أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 8th May,2001 العدد:10449الطبعةالاولـي الثلاثاء 14 ,صفر 1422

عزيزتـي الجزيرة

هناك حلقة مفقودة بينه وبين الطالب
دكتور .. أم .. ديكتاتور..
عزيزتي الجزيرة بعد التحية
تظل العلاقة بين الطالب وأستاذه علاقة من المفترض ان تقوم على الود المتبادل لتحقيق الغاية المرجوة من الحركة التعليمية. وبين اسوار الجامعة يظل السعي الدؤوب الى تحويل العملية التعليمية الى عملية تكاملية هاجسا يسعى الكثيرون إليه. الا ان الانباء الواردة من «خفايا» قاعات الجامعات تؤكد ان علاقة الطالب الجامعي باستاذه علاقة يشوبها الكثير من الكدر وتصل في بعض الاحيان الى حد اتهام.. باطني.. لاحدهم من الآخر.. بالسلطوية.
وممارسة التعنت. وفي هذا المقال سأحاول ان ابرز ما يكتنز طلاب الجامعات من مشاعر خفية تجاه اساتذتهم وسأحاول ان اكون عادلاً فسأورد بعض «المضايقات» التي تختلجها افئدة .. الدكاترة.. في علاقاتهم مع الطلاب. في البداية وأنا أحدد ابرز ما يلاحظه الطلاب على .. اساتذتهم..
اود ان اتساءل هل وصل طلابنا الى مرحلة من الفهم العميق لدور .. الاستاذ الجامعي..؟ خصوصا وان الكثير منهم يدفع بهم الى اسوار الجامعات دونما اعداد او تهيئة للوضع الجديد واتوقع ان هذه الحلقة المفقودة هي السبب الاوفر حظا في ما نلاحظه من وجود.. ارتباك.. واضح في الحركة التعليمية الجامعية لدينا. واول تهمة تطال الاستاذ الجامعي من الطلاب هي .. الديكتاتورية.. والسلطوية التي يعتقد بعض الطلاب ان مدرسيهم يمارسونها ضدهم والرد النموذجي لهذا الاتهام وجدته في احدى المجلات التي تهتم بشؤون الاعلام عندما سئل استاذ جامعي عن رأيه في الفرق بين الدكتور والديكتاتور فقال ما معناه: ..
الديكتاتور يقسو على الناس من اجل مصلحته هو فقط بينما الدكتور يقسو على الطلاب من اجل مصلحتهم.. وتهمة اخرى تلصق نفسها بالموضوع ذاته هو ان اهتمام .. الاستاذ الجامعي.. بالساعات المكتبية يكاد يكون اهتماما شبه معدوم حيث يرى اغلب الطلاب ان المشاغل الشخصية او الادارية تسرق الاستاذ الجامعي من «الساعات المكتبية» التي يعتبرها بعض الطلاب الوسيلة الاخيرة للفهم «؟؟». ونقطة ثالثة اود أن اثيرها واشير اليها دون البحث في مكنوناتها هي ان بعض الطلاب يشكون في تصحيح..
الاساتذة لاوراق الاختبارات الخاصة بهم وانهم مظلمون حيث انهم يحصلون على درجات لا يستحقونها تكون في غالب الامر سببا في تعثرهم الدراسي وسبب احجامي عن التعليق على هذه النقطة هو عدم اقتناعي بها شكلا ومضموناً ولكن الامانة العلمية تقتضي علي ان اوردها.
نظرة الطالب الحقيقية للاستاذ يريدها الطالب ان تكون كما ترجمها الدكتور غازي القصيبي في كتابه« حياة في الادارة» ص 52 عند ما قال«... لا يمكن للمادة ان تكون مفيدة ما لم تكن مشوقة، ولا يمكن ان تكون مشوقة ما لم تكن مبسطة ولا يمكن ان تكون مفيدة ومشوقة ومبسطة ما لم يبذل المدرس اضعاف الجهد الذي يبذله الطالب. كنت اقول للطلبة في المحاضرة الاولى ان رسوب اي منهم يعني فشلي في تدريس المادة قبل ان يعني فشله في استيعابها... الخ»
ويتفق الطلبة مع مخاوف الدكتور القصبي عندما قال :« ... أذكر أن مدرساً في كلية الحقوق «هددنا» في اول محاضرة بان نتوقع كتاباً لا يقل حجمه عن خمسمئة صفحة، عجيب امر مدرس يخوف طلبته بحجم كتبه..»
وفي الجانب الآخر نجد ان اتهامات الاساتذة الجامعيين لطلابهم عديدة ومنها ان «اللا مبالاة وعدم الاهتمام» هي ابرز سمت طلبة الجامعات الا من رحم الله ويشهد لهم بذلك النتائج المتدنية والمستويات المنخفضة التي نجدها في المعدلات الاكاديمية التراكمية للطلاب. ويضاف الى ذلك ان الاساتذة يلاحظون «الكسل الشديد » الذي يغلف طلبتهم وهم يرون ان روح الاستزادة ورغبة التعلم في ذواتهم انما هي رغبة مدفوعة بدافع الشهادة اي ان الطلبة - كا يرى الاساتذة - من دعاة «العلم للشهادة» وليس « للعلم» ويشكو الكثير منهم من الاتكالية التي يلاحظونها على الطلاب خصوصا في مجال البحوث والواجبات المنزلية حيث ان اغلبهم يعتمد على الغير سواء في اعداد البحث او في مراجعتهم بعد اتمام حل الواجبات المناطة بهم. واخاف ان اسهب في الشرح واتطرق الى تفاصيل داخلية قد لا تهم القارىء العادي بالضرورة ولكن اؤكد ان الرغبة في ازالة اللبس الحاصل على الموضوع قد دعاني الى طرح القضية للتداول بالاراء علنا نصل إلى بلورة صيغة مشتركة نستطيع من خلالها ايتاء كل ذي حق حقه خصوصاً واننا في فترة اصبحنا ننادي بضرورة التوسع في التعليم الجامعي فيجب علينا قبل ان نبدأ في التوسع ان نسعى الى حل المعضلات والمشكلات التي من شأنها الاخلال بسير العملية التربوية في الجامعة واما القول بان هذا شأن داخلي فأؤكد لكم ان الجامعة ليست مؤسسة مغلقة على نفسها ولكن هي اداة لخدمة المجتمع ومن هنا لابد ان يجد التفاعل والحوار بين الجامعة والمجتمع خيراً اوسع.
فيصل عبدالله المالكي - الطائف

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved