أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 13th May,2001 العدد:10454الطبعةالاولـي الأحد 19 ,صفر 1422

القرية الالكترونية

حديث الشبكة
السوق العربية الإلكترونية
خالد أبا الحسن
حين يرغب المرء في اقتناء أي بضاعة من الإنترنت، فإن قراره يمر بعدة محطات أولها السعر،
لكن حديث اليوم لن يتناول هذا الجانب، وإنما سأتحدث هنا عن المحطات الأخرى في اتخاذ قرار الشراء من الإنترنت لأنه سبق لي الحديث في مسألة أسعار بضائع الإنترنت في حديث سابق )المشورة قبل الشراء(،
وليكون الحديث أكثر مواءمة للقارئ الكريم، فإنني سأفترض أن المشتري يقيم في إحدى مدن المملكة،
ولأن مراكز البيع على الإنترنت تأتي من دول أجنبية، وبالذات من الولايات المتحدة، فإنه ينبغي أن يكون ذلك حاضرا في ذهن المشتري وهو ما أظنه مسلما به لدى مستخدمي الإنترنت لدينا، إذن، فالعملية ستتضمن أسعارا خاصة بالشحن، وربما شيئا من الكلفة الجمركية،
ورغم وجود مجال لإعادةالبضائع المبيعة في حال عدم رضى المشتري، إلا أن أسعار الشحن وتكاليف الجمرك لا يتم استرجاعها لدى إعادة البضاعة للبائع، وهي أسعار لايمكن إهمالها لارتفاع تكاليف الشحن،
ولعلي أتناول مسألة الشحن من جانب آخر، فقد قمت بطلب بعض المقتنيات من الإنترنت وواجهت مشكلات كبيرة لكي أحصل على ما اشتريت بسبب إشكالات الشحن،
ورغم توفرمكاتب لشركات شحن أجنبية في المملكة، إلا أن الكثير يرغبون في استخدام خدمات الشحن البريدي، لكنهم يصطدمون بجدار الحقيقة: هل يمكن الاعتماد على البريد؟ تجربتي مع البريد غير سعيدة، وقد دفعتني إلى البحث عن بدائل، بل وصرفتني عن التبضع من الإنترنت أصلا بسبب مشكلة الشحن البريدي بالذات،
لن يكتب للراغبين في التبضع من الإنترنت النجاح في الحصول على ما يريدون ما دامت العملية ركيكة وضعيفة الاعتمادية إلى هذا الحد، ولن تصبح الإنترنت بميزاتها الرائعة سوقا مفضلة لدى المستخدم السعودي ما لم ير اليسر والاعتمادية والموثوقية متحققة في تجارة الإنترنت،
أقول هذا رغم ما لدي من آمال عريضة في أن يأتي اليوم الذي نقتني فيه كتبنا وأجهزتنا وكافة مقتنياتنا من محلات سعودية تتخذ من الإنترنت منفذا لتسويق منتجاتها،
ولأن هذا لم يحدث بعد، فإنني أتمنى أن يبدأ القطاع الخاص في دراسة هذا الأمر وتحويله إلى واقع ملموس،
ينتابني شعور بالخوف من أن يأتي يوم يتجه فيه أبناؤنا إلى موقع مثل برايسلاين لاقتناء تذاكر السفر بدلا من شراء التذاكر من موقع الخطوط السعودية،
كماأخشى أن يأتي يوم يلجأ فيه المثقف السعودي إلى مكتبات مثل أمازون لطلب مايحتاجه من كتب التراث العربية، وهو أمر يسوؤني كثيرا أن أتنبأ بحدوثه مستقبلالأن بوادر منع ذلك لا تلوح في الأفق، وبالنظر إلى حال التجارة الإلكترونية العربية، لا يبدو أن خطة شاملة تتجه لتغطية هذه الحاجة المقبلة التي سيفرضها الواقع الاتصالي الجديد والذي جعل من الإنترنت سوقا رائجة لكل ما يحتاجه المرء،
إن زحف السوق العربية نحو استثمار الإنترنت كمنفذ لمبيعاتها يقابله قطار سريع جدا يأتي من الغرب ليقدم البضاعة العربية مدموغة ببطاقة سعر بالدولارالأمريكي ومغلفة بورق أجنبي، ولن يوقف هذا الزحف إلا منافس يدرك حجم السوق ويعاملها بما هي أهله، فمتى نرى ذلك؟ آمل أن لا يطول بنا المقام،
khalid@addilam، com

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved