أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Monday 14th May,2001 العدد:10455الطبعةالاولـي الأثنين 20 ,صفر 1422

محليــات

تحت رعاية الأمير سلمان
د، العنقري افتتح اجتماع الفرع الاقليمي العربي للأرشيف الدولي وندوة الأرشيف العثماني
* الرياض عبد الرحمن المصيبيح سعد العجيبان:
افتتح معالي وزير التعليم العالي نائب رئيس مجلس ادارة دارة الملك عبد العزيز صباح أمس اجتماع الفرع الاقليمي العربي للأرشيف الدولي وندوة الأرشيف العثماني الذي تنظمه دارة الملك عبد العزيز تحت رعاية صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض رئيس مجلس إدارة الدارة خلال الفترة 19 22 صفر 1422ه ،
وبدأ الحفل الخطابي الذي أقيم بقصر الضيافة بمدينة الرياض بآي من الذكر الحكيم ثم ألقى الأمين العام لدارة الملك عبد العزيز الدكتور فهد بن عبد الله السماري كلمة بيّن خلالها ما للوثائق التاريخية من أهمية كبيرة في رصد تفاعلات المجتمعات وتدوين أحداثها التاريخية وانجازاتها الحضارية، مشيرا الى ان المؤسسات العلمية والأرشيفات في أنحاء العالم تقوم ببذل الجهود من أجل الارتقاء بمستوى خدمة الوثائق والمحفوظات وتهيئتها للفائدة العامة وحفظ تراث تلك المجتمعات وذاكرتها الوطنية،
ومضى د، السماري يقول وبالنظر في أوضاع الأرشيفات العربية ومراكز الوثائق نجد أنها ما تزال بحاجة ماسة الى التطوير ومواكبة المستجدات في عالم الأرشفة وحفظ الوثائق والتصنيف والترميم وغيرها، مؤملا ان يركز الفرع الإقليمي العربي على كيفية معالجة تلك الأوضاع وجلب الخبرة والامكانات بالوسائل المناسبة من خلال المجلس الدولي للأرشيف وتنظيم برامج الدعم من القطاعين الحكومي والخاص،
وبين ان الجميع مطالبون بنشر الوعي بأهمية الوثيقة ووسائل المحافظة عليها، وتشخيص أوضاع مراكز الوثائق والأرشيفات في عالمنا العربي من أجل تحسينها وتمكينها من أداء واجباتها بالشكل الملائم،
ودعا السماري الفرع الاقليمي العربي الى تنفيذ استراتيجية شاملة لتحسين اوضاع أرشيفاتنا العربية وامكاناتها اليسيرة جدا، وذلك من خلال تنفيذ برنامج خاص يتولى تحديد الجوانب التي تحتاج الى معالجة وتقديم الاقتراحات المناسبة لوضع الحلول التي تستهدف تلك الأوضاع بشكل مبني على دراسات عملية في هذا الموضوع ، ورغم ان هذه الدعوة ليست جديدة من جهة، وتحقيقها ليس سهلا من جهة أخرى، الا أن الأمل في أن يكون اجتماع الرياض هذا أساسا للبدء في وضع خطة عملية واضحة لهذا البرنامج المهم،
وأضاف د، السماري أن دارة الملك عبد العزيز عندما تأسست في عام 1392ه 1972م خصصت الدولة لها الكثير من الامكانات والدعم المناسب مما ساعدها في تحقيق الكثير من الانجازات في مجال جمع الوثائق وحفظها وصيانتها وتصنيفها حتى أضحت مركزا مهما من مراكز الوثائق والدراسات في عالمنا العربي وذلك بدعم كريم من خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز وسمو ولي عهده الأمين وسمو نائبه الثاني حفظهم الله،
مشيرا الى أن الدارة نفذت في عام 1416ه 1996م مشروعا وطنيا لمسح المصادر الوثائقية وغيرها نتج عنه الكثير من الفوائد التي أسهمت في زيادة موجودات مركز الوثائق بالدارة وفي التعرف على مواطن الوثائق المحلية لدى الأسر والأفراد والمؤسسات العامة والخاصة، وتواصلا مع ذلك الإنجاز سوف تبدأ الدارة المرحلة الثانية لهذا المشروع خلال أشهر لتحقيق أهداف عدة منها مواصلة جمع الوثائق المنتشرة في أنحاء البلاد تصويرا واقتناء وتوثيقا، ونشر الوعي المناسب بأهمية الوثائق التاريخية وقيمتها من خلال برنامج علمي خاص بالتعاون مع مكتبة الكونغرس واتحاد المكتبات العالمي ،
كما تعد الدارة الآن لمشروع كبير يتضمن تصنيف الوثائق آليا ونشر مختارات منها حسب موضوعات محددة لتوسيع دائرة الاستفادة منها، اضافة الى مشروع مركز متخصص في الترميم والمحافظة على التراث وفق الأساليب الفنية الحديثة الذي تعد الدارة له الآن وهو في مرحلته الأخيرة،
بعد ذلك ألقى رئيس الفرع الاقليمي العربي بالنيابة الدكتور محمد صابر عرب كلمة أكد فيها على ضرورة الاهتمام بالمؤسسات العربية المعنية بالوثائق التي تجسد ذاكرة الأمة العربية عبر حقب تاريخية متلاحقة ،
وقال ان الدول العربية ذات تاريخ مشترك تجمعت كل تفاصيله في الذاكرة العربية التي اتهمت بأنها سريعة النسيان مبينا ان الواقع ينفي ذلك الاتهام ، واستدل على ذلك بتسجيل وحفظ الوثائق العربية الخاصة بتاريخ الأمة،
ومضى د، عرب يقول ان الأقطار العربية تشهد طفرة كبيرة في مجال المؤسسات المعنية بالثقافة التي تدرك أهمية الوثائق العربية باعتبارها تمثل التجربة بكل أفراحها وأتراحها وذاكرة حية للأمة العربية،
ومضى د، عرب يقول ان مراجعة الذاكرة وإعادة قراءة التجربة من أهم الدعامات التي تبعث على استشراف المستقبل،
وأشار الى أن العناية بالوثائق العربية قد جاءت متأخرة لأسباب كثيرة وما يقوم به الفرع العربي للمجلس الدولي للأرشيف يعد تعبيرا حقيقيا عما تحظى به المؤسسات الأرشيفية في العالم العربي من عناية كبيرة وإذا كنا نعمل في إطار من التنظيم والتنسيق مع المجلس الدولي للأرشيف إلا أننا مطالبون أولا بالتنسيق والتفاهم والتعاون فيما بيننا لسبب بسيط وهو أن الوثائق المودعة بأي أرشيف عربي هي بمثابة الذاكرة الحقيقية لكل الأمة العربية،
وقال إننا نتطلع الى تبادل المجموعات الوثائقية والى تبادل الخبرات والى التعرف على المجموعات الأرشيفية المودعة بدور الأرشيفات العربية من خلال عمل عربي مشترك أقرب الى الأعمال الموسوعية يعد بمثابة دليل أرشيفي أمام المؤرخ العربي،
كما نتطلع الى أن تلعب الجامعة العربية دورا مهما في هذه القضية المحورية كما نأمل ان تبني الجامعة مشروعا عربيا يعنى بإعداد تشريع قانوني يعمل به في كل الأقطار العربية، كما نأمل ان تتولى الجامعة دعم بعض الأرشيفات العربية التي تجد صعوبة في الحفاظ على تراثها الوثائقي،
وإذا كنا نجتمع في هذه الندوة العربية وفي هذه العاصمة العربية العريقة حول قضية الوثائق العثمانية فإننا نستهدف من هذا اللقاء الوقوف على تاريخ أمتنا من خلال الوثائق العثمانية فأنتم تعلمون اننا كنا جزءا من هذه الامبراطورية المترامية طوال ما يزيد على أربعة قرون ،
ومضى د، عرب يقول أننا لا نجتمع بهدف دراسة التجربة كقضية تاريخية لأن ذلك من مهام المؤرخ وليس الأرشيفي، ونريد تعاونا مشتركا بين الأرشيفات العربية للتعرف على تاريخها من خلال الوثائق العثمانية،
وأضاف ان قدرا من الطموح يضاعف من رغبتنا في أن تكون الجامعة العربية هي مرجعيتنا خصوصا وقد بذلت جهدا عظيما أثناء المعركة التي دارت في المجلس الدولي للأرشيف في محاولة مستميتة من جانب اسرائيل لعقد المؤتمر الدولي القادم للأرشيف في مدينة القدس العربية، وبقدر ما كان التنسيق بين الفرع العربي والجامعة العربية مما أثمر عن فشل المخطط الصهيوني الذي كان يود ان يحظى باعتراف الوثائقيين بجعل القدس العربية عاصمة لدولتهم،
اثر ذلك ألقى معالي وزير التعليم العالي نائب رئيس مجلس إدارة دارة الملك عبد العزيز الدكتور خالد العنقري كلمة قال فيها : على الرغم من أن الاهتمام بالوثائق في وطننا العربي لم يحقق حتى الآن ما نصبو اليه ولم نصل الى ما أنجزته كثير من الدول في هذا المجال، إلا أن لمنطقتنا العربية بحضاراتها القديمة إسهامات عديدة متميزة، حتى إنه يمكن أن نقول دون ما مبالغة إن منطقة الشرق الاوسط هي التي علمت شعوب الدنيا التدوين والتوثيق فالآثار العديدة وما عليها من كتابات والتي لا تخلو منها دولة من دول الوطن العربي كما هي الحال في بلاد ما بين النهرين ومصر والمملكة، حيث نجد الرسوم والكتابات على الجدران وألواح الفخار وكذلك على البردي ومن أشهر وثائق البردي برديه تعرف بإسم «بردية هاريس الكبرى» وطولها 40 مترا، كل هذه الأنماط المتنوعة من الوثائق تشهد لمنطقة الشرق الأوسط بفضل السبق في هذا المجال،
وأضاف معاليه بأن الجزيرة العربية تميزت بنمط فريد من الوثائق المروية، ونقصد بذلك الشعر، الذي عاش متنقلا على الشفاه دون تحريف على مدى قد يصل الى ما يقرب من ألفي عام على أرجح الأقوال، ولقد ظل الشعر بمحتواه أشبه بالوثائق الصوتية للواقع التاريخي والاجتماعي والثقافي، وأكثر المؤرخون من الاعتماد عليه والاستشهاد به حتى أصبح أحد أهم مصادر كتابة التاريخ، وكما قيل فالشعر ديوان العرب، ويعد الشعر الجاهلي من أغنى آداب العالم حيث يوثق بصورة لا نظير لها وفاء الانتماء البيئي والارتباط بالوطن وتسجيل المواضع والمواقع التاريخية،
وأبان معاليه ان الاهتمام بالوثائق أحد المعايير والمؤشرات التي تدل على تقدم الدول وحرصها على التواصل الحضاري بين يومها وأمسها، ولقد تعددت المصطلحات المرادفة لمصطلح الوثائق مثل: الأرشيف، والسجلات، والمحفوظات، والملفات وغيرها ، وهذه المصطلحات وإن اختلفت في صورها إلا أن مدلولها العام متشابه، ولا شك أن الحفاظ على الوثائق التي يشبهها بعض الباحثين بذاكرة الأمة، يعد أمانة علمية وحضارية والاهتمام بالوثائق يعد إحدى ضرورات بناء المستقبل،
ومضى معاليه يقول ان الوثائق تعين الباحث والمفكر والكاتب والصحفي على المعالجة الطيبة للقضايا التي يتناولونها، ونحن نعايش عصراً يوصف أحيانا بعصر الانفجار الوثائقي لكثرة الأعداد الرهيبة من الوثائق، والتي يقدر بعض الباحثين إنتاج العالم منها سنويا بأكثر من عشرة ملايين وثيقة، ولم تتم حتى الآن عمليات لتقدير الإنتاج السنوي الوثائقي في المملكة، لكنه بلا شك لا يقل عن عشرات الآلاف من الوثائق الثقافية والاقتصادية والاجتماعية والسياسية، مما يتطلب من جامعاتنا الاهتمام بتخريج اخصائيين أكفاء في هذا المجال، حيث لا توجد برامج لمثل هؤلاء الأخصائيين اللهم إلا دورات تدريبية، وهذا لا يكفي لإعداد وثائقيين يحسنون الفهرسة والتصنيف والترتيب والترميم،
ورفع معاليه الشكر والتقدير لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز وسمو ولي عهده الأمين الأمير عبد الله بن عبد العزيز وسمو النائب الثاني الأمير سلطان بن عبد العزيز لما يولونه جميعاً من اهتمام ورعاية لعقد مثل هذه الندوات واللقاءات العلمية، والشكر لراعي هذه الندوة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيزعلى اهتمامه ورعايته لأنشطة الدارة،

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved