أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 13th May,2001 العدد:10454الطبعةالاولـي الأحد 19 ,صفر 1422

عزيزتـي الجزيرة

في يوم حصاد المسرح المدرسي..
قاعة مسرح المدرسة شبه مكتظة بالحضور.. من طلاب وبعض أولياء الأمور الذين عرفوا ما لمثل ذلك الحضور من الأثر الطيب على روح ومعنوية أبنائهم .. بعض المدرسين الذين لم يستغلوا انشغال الجميع في المسرح - وزوغوا - كانوا هناك.. الجميع كانوا مدعوين لمشاهدة العرض المسرحي الذي يقدمه الطلاب سنوياً.. الطلاب رغم صغر سنهم يتعاقبون الإمساك بالميكرفون بكل ثقة وهدوء.. لا تملك وأنت الذي مثلي ربما لم تشاهد الميكرفون الا في بيوت الله؟! إلا أن تقف لهم إعجاباً وتقديراً كان ضمن فقرات الحفل فقرات صامتة قدمها من أولها إلى آخرها بعض أبنائنا الصم وكانت من الجمال أن صفق لها كل الحضور طويلاً.. إلا شخصاً واحداً لم يتكرّم ولم يتلطّف بضرب يد بيد مصفقاً..
ولم تغادر شفته العليا شفته السفلى مبتسماً ليس لما قدمه أبناؤنا الصم فحسب! بل استمر ذلك الصمت الذي ربما بلغ حد الحزن حتى بدأ لي وكأن الرجل حضر مرغماً! سألت أحد المعلمين عن ذلك الرجل الصامت فصدمتني الإجابة عندما علمت بأنهُ مندوب إدارة التعليم للمسرح! هنا التمست للرجل عذراً فقلت لنفسي لعله يعد العدة للصعود للمسرح لشكر أولئك الطلبة على جهدهم المشهود وبالأخص الصم منهم.. لكن ذلك لم يحدث.. وخرج الرجل مسرعاً.. أحسست برغبة سؤال الرجل عن سر صمته غير المبرر من وجهة نظري الشخصية ربما لأنني لم أشاهد في حياتي إنساناً يحضر مسرحية - أي مسرحية - فقط للصمت!! حقيقة صدمتني إجابته أكثر عندما قال انه لن يضحك وانه مخرج مسرحي كبير! هنا أيقنت أن مثل تلك المسرحيات التي قدمها أبناؤنا - الصم منهم وغير الصم - أقل من أن تصنع ابتسامة على شفتي ذلك المخرج المسرحي الكبير!
أخيراً .. لعل الأخوة في إدارة تعليم حائل يبعثون مستقبلاً للمسارح المدرسية من لا تعوزهم الابتسامة وهم بحمد الله كثر. والله من وراء القصد.
سعود محمد السعدي

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved