أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 10th May,2001 العدد:10451الطبعةالاولـي الخميس 16 ,صفر 1422

مقـالات

ما يغلى عليك..!!
فهد حمد المغلوث
اللحظات الجميلة في حياتنا لا تعوض بسهولة، ولكن الأجمل منها والأروع تلك الذكريات الحلوة الراسخة في عقولنا وقلوبنا، والمواقف الجميلة التي لا تتكرر، بل وأيضا تلك الهدايا الرائعة التي نحصل عليها من أعز الناس وأغلاهم على قلوبنا.
تلك اللحظات ليس بالضرورة ان تكون أياماً أو ساعاتٍ طويلة بقدر ما هي مواقف نادرة أو كلمات حلوة تشعرنا بقيمتنا واهميتنا ومدى ما نشكله من مكانة كبيرة لدى غيرنا.
وأنت كانسان ماذا تريد أكثر من أن تشعر بأنك محط العناية والاهتمام؟ وممن؟ من إنسان هو مايهمك أكثر من أي شخص آخر؟
ماذا تريد سوى أن تشعر أنك معه حتى لو كان بعيداً أو مسافراً؟
وماذا يفرحك أكثر من أن تسمع صوته من بعيد كي يطمئن عليك، ويثبت أشواقه وحنينه اليك وماذا أكثر من أن يقول لك بأن المكان الذي ذهب اليه ناقص من دونك؟ بل ماذا أكثر من أن يرجع إليك بعد السفر ومعه هدية غالية لك يقدمها لك بطريقة مبدعة مثيرة وجميلة؟ بل ماذا أكثر من أن يشكرك عليها وتقول له أنت«لقد كلفت نفسك» ولاداعي لها «وأنت من يكفينى» «ورجوعك هو الأهم من أغلى هدية»... إلخ من تلك العبارات. ماذا أكثر من أن تسمعه يقول لك فوراً «مايغلى عليك!» كل شئ «يهون من أجلك» «ومن احق منك بالهدية» «يفداك كل مال الدنيا» بل ليتني كنت أستطيع لاحضرت لك أكثر وأكثر وانت في هذا الموقف كيف ستتصرف؟ وبماذا سترد عليه هل سترفض الهدية؟ مستحيل؟ وهل تقدر؟ حاول ان شئت طبعاً سوف تختلف ردود الفعل من شخص لآخر حول هذا الموقف ولكن ليس في قبولها فهذا أمر مفروغ منه بل في ردود فعلهم لحظة استلامها فمنهم من يقول«تسلم لي» ومنهم من يقول: «تعيش وتجيب لي غيرها» ومنهم من يقول «الله لا يحرمني منك» ومنهم من يقول وبكل ثقة « أنت كريم وانا أستاهل !» يعنى مرة يعرف غلاه!.
إن مايهمنا في هذا الموقف هو اللحظات الحلوة التي نعيشها وتشعرنا أننا أسعد أهل الأرض، تلك اللحظات التي نتمنى لو تستمر وتتواصل ولا تتوقف، أبداًَ ! فهل نبخل على غيرنا ممن نحب بمثل تلك الكلمة الحلوة؟ أليست سعادتهم هي جزء من سعادتنا؟
إنه شعور جميل أن نحس بتلك اللحظات الحلوة والمشاعر الرائعة في وقت نحن أحوج ما نكون فيه إلى كلمة حلوة او طبطبة حانية ترفع من معنوياتنا وتعزز ثقتنا بنفسنا وتجعلنا نفكر بالأمل بشكل متواصل يدفعنا على العطاء.
ولكن يظل السؤال هو هل اللحظات الحلوة التي نتمناها هي هدية فقط؟ وماذا لو لم نحصل على الهدية؟ ماذا لو لم تجد من يهديك؟ فهل يعنى ذلك ألانعيش أجواء تلك اللحظات الحلوة؟ بل ماذا يعنى حينما نحرم من إنسان ما او شيء ما، فهل يعني ذلك خسارتنا حتى تلك اللحظات الحلم؟.
إنك حينما تفكر بكل ذلك، فقد تتحسر على نفسك قليلاً، ما نحب أن نؤكد عليه ان بإمكاننا استحضار اللحظات الجميلة، بإمكاننا تكوينها والعيش معها لو أردنا وفي أي وقت بشرط رغبتنا الصادقة وعزمنا الاكيد، والأهم من ذلك توفير الاجواء المناسبة من حيث الوقت والمكان على نحو يسمح لنا بالاستمتاع بها دون منغصات، ولكن كيف؟.
ان فلسفتنا في الحياة هي ما يحدد استمتاعنا بها ونظرتنا لها، فالسعادة ليست شيئاً واحدا وكذلك اللحظات الجميلة حينما نريدا استحضارها والعيش فيها ومعها.
حاول ان تجلس مع نفسك وتتذكر الامور التالية:
حينما تعرفت على انسان ما ووجدت فيه نفسك حينما وجدت توأم روحك فهل تستطيع الآن استحضار أول موقف معه متى كان؟ وماذا دار فيه؟ وأين تم؟ وتحت أي الظروف؟ وما هي مشاعرك بعد الانتهاء من هذا الموقف هل تتذكر ذلك؟ ان مجرد استحضار تلك اللحظات يشعرك بالسعادة ولاشك هل تحقق لك ما اردت في يوم ما وبشكل سريع غير متوقع في حين انك لم تتعود ان تتحقق أمانيك أو مطالبك من أي شخص؟
هل ضحكت مرة من كل قلبك بشكل أشعرك كأنك تولد من جديد بعد أن كنت تعودت على الجدية وبعد ما عرف عنك بأنك لا يرضيك شيء؟
هلا استرجعت تلك التحولات الغريبة في حياتك التي غيرتك رأساً على عقب وهلا فهمت اسبابها؟ عفواً اقصد حاولت ان تتعمق في اسبابها؟
هلا تذكرت لحظات محرجة وجميلة مرت عليك في حياتك؟ ان مثل هذه اللحظات المحرجة قد تكون من أمتع اللحظات بالنسبة لك لأنها في احيان كثيرة تفضح مشاعرك الصادقة أمام الآخرين التي تحاول أنت في كل مرة ان تداريها ولكن عينيك تأتي ذلك بل حتى وجهك هو الآخر يتلون بألوان الطيف لدرجة تجبرك ان تغادر المكان أحيانا وتذهب لمكان آخر لا يراك فيه آخرون وتضع يديك على خديك وتضحك من كل قلبك! ولكن بعد ماذا ؟!
وان اردت ان تعيش لحظات السعادة بصدق حاول الآن ان تذهب لغرفتك، مثلا ان تكون لوحدك حاول ان تفتح ممتلكاتك الخاصة او دولابك، اخرج منه تلك الاشياء الثمينة والعزيزة على قلبك، حاول ان تجعلها امامك وتتفرغ للجلوس معها.
فان كان صندوقاً مثلا فحاول ان تفتحه وان تستخرج منه كل قطعة فيه، ضعها بين يديك حاول ان تفتحها هي الاخرى ان كانت مغلفة تأمل فيها، تذكر مناسبتها، وتحت حصولك عليها عش مع تلك الهدايا او الخصوصيات لحظة سعادة كافية او انتقل إلى بعض الرسائل او الاظرف افتحها، اقرأها سطراً سطراً اعد قراءتها وتأمل ما فيها وسوف تشعر بروح جديدة بداخلك روح تجعلك تبسم من قلبك، روح تجعلك تعيد النظر في كل شئ بشكل ايجابي.
بل حتى لحظات الزعل من شخص ما أو موقف ما، سوف تشعر حينما تفكر فيها بعمق ان هناك جوانب جمالية تستحق التوقف عندها وتأملها، سوف ترى ما يدخل السعادة لقلبك، سوف تشعر من خلالها أنك خرجت بشيء جميل منها.
بل يكفينا ان يكون من اسباب السعادة لحظة شعورنا اننا ادينا واجبنا تجاه الله وشعرنا بدعوات والدينا تلاحقنا في كل مكان بسبب رضاهم عنا وكذلك دعوات أولئك الذين زرعنا البسمة على شفاههم يوما ما واعدنا إليهم الثقة في انفسهم واخرجناهم بفضل الله مما هم فيه من حالة البؤس والكآبة والتعب النفسي .
يكفينا سعادة ان نتذكر كل تلك المواقف الحلوة لنبتسم ولِمَ لا نبتسم ونحن مع أعز الناس ممن لهم حق علينا مع من هو واجب علينا ان نخدمهم ونرضيهم وعسى ان نقدم شيئاً ولو جزءاً بسيطاً .
..همسة..
فليكن ما أقدمه لك غالياً..
كما تقول..
فليكن صعب الوصول إليه..
كما تعتقد..
فليكن الحصول عليه متعباً..
كما تظن..
فليكن فيه إحراجي..
كما ترى
فليكن فيه مافيه!
فليعن ما يعني!
لا يهمني!
********
ما يهمنى فعلاً..
أنه لا يغلى عليك!
مهما كلفني من جهد !
مهما كلفني من وقت ومال!
فأنت تستحقه..
بل إنه أقل مما تستحقه!
ولِمَ لا!
وأنت الغلا كله!
********
لِمَ الا..
وأنا أرى ما أهديك إياه..
مهما كانت قيمته..
لا يليق إلا لك!
لا يكتمل الا بك!
*********
ومن يدري!
لعل ما أقدمه لك..
وما أعطيك إياه..
لعله كان ينتظرك..
ليكون جزءاً منك!
ولتكتمل عناصر جماله!
لتتضح معالم روعته!
ليزداد غلاه!
حينما يكون بين يديك!
وأنت بالذات دون سواك!
*********
ولِمَ لا تكون غالياً..
وقد منحتني ثقتك؟
وفتحت لى باب قلبك؟
واعطيتني كل حبك؟
لِمَ لا تكون غالياً..
وقد قلت لي كلمة
كنت انتظرها منذ زمن؟
كنت اتمنى سماعها منك؟
كلمة أشعرتني بصدق..
ان اللحظات السعيدة..
هي أنت ؟!
ص.ب )75395( الرياض )11578(
Fhmaghloth@Yahoo.com

أعلـىالصفحةرجوع




















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved