أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 13th May,2001 العدد:10454الطبعةالاولـي الأحد 19 ,صفر 1422

مقـالات

شمس العصافير
ثقوبٌ في القلب
ناهد باشطح
* قبس...
«القلب هو رئيس الجسم، لا تسىء إليه» - حكمة يابانية -
********
من أصعب وأجمل أنواع البناء أن تبني علاقة مع الآخر.. هناك نوع من التنظيم الداخلي والنسق المميز لشخصيتك والذي قد لا يتناسب مع الاخر أو قد يتناسب في وقت معين دون وقت آخر.
في )مسمار في السياج( وهي إحدى القصص الجميلة عن العلاقات الانسانية، توضيح لأثر الجرح في العلاقة حيث تحكي القصة عن ولد عصبي لا يستطيع التحكم في انفعاله حين يغضب فما كان من والده الا أن أحضر له كيسا مملوءا بالمسامير وطلب منه ان يدق مسمارا في سياج حديقة المنزل الخشبية كلما غضب وانفعل. استجاب الابن لطلب والده وكانت حصيلة اليوم الاول أنه دق 37 مسمارا بيد أن العملية لم تكن سهلة وكان المسمار بصعوبة يخترق السياج فبدأ الابن في التحكم في عصبيته لتقل نوبات غضبه وبالتالي يقلُّ دق المسامير.
فرح الوالد بتطور ابنه وأخبره بأن عليه كلما مرَّ يوم دون غضب ان يستخرج مسمارا من السياج الذي امتلأ بالمسامير. واستجاب الابن لذلك وبدأ في التنفيذ وبعد آخر مسمار نزعه ذهب ليُفرِح والده الذي قال له: «يا بني، إنك صنعت حسنا ولكن انظر الآن إلى كل الثقوب في السياج.. هذا السياج لن يكون كما كان أبداً...يا بُني، عندما تقول أشياء في حالة غضب فإنها تترك آثاراً مثل هذه الثقوب في نفوس الآخرين تستطيع ان تطعن الانسان وتخرج السكينة ولكن لا يهم كم مرة تقول أنا آسف، لأن الجرح سيظل هناك».
إن العلاقات الانسانية ليست سهلة في بنائها أو هدمها، والغضب أو الانفعال غالباً ما يدمر اجمل العلاقات وربما كان مسؤولاً عن جروح عدة لا تبرأ.
حكمة الأب في القصة تتضح في احترام الانسان، فأن تجرح ثم تستسهل الاعتذار وإن كان صعباً لا يعني أنك أزلت أثر المسمار من السياج الخشبي.
الجرح يظل جرحا وإن عفوت وإن سامحت، فإن قلوب الناس كالزجاج لا ينفع معها التجبير إن كسرت أو شرخت.
ربما تكون مشكلتنا أننا لا نعلم اطفالنا قيمة العلاقات وبنائها وتفخر بعض الامهات بأنها تنصح ابناءها والاولاد خاصة بتوجيهها لهم ان يضربوا من ضربهم، فتعلمهم السلوك الخاطىء للدفاع عن النفس او الاتجاه المغاير الذي تنهجه بعض الأمهات في توجيهها لأبنائها وخصوصاً البنات بألا تردي على من ضربك، لأن هذا سلوك غير حضاري لكن البنت تتعلم حينها ان تقبل الاهانة ولا تحترم ذاتها.
أبناؤنا يتعرفون الى العالم من خلالنا في سنواتهم الاولى وعلينا ان نعطيهم بأمانة ما يفيدهم في مستقبلهم ولذلك تبدأ جهودنا معهم من توجيههم الى السلوك الصحيح في التعامل مع الاصدقاء والاقرباء الصغار وبناء بنود الصداقة وكيفية احترام الذات والدفاع عنها دون تعد على الآخرين حتى لا يستسهل اطفالنا دق المسامير ونزعها من قلوب الناس من حولهم.
** ملحوظة: ليس لمقالة الخميس )الاخلاق الرياضية( علاقة من قريب أو بعيد بكرة القدم نظراً لأمّيتي بالاحداث الرياضية.
nahed@nahed.com

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved