أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Wednesday 9th May,2001 العدد:10450الطبعةالاولـي الاربعاء 15 ,صفر 1422

الاقتصادية

تبنتها «موهبة» برعاية «المركز» وآخر موعد لها 10 شعبان المقبل
فقيه يتبرع بـ 5، 7 ملايين ريال لتمويل جائزة «تقنية المياه»
* مكة المكرمة عبيد الله الحازمي:
أعلن الشيخ عبد الرحمن عبد القادر فقيه، عضو مؤسسة الملك عبد العزيز ورجاله لرعاية الموهوبين «موهبة»، ومؤسس ورئيس مجلس إدارة مركز فقيه للأبحاث والتطوير، عن رصد مبلغ 7 ملايين و500 ألف ريال، موزعة على خمس سنوات لتمويل جائزة المؤسسة لمسابقة تقنية المياه برعاية المركز،
وأوضح ان دعم البحث العلمي وتقوية عوامل الابتكار والإبداع وحفز الموهوبين ومتابعتهم وتوجيههم الى المجالات التي يتميزون فيها من مقومات التنمية التقنية التي تحتاج اليها المملكة، وتسعى حكومتنا الرشيدة لتحقيقها، لأن التميز والتفرد هو سبيلنا للخروج من مرحلة التقليد للآخرين الى تنمية القدرة على التفكير والإبداع العلمي لتلبية احتياجات المجتمع وحل مشكلاته والارتقاء بانتاجيته، مما يؤهلنا لدخول عصر المنافسة الدولي،
وأشار الى ان فكرة مسابقة «تقنية المياه» هي وليدة مشكلة شح المياه التي تعاني منها بلادنا بسبب بيئتها الصحراوية الجافة، وهي تتصدر قائمة اهتمامات مركز فقيه للأبحاث والتطوير، لهذا فقد رأى المركز تنظيم مسابقة للابتكار التقني في هذا المجال الحيوي لتشجيع الباحثين والمبدعين على الإسهام في تطوير تقنيات المياه، رعاية ابتكاراتهم الجديدة بالتمويل والتطوير، وبذلك تتم الاستفادة من عطاء هؤلاء النابغين وتوظيف قدراتهم المتيمزة في حل إحدى مشكلاتنا الوطنية،
وقال: ان من بين أهداف المسابقة الى جانب تشجيع الباحثين والمبدعين للتوجه نحو الابتكار المساهمة في حل مشكلة ندرة المياه وتوعية المجتمع بخطورة استنزاف المياه بالطريقة التي تستخدم بها حالياً، وتوطين ثقافة ترشيد المياه فقطرة الماء ما أحلاها ولكن ايضا ما أغلاها،
وأضاف بان مجالات الجائزة تشمل: ترشيد استهلاك المياه، إعادة استخدام المياه، إعذاب المياه، إيجاد مصادر جديدة للمياه ك «تكثيف بخار الماء في المناطق الرطبة» ، ، كما تم رصد وتخصيص خمس جوائز موزعة على النحو التالي: الفائز الأول 000، 200 الفائز الثاني 000، 150 الفائز الثالث 000، 100 الفائز الرابع 000، 50 الفائز الخامس 000، 50 مشيرا الى ان الجائزة تحجب ان لم ترق الأعمال المقدمة الى مستوى الابتكارات المنشودة، كما سوف تصرف الجوائز للفائزين على خمس دفعات متساوية قيمة كل منها 20% من الجائزة كما يلي:
أ الدفعة الأولى: عند إعلان أسماء الفائزين،
ب الدفعة الثانية: عند اختبار الابتكار بعد تقويم المركز له واكتشاف أنه واعد،
ج الدفعة الثالثة: عند تصنيع النموذج المثالي المعملي،
د الدفعة الرابعة: بعد الحصول على براءة اختراع،
ه الدفعة الخامسة: في بداية مرحلة التصنيع التجاري للتسويق،
أما آخر موعد لاستلام الأعمال المقدمة للجائزة فهو العاشر من شهر شعبان المقبل كما سيقام حفل توزيع الجوائز على الفائزين في شهر صفر عام 1423ه،
وأكد ان معايير التحكيم للأعمال المقدمة تقوم على اعتبارات علمية دقيقة منها أصالة الابتكار، بحيث يبدأ من حيث انتهى الآخرون على ان تظهر سمات التطوير والنقلة النوعية الواضحة في وظائف الجهاز وأدائه وكفاءة الأداء، بحيث يعمل الجهاز المقترح بسهولة وسلاسة ويكون قابلاً للتطبيع، وكذلك ان يكون له جدواه الاقتصادية من حيث التكلفة الإجمالية المتوقعة لتصنيع الجهاز وتكلفة تشغيله وصيانته وجدواه في المدى القريب او البعيد،
وكان الشيخ عبد الرحمن عبد القادر فقيه قد شارك بكلمة في حفل الموهوبين الذي جرى بالرياض تحت شعار «تجربة مخترع» برعاية معالي وزير المعارف ونائب الرئيس ورئيس المجلس التنفيذي لمؤسسة الملك عبد العزيز ورجاله لرعاية الموهوبين، وألقاها نيابة عنه الدكتور مجدي حريري، نائب رئيس مجلس إدارة مركز فقيه للأبحاث والتطوير استعرض في مستهلها دور علماء الأمة الاسلامية في وضع نواة الاختراعات والعلوم المعاصرة حالياً،
ثم تناول تجربته الشخصية في مجال الاكتشافات قائلا: «لقد كانت لي تجاربي المتواضعة في هذا المجال منذ ما يزيد عن خمسين عاماً أروي جانباً منها باختصار لأبنائنا الأعزاء، عسى ان يكون فيها ما يقتدى به، فلقد تركت الدراسة في سن مبكرة لكي أساعد والدي يرحمه الله في عمله، وهذا واجب الابن نحو أبيه، لكن خروجي من المدرسة لم يمنعني من الاستمرار في القراءة والتحصيل، فقد واصلت دراستي في اللغة الانجليزية بجهود ذاتية، ودراسة الكيمياء والطبيعة في مدرسة تحضير البعثات التي كانت هي الوحيدة في مكة المكرمة في ذلك الحين، وهو وقت الحرب العالمية الثانية، ، أي في عام 1945 ميلادي،
وهكذا استفدنا في مهنتنا من المعلومات الأساسية على قدر طاقتنا في ذلك الوقت، كنا نحاول ونجتهد ونجرب «مرة نفشل، ومرة ننجح» وهكذا يتحقق التطور ، ، لقد كانت هذه التجارب ضرورية في هذا الوقت، حيث كان الناس في حالة ماسة لهذه السلع التي توقف استيرادها بسبب ظروف الحرب،
ثم تناول فكرة انشاء مركز فقيه للأبحاث والتطوير حيث أوضح: ان فكرة انشاء مركز للبحوث والتطوير ظلت تراودني طوال سنوات عديدة، حتى تبلورت لدي فكرة انشاء مركز فقيه للأبحاث والتطوير ليسهم الى جانب مراكز البحوث الأخرى في المملكة في النهوض بالبحث العلمي سعياً وراء حل مشاكل المجتمع، وفي رأيي أن الأعمال الخيرية لا تتوقف على مجرد الصدقات وإطعام الفقراء، وإسكانهم، وعلاجهم فقط، ولكن قد يكون العمل الخيري فكرة او بحثا علميا ينفع المواطن ويخفف عنه بعض المتاعب التي تعترض حياته، او يوفر له بعض حاجات الحياة كترشيد استهلاك المياه او الكهرباء،
ومن الحلول التقنية الفعالة لهذه المشكلة إعادة استخدام المياه بعد معالجتها،
ولقد تم تطبيق هذه التقنية بالفعل في مشروع المجمع السكني التجاري الأول لشركة مكة للإنشاء والتعمير بمكة المكرمة، وأساس هذه التقنية هو الاستفادة القصوى من المياه المستخدمة في الأدشاش ومغاسل اليد بعد معالجتها، ومن ثم إعادة استعمالها مرة ثانية في سيفونات الطرد الصحي بالأبراج السكنية والسوق التجاري،
وباستخدام هذه التقنية يتم توفير 40% من استهلاك المياه بهذا المجمع السكني التجاري الضخم، الذي يقدر استهلاكه ب 4317 متراً مكعباً من المياه يومياً في أوقات الذروة، 2160 مترا مكعباً يومياً في الفترات العادية وبذلك يتضح لكم مدى التوفير في استهلاك المياه، أما تكلفة المعالجة للمياه قبل استعمالها فانها حوالي 34 هللة للمتر المكعب، ويرجع السبب في تدني هذه التكلفة الى ما ابتكرته الشركة بقصر إعادة الاستخدام على المياه المستعملة في «الأدشاش» وأحواض الغسيل فقط حيث تقل نسبة المواد العالقة،
وأضاف : ومن منجزات مركز فقيه للأبحاث والتطوير أيضا تطوير مشروع مكافحة الحريق بمنطقة منى، فمن المعروف ان منطقة مشعر منى محدودة المساحة، وأن المبيت فيها من مناسك الحج، وإنها تشهد أكبر تجمع بشري على وجه الأرض أياما معدودات، حيث يقيم الحجاج في خيام متلاصقة مما يساعد على انتشار الحريق بسرعة في حالة حدوث حريق لا قدر الله فكان من الضروري تطوير وتنفيذ مشروع رائد في فكرته يعتمد على استخدام التقنيات الحديثة في اكتشاف الحريق فور حدوثه، وسرعة إطفائه من أجل الحفاظ على حياة الحجيج، وتتلخص فكرة عمل النظام الآلي لإطفاء الحريق في التالي:
يتم كشف الحرائق عن طريق كواشف تعمل بالأشعة تحت الحمراء التراقصية التي لا تصدر الا عن لهب لمدى 100 متر وتقوم بإرسال إشارات الى وحدة التحكم المثبتة في كل عمود إطفاء، ، والتي تنسق مع وحدة التحكم المركزية للقيام بالتالي:
إطلاق صفارات إنذار، وتوجيه قاذف المياه الذي عمل مركز فقيه للأبحاث والتطوير على استعمال قاذف مياه زراعي لديه الاستطاعة ان يعمل على 360 درجة، حيث لم يكن متاحا في هذا الوقت إلا قاذف حريق يقذف الماء في حدود 50 مترا وعلى 180 درجة فقط ثم تتجه الكاميرا في كل عمود في اتجاه الحريق، وتنقل صورة الحريق على الشاشة ويتم تسجيله على الفيديو أوتوماتيكيا، ثم فتح محبس المياه والبدء برش الماء من كل عمود باتجاه الحريق، مع تحريك القاذف حركة منتظمة لتغطية منطقة الحريق، ثم تحويل طريقة إطلاق المياه من الخط المستقيم الى الرش بالرذاذ لحماية وسلامة الأشخاص، وإغلاق محبس المياه بعد إشارة إطفاء الحريق،
وهذه الخطوات والاجراءات كلها يتم تنفيذها أوتوماتيكيا بواسطة عدسات الكترونية دون اي تدخل بشري،
وهذا النظام الآلي ضروري لمساندةالأساليب المستخدمة في مشروع الخيام المقاومة للحريق باستخدام نظام الرشاشات داخل الخيام بالاضافة الى صناديق الاطفاء وحنفية الحريق،
واختتم كلمته بالاشارة الى ما ينبغي ان يتحلى به المبتكر من جليل الصفات وهو يقوم بدوره المنتظر في خدمة بلده التي منها:
1 تمتعه بطموح عظيم ينبثق من إيمانه بالله وشعوره بالمسؤولية تجاه وطنه وأمته2 تأسيس تكوينه العلمي بإطار شرعي يوجه انتاجه الفكري والعلمي3 الثقة في النفس4 الجدية والمثابرة لضمان الاستمرار5 تمرسه بآليات التفكير المنظم،
وختاما أرجو ان يتحقق لمملكتنا الحبيبة المزيد من التقدم العلمي والتقني على يد أبنائها من خلال ما يقدمونه من اكتشافات تحقق لها مواكبة التقدم الحضاري والعلمي في العالم،

أعلـىالصفحةرجوع










[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved