أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 8th May,2001 العدد:10449الطبعةالاولـي الثلاثاء 14 ,صفر 1422

محليــات

لما هو آت
يوم الاعتراف الجميل
د. خيرية إبراهيم السقاف
دأبت الصحافة الرياضية على إثارة متابعيها، بمثل ما تفعل الصحافة الفنِّية، وذلك بإثارة اعترافات الفئة المختصة فيها من رياضيين، وفنَّانين، الأمر الذي يجعل القراء المتابعين لها يتهافتون على شرائها، واقتنائها، والتَّفاعل معها...
فإذا كانت مجموعة الرياضيين من لاعبي كرة القدم أو سواها، والفنيِّين من مسرحيين، وممثلين، وسواهم ذوي «خبرات» تستحق أن يتسابق لها النَّاس...
فكيف تكون مجموعة الكُتَّاب من أدباء، وشعراء، وناثرين، وناقدين، ومفكرين، وروائيين، وقاصِّين، و.... و...؟!
كيف وهؤلاء ذوو خبرات ثرية بثراء جُوَّانياتهم الفكرية، والنفسية، بكلِّ قدراتهم، وملكاتهم، ومواهبهم، وتجاربهم التي بلا ريب فيها ما يلفت، ويستحق القراءة، وهو بلاشك مدعاة لتهافت القرَّاء.
ولحرص الخاصة والعامة على الوقوف عليها...، كيف سيكون موقف الصحيفة التي تتيح فرصة لكتَّابها كي يقفوا في مواقف الاعتراف؟!...
ماذا لو خصصت الصحف يوماً لاعترافات كُتَّابها؟...
بلاشك سيصبح يوماً مشهوداً لعدة أسباب...
الأول: أنَّ الكُتَّاب سيواجهون واقع حياتهم، ويكشفون عن تفاصيلها، ويمنحون الآخرين فرص الاطلاع عليها، والاقتداء بجميلها، والاتِّقاء من فاشلها.
سيقرب القراء من نماذج كُتَّابهم، وسيأخذون بعنان توجُّهاتهم، وفق ما ينكشف لهم عن سِيَر كفاحهم، واكتسابهم، وعطائهم، سينحسر الحجاب عن غموضٍ كان يلفُّ العلاقة بين القارىء، وكاتبه...
ولأنَّ الكُتَّاب، هم ذوو الأفكار، وهم المعالجون بالكلمة...، فإنَّهم مثل الأطباء، وإذا كان الطبيب يعالج بمشرطه، فإنَّ الكاتب يعالج بقلمه...، فكيف يُمنح الطبيب، ما لا يمنحه الكاتب من مطلق الثقة في وصفه القِيَمي؟!...، ولعلَّ الجسور حين تُمد بين هذا الكاتب، وذلك، مع قرائهما، فإنَّ تغييراً إلى الأنجح سيتم في نتائج تحصيل الأهداف التي لها وُظِّف قلم الكاتب، ورُصدت له الصحف، وخُصِّصت له الصفحات بأعمدتها، وزواياها، ومواقعها...
مثل هذه الفرصة سوف أيضاً تكشف عن الكُتَّاب أنفسهم، وسوف تُمنح الصحيفة، وقراؤها فرصة التقدير، والتمييز، فتساعد على التَّقليص والتَّحديد، وانتخاب المتميز من الكُتَّاب.
أمَّا الثاني من الأسباب لأن يكون يوماً مشهوداً، فهو ما سيحققه من ربح مادي يعود على الصحيفة، بالدِّعاية لكُتَّابها من جهة، وبجذب قرائها من جهة أخرى، وهي تضع نفسها في مصاف الوسائل الإعلامية التي ستترك بصمتها في وضع لَبنات تأريخ المرحلة التي تعايشها.
لا أتصور أنَّ الكُتَّاب فئة على غير درجة الأهمية في تركيبة البِنية المرحلية، والتأريخية لمجتمعهم...
إنَّ محاولات جادة، وغالبها يفشل، وإن نجحت، فهي ناتج عناء، ومكابدة....، تلك التي تسعى في رصد حركة تأريخ الكتَّاب، أو الكتابة ومن خلال أحدهما يؤرَّخُ للمرحلة ، ولكلٍّ منهما، تحدث هذه المحاولات غالباً عند انتقال الكاتب إلى الحياة الأخرى...، وهناك من يقي الباحثين عثرات التَّخبط في هذا الشأن فيدوِّن سيرته الذاتية، ومنهم من يسجِّل اعترافاته، وشهادته على المرحلة، ومنهم من يجهل دوره، ولا يعي أنَّه مهما قدَّم فإنَّه بالتزامه، ومرور زمنٍ على ممارسته مهنة، أو حرفة، أو موهبة الكتابة، سيكون جزءاً في تركيبةٍ تتضافر لتكوِّن تأريخاً، له بصماته وله أهميته في يوم ما...
إنَّ يوم الاعتراف يوم مشهود!!
وإنَّ الصحيفة التي تتبنَّى هذه الفكرة وتسعى لتحقيقها تُدرك بلاريب الأبعاد التي ترمي إليها...
هي ليست عشوائية، كما أنَّها ليست مرتجلة، وهي لم تصدر بدافع انحيازي، ولا بدافع اعتدادي، إنَّما هي فكرة تواكب حاجات المرحلة للصحف، وللكتابة، وللقراء، بل للكُتَّاب أنفسهم...
إنَّها المرجل الذي سيغلي...
وإنَّها الغربال الذي سيصفِّي...
وإنَّها السُّدة التي ستوجِّه الشمس عينَها الكبرى إليها...
إنَّها دعوة للاعتراف الجميل... ذلك لأنَّ اعتراف الكاتب بنقاط قوَّته سيماثله الاعتراف بنقاط ضعفه، وهو بذلك سيرتدي علناً ثوب إنسانيته.
في اليوم الجميل هذا، ستجسِّد متانة الجسر الذي بينه وبين قرائه،
للقادم الأجمل...
فماذا يقول الكُتَّاب؟!
وماذا تقول الصحافة؟!
ومن قبل ومن بعد ماذا يقول القراء؟!
هم وحدهم من يحدِّد...
وهم وحدهم من يقرِّر...
ولهم وحدهم تُرفع قبعات التحايا... والتكريم.
ذلك لأنَّ في الاعتراف لهم حياة جديدة... تعني بثَّ المزيد من الطاقة في شرايين وعروق الكتَّاب...
ففي الاعتراف حصدٌ لأعشاب المثالية في وجهها المخبوء... إذ لايصح إلا الصحيح كما يقال...
فماذا يقول الكُتَّاب؟!
وماذا تقول الصحافة؟!
ومن سيبادر للانطلاق نحو فتح أفواه الاعتراف؟
وأي صحيفة ستتولى المبادرة!
و.... ماذا يقول القراء الذين وحدهم من يقرِّر، يحدِّد، يريد، أو لايريد؟
فلهم... ولكم... أرفع «قبعة» التحية... وأحرِّك راية التكريم.!!

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved