أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 8th May,2001 العدد:10449الطبعةالاولـي الثلاثاء 14 ,صفر 1422

القوى العاملة

تأخر الترقية ليس مبرراً للتسيب
أعلم سلفا ان هذا العنوان سوف يثير حفيظة واستياء بعض الموظفين وقد أُتهم بالرومانسية والبعد عن الواقع بيد انني أزعم وبشيء من التفاؤل أنهم سيتراجعون عن تصورهم وربما يغيرون اتجاه )بوصلتهم( التي آلت بهم لمنعطف مظلم وهذا بطبيعة الحال مرهون بقراءة هذه السطور بموضوعية وبمزيد من المصارحة مع الذات..
بادئ ذي بدء ما دفعني للكتابة بهذا الموضوع ادراكي لأهميته بل خطورته إذا جاز القول ليس لكونه تسيبا ينعكس سلبيا على آلية العمل وحسب بل إنه توجه مغلوط بني أساسا على قناعات عبثية أضف لذلك إنه سلوك غير معلن وبكلمة أخرى ان هذه الفئة من الموظفين غالبا لا يبوحون بدوافع تسيبهم وهذا دليل على أنهم يستشعرون بصلافة سلوكهم لكنهم وفي الحين ذاته يخفون ذلك الشعور ويعمدون لتناسيه أو التعامي عنه بايعاز من نوازعهم القاصرة فالملاحظ ان بعض الموظفين لمجرد ان تتأخر ترقيته سنة أو سنتين وربما أكثر تجده بدأ يقلل بالتدريج من انتاجه الى ان يتوقف عطاؤه ويصبح من زمرة المتسيبين وتأسيسا على ما تقدم وعلى ضوء مبرر التسيب )من وجهة نظرهم طبعا( يصبح من الضروري التعرف على الهدف وذلك من منطلق ان كل سلوك لابد له من غاية وهدف والمثير للاستغراب وربما السخرية ان الهدف لا يقل سذاجة عن المبرر وليس من قبيل التخمين القول ان الهدف لا يخرج عن كونه نكاية للادارة أو الجهة التي يعمل بها الموظف وان شئنا المصارحة فهي «مساومة» ولنفترض جدلا أنها كذلك.. دعونا نناقش هذه الاشكالية بموضوعية وشفافية أكثر فكون الموظف يساوم على عطائه لجهة عمله فهذا يعني انه يساوم الوطن وهذه حقيقة لا مراغ عنها نبقى بالمعيار أو «المعادلة» التي استخدمها الموظف التي بموجبها قلل من عطائه ورغم قناعتنا التامة بأن ذلك السلوك مرفوض جملة وتفصيلا لسبب بسيط ان الموظف هو ابن الوطن فليس من المنطق ولا من استقامة التفكير ان يخذل الابن أباه وإلا اعتبر ابنا عاقا وعودة للمعيار نؤكد من جديد ان هؤلاء الموظفين لم يحسبوها صح والمثير للاستغراب أنهم رغم دقتهم أو تدقيقهم ان صح القول أخطؤوا الحساب وعلى الأرجح أنهم استخدموا «مكيالا» لا يزن إلا الترقيات والحوافز وإلا كيف نفسر اغفالهم لما وفره لهم الوطن من تعليم مجاني بجميع مراحله ورعاية صحية فضلا عما ينعمون به من أمن ورخاء وغيرها الكثير مما يجود به هذا الوطن.
أليس الأجدر بهؤلاء الموظفين بعد ان شد عودهم من خير الوطن أن يردوا ولو جزء بسيط مما أخذوه..
ولا سبيل لذلك إلا من خلال زيادة العطاء الذي يعتبر واجباً وأقل ما يمكن أن يقدمه أي مواطن صالح لوطنه.
علي بن سعد الزامل
ص.ب 45890الرياض 11613

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved