أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 8th May,2001 العدد:10449الطبعةالاولـي الثلاثاء 14 ,صفر 1422

الثقافية

سارة
قصة كتبها: عبداللطيف بن عمر
سارة.. طفلة ينطلق من بياض عينيها الأمل.. وتسكن في ابتسامتها البراءة.. وتتشكل ملامحها من الصدق والعفوية إلا أن الله سبحانه وتعالى أراد أن تكون هذه الفتاة الصغيرة «صماء» لا تستمع إلى رنين هاتف الصديقات ولا نداءاتهن.. لم تعرف كيف هي زقزقة العصافير في الصباح ولا حتى كيفية انطلاق التكبير والتهليل من صوت المآذن.. أمها الحنون لم تعرف عن إعاقة ابنتها بالصمم إلا بعد أن أكملت من العمر ثلاث سنوات.. وذلك بعد أن اكتشفت عدم قدرتها على الاستجابة للأصوات الصادرة حولها..
هذا الحنان الأموي لم يكن كافياً لتنال «سارة» نصيبها من التعلم في شتى مجالات الحياة وتطوير مواهبها وذلك لأن الحنان والإرادة لا يكفيان وحدهما.. مما جعل والدي سارة يفكران في حلٍ سليم ونموذجي لهذه الحالة..
فجاء بريق الأمل من معهد الأمل.. ودخلت سارة بكل إرادة وعزم وإيمان بقضاء الله وقدره وخطت أول خطوة في مبنى هذا المعهد بإحساس مطرز من خيوط الشمس وألوان إشراقتها وفكرٍ ببعد السماء وزينة نجومها المتناثرة..
وسارت «سارة» على هذه الروح حتى تمكنت وتعلمت وتخرجت تحمل أجمل المواهب وأسماها فكان لها أن تتلاعب بأناملها الذهبية بالريشة والألوان.. نعم سارة أصبحت «رسامة» ماهرة أصبحت فنانة موهوبة..
فداعبت أناملها العديد من اللوحات التي نالت عليها جوائز عدة وذاع صيت هذه السارة «سارة».. فلم تكن عالة على مجتمعها ولا أسرتها.. بل أصبحت رمزاً للفخر والعطاء والإرادة والنماء.. فهل تكون «سارة» رمزاً للتعليم أيضاً من دروس الآخرين.. فلو لم يعرضها أبواها على الطبيب ولم يدخلاها هذا المعهد الأمل كما هو اسمه فما هو وضع هذه البريئة الآن؟ بلا علم تتسلح به ولا موهبة تفخر بها.. فشكراً لهذه الطفلة العظيمة التي علمتنا كيف نتعلم.

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved