أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 10th May,2001 العدد:10451الطبعةالاولـي الخميس 16 ,صفر 1422

مقـالات

ترانيم صحفية
مامعنى المدارس الأهلية عند هؤلاء؟!
نجلاء أحمد السويل
لقد سجلت طفلتها في مدرسة أهلية وتدفع قسطاً سنوياً لا يقل عن )...( لقد سمعت أن المدارس الأهلية قمة في الراحة والرفاهية ولقد قرأت في اعلاناتها عن برامج تعليمية متنوعة، كمبيوتر، فنون، وعشرات من الأنشطة الصفية واللاصفية التي جعلتها تندفع وتسجل طفلتها وبدون تفكير.. نعم لقد تفاءلت.. بل تفاءلت كثيراً وكانت تحلم دائماً بما رسمته في ذهنها. بعد مرور .. شهر تقريباً.. جاءت النتائج في التقدير الشهري ليست على مايرام!! بدأت الشكاوى.. وبدأ معها التذمر من المدرسة لم تر طفلتها كما تريد ان تراها فهي لم تتعلم ماتريدها ان تتعلمه.. حتى جاء مجلس الأمهات ولاتكاد الأم تصدق أنه جاء حتى كانت أول الزائرات لهذا اللقاء التربوي ولكن..
لقد حدث مالم يكن متوقعاً؟! لقد بدأت هذه الأم التطاول بألفاظ وعبارات لاتتناسب مع المدرسة ولاتليق ان تقال للمعلمات، كل الحديث كان نقداً بعضه لاذع وبعضه ناقد تشرح فيه الأم توقعاتها وأحلامها وآمالها في الصورة التي توقعتها لطفلتها بعد التحاقها بالمدرسة الأهلية وهنا أتساءل ماذا ينتظر الأهل من المدارس سواء القطاع الحكومي أو حتى القطاع الخاص وبالذات القطاع الخاص يتوقع الأهل انه مادام أبناؤهم في مدارس أهلية فهذا يعني ان المسؤولية تسقط منهم.. بمعنى أنهم يريدون ان يعود أبناؤهم للمنزل دون ان يبادروا لهم بأي متابعة أو مراجعة أو بحث بل إنهم يظنون ان ال )...( الذي دفع للمدرسة يبرر عجز الأهل عن متابعة أطفالهم في دراستهم ومذاكرتهم وواجباتهم!! ماهذا المنطق الغريب وماهذا التملص من المسؤولية التي من المفروض ان يحمل الأهل جزءاً كبيراً منها فهل نريد المدرسة وحدها ان تعلم وأن تربي بل وفوق هذا وذاك فإن عدداً ليس بسيطاً من الآباء والأمهات سرعان ما يغضبون إذا وجه المعلم الطفل بصورة فيها نوع من الأمر مثلاً أو ما شابه ذلك لأنهم يعتقدون أن المدرسة الأهلية لابد ان تتحمل الطفل على علاته؟! وهنا لا أدري ماهذا التناقض؟! أي تربية التي ستخرج من خلف آباء كهؤلاء؟!
إن المدرسة الأهلية لاتعني يوماً الاستهتار المنزلي ولاتعني بأن يكون الطفل مدللاً الدلال الذي يفسد شخصياً ويسيء إليه سواء من الناحية التعليمية أو التربوية إن المدرسة الأهلية مطالبة وبشدة بتعليم الطالب ورعايته وتطوير قدراته ومهاراته عن طريق المزيد من الأنشطة الصفية واللاصفية لكن هذا لايكفي وحده لتنمية الطالب فنحن نحتاج إلى الأب الذي يفتح كراسة ابنه وإلى الأم التي تدعم ماقالته المعلمة، نحتاج للرعاية المنزلية تعليمياً ونفسياً..
نحتاج لأن نكون الأصدقاء لأطفالنا قبل ان يدخلوا سن المراهقة لا أن نأتي فجأة في ذلك السن الحرج ونريد بين يوم وليلة خلق الصداقة والقرب وما يجب أن يؤمن به الآباء هو انه لايوجد اطلاقاً من يحصد دون ان يزرع . أما تربية الصدفة وتعليم الصدفة فهذا كله لن يجدي في يوم ما!! والله ولي التوفيق..

أعلـىالصفحةرجوع




















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved