أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 11th May,2001 العدد:10452الطبعةالاولـي الجمعة 17 ,صفر 1422

أفاق اسلامية

رياض الفكر
بيوت الله على الطرق البرية!
سلمان بن محمد العُمري
مملكتنا الحبيبة مملكة الإسلام، وأرض الإسلام، ومهد الإسلام، وكلها وما فيها ومن فيها لخدمة الإسلام والمسلمين، هذه هي إحدى بدهيات الأمور التي أصبح يعرفها القاصي والداني، ولذلك لا عجب إن رأينا المساجد تنتشر في طول البلاد وعرضها، يرتفع فيها ذكر الله عاليا، وتقام فيها الصلوات على الدوام بالشكل الذي يرضي الله، سبحانه.
ولابد أن كل واحد منا قد سافر يوما على أحد خطوط السفر في البر في مملكتنا الحبيبة، والطرقات ولله الحمد قد أصبحت بمنتهى اليسر والسهولة رغم طولها، فهي متسعة ومخدومة بشكل جيد، وتصل مختلف المناطق ببعضها، حتى إن شبكة المواصلات في المملكة قد أصبحت واحدة من أفضل الشبكات على مستوى العالم، ولذلك نجد الطرقات تعج بالمسافرين ليل نهار وبمختلف الاتجاهات، ومن تلك الطرقات طريق الدمام الرياض مكة المكرمة جدة، وطريق الرياض القصيم المدينة المنورة، وطريق الرياض المجمعة حفر الباطن الحدود الشمالية طريق القريات، وطريق تبوك المدينة المنورة مكة المكرمة الجنوب، والطرق الساحلية الغربية والشرقية ، وغيرها كثير، وحديثي بالتأكيد ليس عن الطرقات، وإنما عن أمر آخر، ألا وهو ان المساجد من الضروريات المؤكدة والواجبة في حياتنا، والمسافر يصلي، صحيح أنه يقصر، ويجمع، ولكنه يصلي، وهذا الرابط بين العبد وربه دائم لا انقطاع فيه، فانقطاعه يعني الكفر والعياذ بالله .
الاستراحات تنتشر على جوانب كل الطرقات، ومع ملاحظتنا الكثيرة حولها وحول خدماتها وطرق عملها ونظافتها وجمالها وغير ذلك من الأمور الحضارية التي يهمنا أمرها أمام المواطن أو الضيوف أو الزوار، وخصوصا في فترات المواسم حيث تكتظ الطرقات السريعة بحجاج بيت الله الحرام والمعتمرين، وتحدث حركة استثنائية في تلك الاستراحات.
الأمر الذي يهمنا بقضية الاستراحات ونعتبره ملحا هو قضية المساجد أو المصليات فيها، فرغم توفر تلك المساجد فإنها وللأسف الشديد بحالة يرثى لها من كل النواحي العملية والشكلية، فالنظافة معدومة، والأتربة في كل الأنحاء، والأثاث قديم متهالك، ودورات المياه ليس لها من الدورات غير الاسم، وغالبا ما تكون المياه غير متوفرة فيها، وغير ذلك كثيرمن الأمور التي لا بد أن يكون كل منا شاهدها بأم عينه خلال سفره، وهنا أستطيع التعميم على معظم تلك المساجد أو المصليات، أيجوز ذلك؟ أهذا هو الواجب إزاء بيوت الله لا وألف لا.
إن ما نراه من حال تلك المساجد ليجعلنا بحالة ذهول وصدمة، فديارنا هي ديار الإسلام، وهي حامية الإسلام، وكل ما فيها مسخر لخدمة الإسلام، والمساجد هي من المكانة العالية في الإسلام، والتي لا يصل إليها مكان آخر، إنك تدخل الى مكان العبادة، فتراه بحالة لم يكن ليكون عليها لولا الإهمال، والإهمال بشكل مؤكد.
وبالطبع حينما تذكر المساجد وأحوالها يتبادر الى الذهن أن المسؤول عنها هي وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، بصفتها المعنية بكل ماله صلة ببيوت الله في المملكة، وخاصة داخل المدن، أما على الطرق فالمعني بها وزارة الشؤون البلدية والقروية، وذلك بموجب قرار وزاري رقمه 48646/4/وف وتاريخ 10/11/1420ه يتضمن الموافقة على لائحة محطات الوقود والغسيل والتشحيم ففي البند 37 ينص على : )إلزام أصحاب محطات الوقود ومراكز الخدمات على الطرق الطويلة والسريعة بالعناية بالمساجد الملحقة بها وتزويدها بالفرش والمياه اللازمة بصفة مستمرة مع تكليف أناس من العاملين في تلك المحطات ليكونوا مسؤولين عن نظافة المسجد والأذان فيه وإمام راتب للمصلين(.
وقد أحسنت وزارة الشؤون البلدية والقروية حين ألزمت أصحاب محطات الوقود، ومراكز الخدمات على الطرق السريعة بالعناية بالمساجد الملحقة بها، وتزويدها بالفرش والمياه اللازمة بصفة مستمرة، وتكليف أشخاص من العاملين بها ليكونوا مسؤولين عن نظافة المساجد، والأذان وإمامة المصلين.. وأكد معالي وزير الشؤون البلدية والقروية الدكتور محمد بن إبراهيم الجار الله على كافة الأمانات والبلديات في أنحاء المملكة ضرورة القيام بجولات تفتيشية على جميع محطات الوقود على الطرق السريعة، للتأكد من تطبيق ذلك، وإصلاح وضعها في حالة عدم التطبيق، وعدم السماح بتزويدها بالوقود إلا بعد تصحيح كافة الملاحظات.
وقد شدد معالي الدكتور الجار الله كما طالعتنا الصحف مؤخرا على الرقابة المستمرة على محطات الوقود، والخدمات الملحقة بها، لضمان تهيئة المساجد بما يتوافق ومكانتها وأهمية العناية والاهتمام بها في جميع النواحي.
إننا وكل مسلم في بلادنا يأمل من البلديات المباشرة في الميدان بصفتها المعنية بذلك العناية بهذه القضية ومتابعتها، والوصول بالتعاون مع الجهات الأخرى للحلول الأفضل بما يخدم دين الله، وشرع الله في أرض الله. والله المستعان.
alomari1420@yahoo.com

أعلـىالصفحةرجوع














[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved