أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 8th May,2001 العدد:10449الطبعةالاولـي الثلاثاء 14 ,صفر 1422

العالم اليوم

ثلاثة مليارات دولار تحويلات المغتربين سنوياً
لبنان يصدر أغلى ما عنده.. ثروته البشرية
* بيروت - من لين نويهض - رويترز:
^^^^^^^^^^^
يفقد لبنان بسرعة رصيده الاكبر.. يهاجرالمتعلمون باعداد كبيرة هربا من تراجع اقتصادي واغتراب سياسي وبلد يجاوراسرائيل يعاني من الاضطراب.
وتقدر الحكومة ان 277 الفا على الاقل غادروا لبنان في عام 1999 وحده وهو رقم يصيب بالدوار في بلد عدد سكانه 5.3 مليون نسمة. وقال جون سيكالي 26 عاما العائد الى الولايات المتحدة حيث يعمل استشاريا: اعطني سببا واحدا يدعو للبقاء... جئت فقط لزيارة امي. لم يبق احد آخر هنا. كل اصدقائي هاجروا ايضا الى الولايات المتحدة.
^^^^^^^^^^^
وطبقا لارقام وزارة الشؤون الاجتماعية هاجر 895 الف لبناني خلال الحرب الاهلية التي اندلعت في عام 1975 واستمرت 15 عاما.
ولكن عددا مماثلا ترك البلاد في زمن السلم فيما
بين عامي 1995 و1999.
وقدر انيس ابي فرح استاذ الاحصاء في الجامعة اللبنانية ان 37 بالمئة من المهاجرين فيما بين عامي 1975 و1994 كانوا من خريجي الجامعات.
ولم تفعل الحكومة شيئا لوقف نزيف العقول لا سيما انها ترزح تحت وطأة دين عام قدره 24 مليار دولار تراكم اثناء مشروع اعمار ما بعد الحرب.
ويفاقم المشكلة الاقتصاد الذي بلغ معدل نموه صفرا في عام 2000. لكن الحكومة حاولت دون جدوى جذب استثمارات اجنبية التي قد توفر مزيدا من فرص العمل وتبقي الشبان في البلاد.
وتعلو شكوى العمال من ان مئات الالاف من العمال السوريين المهاجرين يقبلون اقل الاجور ، لكن اللبنانيين عادة ما يستعلون على العمل اليدوي.
ويوافق اللبنانيون على ان ظاهرة الهجرة ليست جديدة. فعلى مدى عقود دفعت موارد البلاد الطبيعية المحدودة المتعلمين بها الى الهجرة الى الخليج سعيا وراء المرتبات الاعلى حيث عملوا مهندسين واطباء بينما دفعت غير المتعلمين الى افريقيا وامريكا الجنوبية حيث انتعشت اوضاعهم كتجار.
وفي هذا الوقت حيث تشجع العولمة تبادل الخبرات عبر الحدود تتوجه اعداد اكبر من المتعلمين الى بلدان متقدمة مثل استراليا وكندا والولايات المتحدة وفرنسا.
واصدرت السفارة الكندية في بيروت في العام الماضي 1400 تأشيرة دخول لافراد في سن العمل او عائلات شابة. وتشجع كندا هجرة العمال المهرة اليها ويوجدلدى لبنان فائض منهم حيث يقدر عدد مهندسيه العاطلين عن العمل بثمانية الاف مهندس.
وقال رياض طبارة رئيس مركز دراسات ومشروعات التنمية ان جاذبية الهجرةلا تتضح فقط من خلال اعداد الذين غادروا وانما ايضا من اعداد الذين قد يغادرون بمجرد ان يحصلوا على تأشيرة. ويشير بحث للمركز الى ان 44 بالمئة من اللبنانيين لا يشعرون بالسعادة في كندا وترتفع النسبة بين المتعلمين. وقال ناجي بجاني استاذ ادارة الاعمال بجامعة نوتردام ان اللبنانيين القادرين على المنافسة الذين يبقون في لبنان يحصلون على رواتب اقل.
هذا ان كانوا محظوظين وحصلوا على وظيفة استنادا الى الجدارة وليس من خلال العلاقات او الولاءات السياسية والدينية.
واضاف لكن الاكثر اهمية انه بدون )الواسطة( فانهم لن يرقوا من المستوى الادنى في الشركات المحلية التي ترفض تحديث نفسها ومواجهة العولمة.
ولا تقتصر المشكلة على الحكومة وشركات القطاع العام لكنها شائعة ايضا في القطاع الخاص.
ونظرا لان ملكية معظم الشركات اللبنانية وادارتها ما تزال عائلية فان المناصب العليا بها تخصص لاقارب او اصدقاء اومن ينتمون للديانة نفسها وغالبا ما يكون هؤلاء غير مؤهلين.
وتعي ذلك كريستين حكيم طالبة الماجستير. وقالت: ان الاذلال الذي يشعربه المرء الذي يحرم من وظيفة لان المرشح لها يعرف المدير يقتل المعنويات.
ومضت تقول: يعتقد الناس انهم سيحصلون على فرص افضل في الخارج وانهم سيصبحون قادرين على ارسال اموال الى الاهل.
والمفارقة ان اللبنانيين الذين يعتمدون اعتمادا كبيرا على الهجرة مستاءون كغيرهم من ابناء البلدان النامية التي تستاء من اعتمادها على محصول واحد ايضا. فالهجرة منفذ للمواطنين الذين لا يستطيع لبنان توظيفهم او تمثيلهم سياسيا وعائداتهم التي يرسلونها حيوية لعائلاتهم في لبنان.
وقال طبارة ان لبنان يستوعب ما يصل الى ثلاثة مليارات دولار من اموال عائدة اليه سنويا.
وحيث تتوقع الدولة ان تصل العائدات الحكومية الى 2.3 مليار دولار هذا العام طبقا لتقدير ميزانيتها لعام 2001 فان المتعلمين يمثلون محصولانقديا لا يستطيع لبنان تحمل المضي بدونهم.
واضاف طبارة قائلا: ان معدلات البطالة التي تقدر الآن بنسبة تتراوح بين 15 و20 بالمئة ستكون اكبر بدون الهجرة ويعيد هؤلاء الناس قدرا اكبر من الاموال الى لبنان.

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved