أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Monday 14th May,2001 العدد:10455الطبعةالاولـي الأثنين 20 ,صفر 1422

مقـالات

ود.. وورد
عن إنسانيتك؟!
منال الرويشد
بعيدا.. خلف سحب الواقع.. وخلف مدن الضجيج.. تتوارى تفاصيل أقصوصة استماتت أحداثها على مسرح الحياة هروبا من فشل التجربة.. وتشتت الفقاعات .. وبقي الحلم المؤلم النابض يتوهم ميلاد فجر جديد..
ثمة شيء يجعلنا نبحر في عالم الرتابة تجدف بنا الأسئلة.. نتأمل تلك الخصوصية للإنسان الحائر في قطع المسافات الحقيقية في حياته.. نجد الإجابات مبهمة.. وحاجتنا إلى تغير ما لدينا تجعلنا نلفظ الرتابة ونحاول السفر والتحليق في فضاءات المغامرة الجريئة في عالم الأحاسيس نعود لذلك الانسان نتأمل توهمه في اختراق اللامعقول.. وتخطي الآلام فهو يضحك وبداخله.. صرخات احتجاج.. وبكاء انكسارات هزيمة وضياع حيلة وألم يجتر ماضيه فيحاول أن يكون غاية في الخصوصية.. وحيدا بعيدا منعزلا عن العالم مستقلا بذاته منفردا بشخصه إنه الانسان الأقوى ظاهريا والضعيف المتهالك داخليا يتساءل عن ألق الربيع المتبقي في ذاكرة الأشياء القديمة.. مسافات تمتد.. يستنزف فيها الانسان أفراحه وأحاسيسه ومشاعره يتوهج تارة ثم تتلاشى في داخله تلك الأماني الغائبة فيتأمل بعمق أجنحة السعادة المحلقة في سمائه المغادرة المهاجرة الراحلة نحو مدن بعيدة يجهل معالمها فيستهلك بداياته في نهاياته.. يضنيه شوق مرير.. وألم عميق يشل أركان واقعه فيجد نفسه إزاء مواجهة غير عادلة تتأرجح دوافعه بين الرؤى ونتائج التجربة فيقف عند نقطة الاختيار يتحسس الصدق والإنسانية في مختلف المواقف التي يتعرض لها.. تشده تلك المسافات الثائرة في تاريخه.. يبحث عن آفاق لهويته التي تجعله معطاء في ميدان الحياة!! تظل الظروف والاحتمالات تلاحقه.. يهرب.. ويهرب.. ولكن هناك إصراراً بداخله على الأمان يجعل ما لديه كالشطئان والأمواج والمراكب الشراعية والأماني لديه مبحرة في عالم الخوف بمجدافي الفضول والمجهول معا!!انه الانسان.. منبع العاطفة.. ومصدر الحنان.. ملامح الحياة في صراع بين سعادة وشقاء فرح وترح تجعله ذات خصوصية في كل المواقف التي يتعرض لها.. تشكله تحوله من شيء إلى شيء تقض فيه سكون العاطفة.. وهدوء المحاولة.. وبساطة التفكير!!
تحوله من شيء إلى شيء .. من أسفل الى اعلى أو العكس..
انه الانسان العابر في فضاءات الوجود.. المحلق .. في سماء التجارب.. المجدف في بحر الظروف.. الراصد والشاهد على تاريخه!!
إليك:
أيها الانسان.. المتأهب للاستيقاظ.. بحثا عن مسافات أخرى .. تقطعها تحديا لانكسارات وتناقضات اسلوب حياتك..!
اليك رسالة صدق وانسانية.. تجمع فيها شتات نفسك وصراعك مع الايدلوجية التي وجدت نفسك بها.. ومدى الثقافات التي تعرضت فكن اداة لارتفاع مستوى مجتمعك بدلاً من ان تكون ثقلاً على كاهله!!

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved