أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Monday 14th May,2001 العدد:10455الطبعةالاولـي الأثنين 20 ,صفر 1422

المجتمـع

د. آمال بو حليقة استشارية العيون:
فحص النظر في محلات النظارات عواقبه وخيمة
* لقاء - ظافر الدوسري:
لقد انتشرت عبارة شائعة )فحص نظر مجانا( على واجهة محلات النظارات واخذ الكثيرون يتساءلون عن مدى صحة هذا الكشف وبالذات بعد ان وقع بعضهم في أخطاء كادت تودي بأبصارهم.
كذلك انتشرت ظاهرة شراء البعض لنظارات وعدسات من بلاد اخرى بسعر ارخص والتي اكتشف ان 50% من المراجعين اتوا بنظارات فيها اخطاء وغير مطابقة للوصفة التي صرفت لهم.
فهل كل العاملين في محلات النظارات لديهم الخبرة الكافية لاكتشاف هذه الأسباب مبكرا وتحويل المراجعين الى الاطباء المختصين في هذا المجال وليس فقط وضع نظارة طبية مذهبة ومسكنة والسهو عما بداخل العين من علل اذ ليس كل حالة ضعف نظر تعني احتياج الشخص لنظارة طبية والتهافت على محلات الكشف وبدون اي اشراف طبي بل هناك اسباب كثيرة لهذا الضعف واكتشافها هو دائما الأهم للمريض لأن اخطاء الانكسار في العين كما اوضحه الاطباء )قصر النظر - طول النظر - الاستجماتيزم( قد تكون من اهم الاسباب التي تؤدي الى الفشل الوظيفي خصوصا عند الاطفال مما يصعب علاجه ولكن يجب الا ننسى ان هناك اسبابا اخرى قد تكون اكثر خطورة مثل امراض الشبكية والعصب البصري وحالات المياه البيضاء وامراض القرنية.
د. آمال بوحليقة استشارية ورئيسة قسم العيون بمستشفى الجبيل العام تفضلت مشكورة بمناقشة هذا الموضوع والنقاط التي طرحناها عليها حيث تناولت في البداية اسباب ضعف البصر قائلة:
لاشك ان اسباب ضعف البصر متعددة فمن مشاكل خلقية في العين الى مشاكل مكتسبة ومن مشاكل في شبكية العين مثل ارتشاح الشبكية بسبب السكري مثلا الى عتامة القرنية واسبابها المتعددة مرورا بعتامة العدسة او ما يسمى بالساد او الماء الابيض وكذلك ارتفاع ضغط العين او ما يسمى بالجلوكوما او الماء الازرق الذي يؤدي في مراحله المتأخرة الى تلف في العصب البصري وغير ذلك من اسباب مختلفة كثيرة ليس في الامكان حصرها الآن حتى ان بعضها ليس له علاقة بالعين نفسها مثل تلف مركز الابصار في المخ الا انه من اكثر اسباب ضعف البصر شيوعا هي العيوب الانكسارية للعين والتي تحتاج الى النظارة او العدسة اللاصقة لاصلاحها.
ثم ولكي نتمكن من فهم المقصود بمصطلح العيوب الانكسارية في العين يجب ان نعلم بأن الله عز وجل قد خلق في اعيننا ما يسمى بالقرنية وهي جزء شفاف يمثل السدس الامامي من الغلاف الخارجي لمقلة العين والذي يمكن تشبيهه بغطاء الساعة الشفاف الذي يمكننا من خلاله رؤية ميناء وعقارب الساعة كذلك من خلال القرنية يمكننا رؤية القزحية وهي الجزء الملون للعين كما يمكننا رؤية حدقة العين.
والمهم في القرنية انها الجزء الذي يشارك بالنصيب الاكبر من القوة الانكسارية فهي تعطي ما يقارب من 42 ديوبتر من القوة للعين في حين ان عدسة العين تشارك بما يقارب من 22 ديوبتر فقط لنتمكن من ضبط صورة الشيء الذي ننظر اليه لتقع تماما على الشبكية عبارة عن غشاء رقيق ببطن مقلة العين من الداخل ويتكون من خلايا عصبية تنقل الاشارات الضوئية الى المخ عن طريق العصب البصري ولكي نرى الجسم الذي ننظر اليه بوضوح يجب ان تقع الاشعة القادمة من الجسم المنظور )بعد انكسارها وتركيزها بواسطة القرنية وعدسة العين( على الشبكية تماما.
ثم تتناول طريقة علاج العيوب الانكسارية وتقول بهذا الخصوص من المفترض ان الشخص الذي يعاني من احد العيوب الانكسارية للعين يتم فحصه من قبل اخصائي البصريات وطبيب العيون اللذين احيانا يستعينان بجهاز فحص القوة الانكسارية باستخدام الكمبيوتر او ما يسمى )بفحص البصر بالكمبيوتر( والذي يعطي قراءة تقريبية وليست دقيقة تماما لكنها تعتمد على مدى تعاون المراجع وعدم تحريك عينيه اثناء الفحص وبعد الحصول على القراءة يجب على الفاحص التأكد من دقة هذه القراءة باجراءات عدة مثل تجربة العدسات المختلفة المقاربة لهذه القراءة او حتى اللجوء الى جهاز منظار الشبكية قبل تجربة العدسات المختلفة ولذا فان اعطاء النظارة او العدسة اللاصقة بناء فقط على قراءة جهاز فحص القوة الانكسارية للعين بالكمبيوتر قد يؤدي الى حدوث اخطاء وبالنسبة للبالغين قد لا تكون خطرة حيث ان الشخص غالبا ما سوف يعاني من صداع في الرأس واجهاد في العين وقد لا يحتمل لبس النظارة وغالبا ما يقرر تركها كليا او قد يراجع محل النظارات لابدالها ولكن التأثير الاكبر يحدث للاطفال وخصوصا اذا كانت اعمارهم تحت سبع سنوات ثم يتحدون عمر السابعة بدون اصلاح القوة الانكسارية لديهم بالشكل الصحيح فقد يؤدي ذلك الى حدوث كسر في العين او ما يسمى بالفشل الوظيفي وفي هذه الحالة يحدث ضعف في النظر دائم من الصعب جدا اصلاحه فيما بعد فالدقة في الاطفال مهمة جدا ونحن في مستشفى الجبيل العام وحرصا على تجنب مثل هذه الاخطاء قد وضعنا قانونا بالقسم منذ البداية بأن يعطى كل مريض يحتاج الى نظارة موعداً آخر يتم فيه فحص نظارته ومدى مطابقتها للوصفة المعطاة وللأسف قد وجدنا ان نسبة تصل الى 50% من المراجعين وخصوصا اولئك الذين يحصلون على نظارتهم الطبية من خارج المملكة مثل الهند وباكستان فنصف هؤلاء المراجعين يأتون بنظارات فيها اخطاء اما بعدم مطابقة المسافة بين المركز البؤري للعدستين مع المسافة بين حدقة العين او اخطاء في اتجاه المحور للعدسات الاسطوانية او حتى تثبيت وصفة العين اليمنى لليسرى ووصفة العين اليسرى لليمنى فننصح المستشفيات الاخرى بأخذ الاجراء نفسه لضمان نظارات دقيقة لمرضاهم.
وفي النهاية احب ان اطمئن المراجعين بأنه ولله الحمد يوجد في مملكتنا الحبيبة مراكز البصريات التي يعمل فيها اخصائيون على قدر كبير من الجدارة والخبرة بحيث انهم ليس فقط يقومون باجراء الفحوصات الدقيقة اللازمة للنظارات الطبية واعطاء العدسات اللاصقة مع الارشادات اللازمة لاستخدامها وتنبيه المرضى للاعراض المحتمل حصولها نتيجة لمشاكل القرنية ولكنهم يقومون ايضا بتحويل المرضى الذين يجدون ان النظارة لم تحسن النظر لديهم او اذا ما وجدوا ان المريض يشتكي من اعراض قد لا يتناسب فيها استخدام العدسة اللاصقة مثل الحساسية الشديدة في الملتحمة والتهاب الجفون وقد حول لنا عدد لا بأس به من المرضى عن طريق محلات النظارات هذا بالاضافة الى ان بعض المراكز المتخصصة ومن غير ذكر اسماء وان كان عددهم قليلاً وهذا متوقع الا ان هذه المراكز تقوم بتعيين طبيب عيون الى جانب اخصائي البصريات وذلك لفحص العين بالكامل مع وصف العدسات اللاصقة المناسبة بعد التأكد من خلو العين من المشاكل التي قد تمنع استخدامها للعدسات.

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved