أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 8th May,2001 العدد:10449الطبعةالاولـي الثلاثاء 14 ,صفر 1422

مقـالات

في الصميم
الرياض والمياه المحلاة
د. خالد آل هميل
مدينة الرياض «مدينة عملاقة» تختلف عن باقي مدن المملكة العربية السعودية ففيها أكثر من أربعة ملايين نسمة وفي سنوات معدودة قادمة سوف يرتفع عدد سكانها إلى ما يزيد عن العشرين مليون نسمة.
والمدينة كعاصمة لبلادنا توجد بها مقار السفارات والقنصليات العربية والإسلامية والأجنبية وعدد آخر من البعثات المختلفة.
كما أن هذه المدينة العملاقة تتركز فيها معظم المناشط الاقتصادية العربية والدولية.
مما يجعل منها مدينة ذات طابع خاص وفريد كما أن التوسع العمراني ذا الطابع الأفقي حول )الرياض( من مدينة إلى ما يشبه المدن المتكاملة دون مبالغة.
لقد أصبحت هذه المدينة للرعاية والحرص والعمل الجاد المخلص لصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود أمير منطقة الرياض واحدة من أهم مدن العالم.. من حيث الطراز المعماري أو الطرق الدائرية التي تتميز ما يشبه الطرق الدولية.
كما ازدانت هذه المدينة بالجسور والكباري المعلقة التي تحولت إلى تحفة فنية رائعة.
فإذا أُضيف إلى جانب ذلك الجامعات والكليات والمعاهد ومراكز الأبحاث الحكومية والأهلية التي أصبحت من معالم مدينة الرياض نلمس لمس العين أن هذه المدينة مقبلة على نهضة غير عادية مما يجعلها مركز للتكتل السكاني ومركز جذب لرجال المال والأعمال العرب والأجانب.
وهذا بدوره يجعل من هذه المدينة مركزا مهما للشركات الدولية والعمالة الأجنبية.
هذه الحقائق أنا على يقين ان المسؤولين في هذه المدينة برعاية وتوجيه صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز سوف يعملون على ايجاد الامكانيات المساعدة وفق مشاريع طموحة تأخذ بأبعاد التطورات في مدينة تقفز سنوياً في زيادة عدد سكانها وفي حركةعمرانها.
إن مشكلة المياه التي عانى منها سكان مدينة الرياض ينطبق عليها المثل المعروف )ربما ضارة نافعة(.
فالمشاريع العملاقة تظهر جدواها مع التجربة والأيام. مما تدفع بالقائمين على الأمر مراجعتها واعداد العدة لتلافي السلبيات وتجنيد الايجابيات، واجراء الدراسات اللازمة وفق منظور علمي يأخذ بالحاضر والمستقبل في آن واحد.
فالرياض المدينة ليست كغيرها من المدن مما يستوجب توفير الامكانات المالية التي تتناسب مع حجمها وأهميتها ودورها الرائد على مختلف الصعد.
ففي الأيام السابقة عانى سكان المدينة من قلة توفر المياه اللازمة لاحتياجاتهم نظرا لانكسار أنبوبين ضمن الأنابيب التي تغذي الرياض العاصمة من المنطقة الشرقية حيث تعرضا يوم الأحد قبل الماضي لكسر أدى إلى نقص المياه في الرياض.
فقد كانت المؤسسة العامة لتحلية المياه تضخ إلى مدينة الرياض ما مجموعه 800 ألف متر مكعب يوميا من المياه، نقصت إلى 650 ألف متر مكعب جراء الانكسار.
هذه المشكلة التي أدت إلى شح المياه في هذه المدينة العملاقة جعلت قيمة حمولة وايت الماء الصغير تصل إلى خمسمائة ريال والذي يليه تصل قيمته ألف ريال. مع المتاعب التي تصاحب الحصول على الماء وبهذه الأسعار المكلفة وأعرف أشخاصا اضطروا للشراء بهذه الأسعار كانت نتيجة استغلال قلة من نهازي فرص هذه الأزمة الطارئة للافادة منها على حساب المواطن.
إن الأمن المائي يتساوى إن لم يفق أهمية مع الأمن الغذائي أو الاقتصادي وينبغي النظر إليه وفق هذا المنظور الهام والهام جداً.
إن تبسيط المشكلات والتهوين منها قد يدفع بقلة قليلة إلى عدم تركيز الحلول التي تمنع حدوثها مرة أخرى بصورة أو بأخرى.
إن عدد سكان مدينة الرياض سوف يرتفع خلال سنوات قليلة جداً ليكون بحجم عدد سكان بعض الدول في بادية الشام أو بعض الدول العربية في شمال افريقيا أو دول الخليج العربية الأخرى مجتمعة.
فماذا أعددنا من وسائل وآليات الأمن المائي لهذا العدد الضخم من السكان؟
إن الأنابيب التي انكسرت كانت بسبب ضعفها حيث مضى عليها أكثر من 25 سنة ومثل هذه المشكلة قد تتكرر مع تقادم الزمن.
إذن ماهو الحل...؟
إن المختصين والمسؤولين أصحاب العلاقة في هذه المرافق حتما لديهم حلول عاجلة وآجلة لكن هذا لا يمنع من تناول بعض المقترحات التي أجزم أن لديهم مثلها وأفضل منها.
الرياض المدينة ينبغي أن تكون لديها القدرة على الاكتفاء الذاتي من المياه لمدة لاتقل عن ستة أشهر فيما لو تكسرت كل أنابيب المياه القادمة من المنطقة الشرقية بفعل عوامل التعرية.
وهذا يكون بايجاد الخزانات الاستراتيجية من المياه الصالحة والجاهزة للشرب تحت الأرض في مدينة الرياض، تماماً مثلما تعمل الدول المتقدمة من بناء خزانات استراتيجية تحت الأرض، مجهزة تجهيزاً علميا عاليا مملوءة بالبترول كاحتياط استراتيجي عند الأزمات الطارئة فنحن في مدينة الرياض قادرون على الاستغناء عن البنزين والديزل مدة معقولة لكن في المقابل لايمكن الاستغناء عن الماء يوماً واحداً وغيابه يعني غيابا للحياة.
العمل على تنويع مصادر المياه في مدينة الرياض بحفر عشرات الارتوازات الضخمة في هذه المدينة العملاقة ومن ثم تجهيزها للانطلاق )بكبسة زر( عند الحاجة لها.
توسيع خطوط المياه الناقلة من الشرقية الى الرياض بحيث يكون بعضها احتياطا جاهزا عند اللزوم مع الصيانة المستمرة والمتابعة اللازمة.
بقي أن أقول لا خوف على الرياض وسكانها من قلة المياه أو غيرها عندما يكون أميرها، وحاكمها الاداري هو صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود صاحب القرارات الصائبة والشجاعة والحاسمة بتوجيه من القيادة الرشيدة التي يحرص سموه الكريم على بلورتها نجاحات على أرض الواقع ويتبعها سموه بالمبادرات كقائد يعرف متى يقول الكلمة ومتى يكون القرار.

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved