أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 10th May,2001 العدد:10451الطبعةالاولـي الخميس 16 ,صفر 1422

العالم اليوم

أضواء
موقف رئيس شجاع
جاسر عبدالعزيز الجاسر
الاستشهاد بالتاريخ وبالأحداث التي لا يختلف عليها اثنان، لا يمكن أن تجد من يعارضه إلا إذا كانت له مصلحة أو أهداف.. وتصبح الوقائع التاريخية أكثر تأثيراً والتصاقاً في ذاكرة الأمم إذا ثبتت في الوجدان الديني الذي يصبح إيمانا راسخاً لا تزعزعه الأهواء والمصالح والتقلبات السياسية، والذي يؤمن به ويعتقد به يقيناً مسلمون ومسيحيون، أن اليهود مارسوا كل أنواع وأصناف الإيذاء والكيد والمؤامرات ضد نبي الله عيسى بن مريم، بل أكثر من هذا اتهموا مريم البتول بالفاحشة وهناك الكثير من جرائم اليهود، بل إن اليهود وهو ما نؤمن به نحن المسلمين بأنهم سعوا الى صلب النبي عيسى إلا ان الله رفعه اليه فالآية القرآنية في سورة النساء «157»: «وقولهم إنا قتلنا المسيح عيسى بن مريم رسول الله وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم وان الذين اختلفوا فيه لفي شك منه ما لهم به من علم إلا اتباع الظن وما قتلوه يقينا. بل رفعه الله إليه». صدق الله العظيم، وهكذا فإن النص القرآني يؤكد الواقعة التاريخية، وفي النصوص الدينية لدى المسيحيين ما يؤكد هذه الحقيقة، والأصل في العلم أنه اذا تطابق النص فيما يذهب اليه من حقائق مع الاحداث التاريخية المدونة او التي يتداولها البشر تصبح بديهية في الوجدان الإنساني وفي الالتزام الديني وفي التحليل العلمي والسياق المنطقي.
وهكذا فإن مسؤولية اليهود عن رحلة الالم والعذاب والإيذاء للنبي عيسى بن مريم ولكل اتباعه لا يمكن أن تخفيها وتلغيها محاولات الإرهاب الفكري والسياسي التي تمارسها حكومات ومنظمات تمالىء اليهود وتعمل وفق توجيه صهيوني وهو ما تقوم به وتنشط لترويجه بعد أن تحدث به وكشفه الرئيس السوري بشار الأسد أمام بابا الفاتيكان فالرئيس بشار لم يختلق وقائع تاريخية ولم يزور التاريخ كما فعل الكثير من دهاقنة الصهاينة الذين صنعوا «دراما مأساوية» لليهود، بل إن الرجل أعاد التذكير بحقائق واحداث تاريخية.. ملتصقة بوجدان وذهن وفكر كل المسلمين والمسيحيين.
ثم إن الرئيس بشار الاسد لم يأت من عنده قول اليهود ووصفهم لأتباعهم بأنهم شعب الله المختار، فالنصوص التوارتية واقوال حاخاماتهم وتصرفاتهم هي التي تروج لهذه الكذبة الكبرى التي كان على دعاة محاربة التمييز العنصري أن ينبهوا لها ويفضحوها ويتصدوا لها بدلاً من أن يوجهوا سموم عدائهم لرجل شجاع واجههم بالحقائق التاريخية المدعمة بالنصوص الدينية.
ثم إذا كان المدافعون عن اليهود ودعاة التسامح الديني يأخذون على الرئيس بشار الأسد كلامه هذا والتذكير بالأحداث التاريخية التي لا تقبل الدحض، فاتجهوا الى التعلق برداء التسامح، فأين هؤلاء من أفعال اليهود المعاصرة التي تجبر الذاكرة على استخراج كل ما فعله أسلافهم من جرائم سودت صفحات التاريخ.. فقتل الأطفال الرضع في فلسطين وتخريب الزرع والحرث وطمر الآبار وهدم المنازل وإبادة شعب وتجويعه، هو تذكير وإعادة لرحلة الألم والعذاب التي ارتكبها اليهود ضد نبي الله عيسى بن مريم وأتباعه، وإصرار اليهود المعاصرين على إيذاء الشعوب واحتلال أراضيها في فلسطين وسوريا ولبنان..إصرار على ارتكاب الآثام وتذكير بأفعال أسلافهم، وعلى الذين يستنكرون صراحة وصدق قول الرئيس السوري، أن يكونوا بمثل شجاعته وينصحوا حلفاءهم اليهود أن يتخلوا عن غطرستهم ويتخلوا عن تعاليهم على البشر ويعودوا إلى جنسهم بالاقتراب من الإنسانية بوقف إيذائهم للإنسان في فلسطين والجولان ولبنان.
* خاص بالأخ أبو محمد:
أشكرك على تعقيبك، وترى أني قد استفدت من تصويبكم.. جزاك الله خيراً.
لمراسلة الكاتب
Jaser@Al-Jazirah.com

أعلـىالصفحةرجوع




















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved