أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Monday 14th May,2001 العدد:10455الطبعةالاولـي الأثنين 20 ,صفر 1422

عزيزتـي الجزيرة

بهدف إزالة اللبس وسوء الفهم
أيها المعلم الكريم.. ما طرحته غير سليم
سعادة رئيس تحرير جريدة الجزيرة.. وفقه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اطلعت على المقال الذي كتبه الزميل الكريم المعلم غالب بن سليمان الحربي «ثانوية طليطلة» بالرياض بعنوان الاشراف التربوي: موازين غير دقيقة المنشور في الصفحة «8» من العدد ذي الرقم «10417» بتاريخ 12/1/1422ه، ورغبة في ايضاح الحقيقة افيدكم بما يلي:
1يرى الزميل الكريم ان الإشراف التربوي لا يزال يدور في فلك التفتيش وان التغييرات التي تمت فيه إنما هي تغييرات شكلية، وان مدير المدرسة لا يظهر للمشرف التربوي المشكلات التي تقع في مدرسته خوفاً من اتهامه بسوء التصرف، وان اغلب المشرفين التربويين يستمعون لآراء مدير المدرسة فيما يتعلق بالمعلمين، وان المديرين يصنفون المعلمين حسب علاقتهم الشخصية بهم، كما حصر الزميل الكريم اهتمامات المشرف التربوي عند زيارته بالمعلم بثلاثة عناصر هي: دفتر التحضير، والوسيلة التعليمية، ومراعاة الفروق الفردية بين الطلاب، وتساءل عن جدوى درجات التقويم، واقترح بديلاً لها الاكتفاء بالتقدير، وفي ختام مقالته تمنى من وزارة المعارف ان تعيد النظر في كثير من المشرفين غير المناسبين، هذه النقاط التي طرحها الكاتب - حسب فهمي - في مقاله.
وللوهلة الأولى يدرك القارئ الكريم ان الزميل لم يراع الدقة والموضوعية في طرح افكاره، وابتعد بصورة لافتة عن المنهج العلمي في ابداء الرأي، فأطلق التهم جزافاً، وعمم تعميمات غير مقبولة، وسأتناول فيما يلي جميع القضايا التي طرحها الزميل الكريم بالمناقشة مناقشة علمية حرصاً على إزالة اللبس وسوء الفهم فأقول:
عندما اقدمت وزارة المعارف خلال العام 1416ه على تغيير اسم «التوجيه التربوي» الى «الاشراف التربوي» كانت تضع نصب عينيها هدفاً واحداً هو الارتقاء بعمليتي التعليم والتعلم وتحسينهما، والتغيير لم يقتصر على الاسم فقط بل تعداه الى الفكر والممارسة، فاذا كان التوجيه يقوم على احترام شخصية المعلم مع بقاء الكلمة الاخيرة للموجه، فإن الاشراف يحترم شخصية المعلم ويحترم فكره ووجهة نظره في أدائه ويتيح له الدفاع عنهما، والكلمة الأخيرة تكون للحق الذي يتم التوصل اليه عن طريق المناقشة الجادة والمفيدة بين الطرفين، واذا كان التوجيه يرفع جانب الموجه على المعلم فإن الإشراف تجاوز النظرة الاستعلائية وركز على الجانب الفني البحت، اما التفتيش بمعناه المعروف القائم على تصيد الأخطاء فلم يعد له اثر في تنظيمات الوزارة، وقد تم تجاوزه منذ ان تم إنشاء «الادارة العامة للتوجيه التربوي» في العام 1402ه.
وغاية الاشراف التربوي هي مساعدة المعلم على تحسين ادائه لا تسقُط عيوبه وابرازها وجعلها هدفا منشودا، لذلك لم تعد أساليب الإشراف مقصورة على «الزيارة الصفية» وحدها كما كانت أيام التوجيه، بل اصبح الاشراف التربوي يمارس أساليب متعددة ومفيدة في تحقيق اهدافه كالورش التربوية، والقراءات الموجهة، والنشرات، والندوات، واللقاءات الفردية والجماعية، والمداولات الإشرافية.. وغيرها وتستخدم «الزيارة الصفية» وفق توجه الإشراف لتشخيص واقع المعلم، ورصد ايجابياته لتعزيزها، وسلبياته لمعالجتها وفق الاسلوب المناسب، وتعزيزا لهذا التوجه وتحقيقا لأهدافه انشأت الوزارة اثنين واربعين مركزاً تدريبياً موزعة بالتساوي على جميع الإدارات التعليمية ينفذ فيها الإشراف التربوي بالتعاون مع التدريب التربوي برامج تدريبية مختلفة يصممها المشرفون التربويون بناء على احتياجات المعلمين. وبهذا يتبين ان ما طرحه المعلم الكريم غير صحيح على اطلاقه، فالاشراف التربوي اصبح اكثر تنظيماً ودقة، كما انه اصبح يسير وفق أساليب مقننة ومرسومة، ونحن لا ننفي ان تكون هناك بعض الممارسات التوجيهية او التفتيشية في الميدان للأسف الشديد، ولكننا ننفي وبشدة إشاعة عدم تغيير المفهوم بين التوجيه والإشراف، وكذلك اتهام جميع المشرفين التربويين او غالبيتهم بممارسة التوجيه او التفتيش دون تقديم الدليل. وقضية التعميم هذه كما غمطت حق المشرف التربوي في كتابة الزميل الفاضل فقد فعلت الشيء نفسه مع مدير المرسة، فليس كل المديرين او اغلبهم - كما يوحي الكاتب الفاضل - يخفون المشكلات التي تحدث في مدارسهم عن المشرف التربوي، وليس كلهم او اغلبهم يمايزون بين المعلمين بناء على رغبات شخصية والمدير ليس غريباً على عملية التقويم فهو المشرف المقيم وله رأي لا يمكن اغفاله فيها.أما قضية حصر اهتمام المشرف التربوي عند زيارته المعلم بالقضايا الثلاث المذكورة فلو افترضنا - جدلا - ان هذا صحيح فانه يظل محصورا في تصرف فردي، وإلا فإن المشرف معني بكل ما يتعلق في تحسين عمليتي التعليم والتعلم، وبطاقة التقويم تضم الى هذه العناصر عناصر أخرى كثيرة ومهمة، والمشرف التربوي مضطر الى النظر فيها بعين الرعاية والاهتمام.أما ماذكره الزميل الفاضل من عدم جدوى درجات التقويم، واقتراحه الاكتفاء بالتقدير، فلا أرى ما يراه، حيث ان الدرجات توضح الفروق الفردية بصورة ادق من التقدير، كما ان المعلم بحاجة الى تعرف العناصر التي اكتملت درجاتها في ادائه والعناصر التي قلَّت فيه، حتى يكون على بيّنة من أمره.وفي الختام امل ان يكون فيما ذكرته جلاء للحقيقة، وايضاح للأمر، واتوقع ان الزميل كاتب المقال قد كتب ما كتب في لحظة انفعال، وآمل منه وممن يرى رأيه من الزملاء المعلمين الاعزاء ان يحسنوا الظن بمسؤوليهم وقادتهم، وان يثقوا بأن الانظمة والقوانين انما تصاغ لتحقيق المصلحة العامة، وان الاخطاء التي تحدث اخطاء مردها قصور البشر ليس غير، كما احب ان انبه هنا على حقيقة ينبغي ان يعيها المعلمون جميعا، وهي ان الاشراف التربوي إنما اوجد لخدمتهم ومساعدتهم على تجاوز مشكلاتهم الفنية، وتهيئة البيئة المناسبة لهم ليؤدوا رسالتهم على اكمل وجه، وانه نصيرهم الأول والمدافع عن حقوقهم ومكتسباتهم، فإن رأوا في بعض تصرفات المشرفين التربويين ما يثير اشجانهم وحفائظهم فليناقشوهم بالكلمة الطيبة وسيجدونهم بإذن الله مخلصين حريصين على الإصلاح، وليعلموا انهم بشر مثلهم يتأثرون بما يتأثر به غيرهم من ضغوط العمل وغيرها، نسأل الله تعالى ان نكون جميعا هداة مهتدين.والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
د. صالح بن موسى الضبيبان
مدير عام الإشراف التربوي

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved