كلمة الوراق كثير الدراهم» - ، ولعل حال المعلمين أفضل بمراحل من حال كثير من المعلمات اللواتي جعلن من دفاتر التحضير همهن الشاغل فما أن يبدأ العام الدراسي حتى يتدافعن إلى الخطاطين ومحلات تغليف الهدايا لأجل تغليف تلكم الدفاتر بأشكال مختلفة وتصاميم متنوعة ذات تكلفة مالية مرتفعة ولعله من المستغرب أن تجد المعلمة قد حضرت لأجل تغليف دفتر التحضير في نفس الوقت الذي تكون فيه الطالبة موجودة لعمل لوحة حائطية يكتب عليها «إعداد الطالبة ....» وبجوار ذلك «إشراف المعلمة ..........» !!!!! في توافق غريب حتى أصبح دفتر التحضير غاية لا وسيلة يعكس ذلك التسابق المحموم بين المعلمات لأجل أن يظهر في التكلف والزخرفة المبالغ فيها حتى غدا كأنه «فترينة» واجهة لمحل تجاري وليس دفتر تحضير.
إن طريقة التحضير في هذه الدفاتر تأخذ شكل الروتين اليومي علاوة على ما فيه من إشغال لكاهل المعلم والمعلمة، فبعد يوم دراسي حافل يعود كل منهما إلى المنزل وهَمّ إعداد دروس اليوم التالي يشغل الذهن والفؤاد يشاركه في ذلك الارتباطات والمتطلبات الاجتماعية والمنزلية، فالتحضير في هذا الدفتر مع تعدد المناهج يشغل من الوقت جله ومن الجهد أعظمه، وبعد انتهاء المعلم )المعلمة( من الكتابة يقوم بعرضه على مدير )مديرة( المدرسة والذي يقوم بدوره بالتأشير على الدفتر بعبارة «لوحظ، شوهد، نظر» لينتهي العام الدراسي وفي العام الذي يليه تتم نفس العملية وهكذا، لكن أليس من وسيلة أفضل بدلا من دفتر التحضير، لدي مقترح يتمثل في:
إلغاء دفتر التحضير ويكون بديل ذلك دليلاً شاملاً يتم إعداده من قبل متخصصين في وزارة المعارف «الرئاسة العامة لتعليم البنات» على أن يلزم المعلمون «المعلمات» للتمشي بموجبه والعمل على تطبيقه إن وجود مثل هذا الدليل سيساعد على صحة ودقة صياغة الأهداف علاوة على تحقيق التسلسل السليم والمتوازن للمنهج يضاف إلى ذلك ما فيه من توحيد للجهود وتوفير للنفقات فضلاً عن توفير خطة تعليمية شاملة.
هذا الدليل الشامل أو دليل المعلم «المعلمة» يتضمن وصفاً كاملاً للأهداف وتوزيعا شاملاً للمنهج «بحيث يتم تقسيم المنهج على أسابيع الفصل الدراسي كأن يتضمن «اسم المادة وعنوان الدرس وأهم عناصر الشرح مع توزيع الوقت المخصص لكل درس ليرجع المعلم أو المعلمة لهذه العناصر في أثناء شرح الدرس، الأهداف السلوكية والمعرفية، توزيع المنهج على أسابيع الدراسة، «ويمكن تقويم المعلم «المعلمة» على ضوء ذلكم الدليل ومدى المقدرة على تحويل تلكم الموضوعات والأهداف إلى الدارسين «الدارسات». إن وجود مثل هذا الدليل سيخلص المعلمين «المعلمات» من جهد وعبء يومي لعملية أشبه ما تكون بتدريب على الكتابة، فمع تعدد المناهج نجد أنه من الصعب أن يُعد المعلم «المعلمة» 5 أو 6 دروس مما يجعل جو العمل مملاً مرهقاً فضلاً عن استنزاف الجهد الذهني في الكتابة وفي حال تخلصهم من عبء الكتابة في دفتر التحضير فإن ذلك سيساعد على التخلص من ذلكم الجهد مما يوفر ذهنا صافيا يمكن الاستفادة منه في الإعداد للمواد كالتوسع في الاطلاع والبحث أو القيام بتصميم الوسائل التعليمية مع العلم بأن صلاحية دفتر التحضير تنتهي بنهاية العام الدراسي لكن الوسائل التعليمية يمكن الاستفادة منها في سنوات لاحقة، كما يمكن خلال الوقت المتبقي تصحيح أعمال الطلبة أو الطالبات بشكل أكثر دقة، يضاف إلى ذلك في حال وجود مثل هذا الدليل سيعمل على حصر تركيز المشرف التربوي «المشرفة» على جهد المعلم والمعلمة داخل الفصل والمام كل منهما بموضوع مادة الدرس ومفرداته وطرق توصيله لتلك الحقائق والمعارف وغيرها للطلاب «الطالبات» وربط موضوعات الدرس بالواقع بدلا من التركيز والنقاش حول دفتر التحضير وترك ما هو أهم من ذلك.
إن ما يحدث اليوم من تطور معرفي وتقني هائل يستدعي الأخذ بالتقنيات الحديثة، وقد يساعد تخلص المعلمين من دفتر التحضير إلى التفرغ للأخذ من تلكم التقنيات بما يثري العملية التعليمية، خصوصاً أن التوجه اليوم نحو استخدام الوسائل الحديثة كالحاسب المحمول والأقراص المدمجة ال CD وغيرها بات أمراً ملحاً يستوجب أن يصاحب ذلك تطويراً شاملاً قد يكون أحدها الاستغناء عن دفتر التحضير والعمل على استبداله بهذا الدليل الشامل إذ يمكن توزيع هذا الدليل مع بداية العام الدراسي مثلاً كأن يتم إدراجه ضمن كتاب المعلم أو إعداده على أقراص مرنة «FLOOPY DISK» ولعل في ذلك توفيراً للوقت والجهد والتكلفة فضلاً عن الترشيد في استخدام الورق، كما يمكن عمل مسابقة لأفضل وسيلة تعليمية يتم تصميمها ثم تعميمها بعد ذلك ولعل هذا الأمر ما يوجد جانب التنافس، علماً بأن هنالك نماذج مضيئة ومشرقة وتجارب وابتكارات رائدة لمعلمين استطاعوا ابتكار طرائق جديدة تعليمية رائعة إلاّ أنهم بحاجة أكثر إلى التفرغ لإعداد الوسائل التعليمية واستحداث طرق جديدة.
هذا مجرد اقتراح آمل أن يطرح للنقاش.

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved