أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Wednesday 16th May,2001 العدد:10457الطبعةالاولـي الاربعاء 22 ,صفر 1422

مقـالات

مبروك لناهد
نورة حمد الجميح
الزميلة ناهد باشطح سافرت إلى دولة الإمارات العربية المتحدة في رحلة مختلفة، ليست ككل الرحلات، رحلة ليست للترويح عن النفس والتنزه والتسوق والفسحة، رحلة لا تتزامن مع مواسم مهرجانات التسوق وحمى الاستهلاك المادي. رحلة ناهد كانت فسحة للعقل، وتواجداً للفكر، وحضوراً للمعرفة الانسانية الخليجية والسعودية بشكل خاص والنسائية بشكل شديد الخصوصية تواجد ناهد ومشاركتها في محفل ثقافي له معنى ودلالة خاصة متميزة. فإذا كان الانطباع العام السائد ان تواجد الخليجيين وبالذات المرأة الخليجية هو تواجد مكثف ومحموم في مهرجانات التسوق ومراكز التبضع والاستهلاك وهدر الوقت والمال،
فان هذا الحضور والمبادرة والمشاركة الايجابية من ناهد وزملائها وزميلاتها الادباء والصحفيين يعلن بما لايدعو مجالاً إلى الشك ان الانسانة الخليجي والمرأة الخليجية على وجه الخصوص لم تعد تلك الانسانة البدائية التفكير المترفة العيش! بل ان المرأة الخليجية تجاوزت مرحلة هشاشة الفكر وبدائيته وتسطحه، واصبح لديها احتفاء واهتمامات أعمق وأشمل وأوسع أفقاً.
ان مجرد اهتمام ومشاركة وتواجد ناهد وزملائها وزميلاتها في محفل ثقافي كهذا هو في الحقيقة مدعاة للفخر والاعتزاز. وان كنا بسذاجة في الماضي نفخر بقوتنا الشرائية الاستهلاكية في اسواق العالم فقد آن الاوان لنخرج من هذه البوتقة المادية التي وصمنا بها طويلاً. حان الوقت في قرن العلم والمعرفة والمعلومات ان نقول ان لنا وجوداً، وأن لعقلنا وفكرنا وجوداً.
وإن كان العالم المتحضر اليوم يحب (جيوبنا)، دعك منه، فإنه لايحترمنا ولايقدرنا، لانه لايحترم ولايقدر الجيوب بل العقول، نحن في الحقيقة لانحتاج الى محبته، نحن في حاجة لتقديره، واحترامه، وبالتالي نحن بحاجة لتهذيب وتنمية وصقل عقولنا، وبهذه الاستراتيجية، استراتيجية العصر، ننتزع احترامه وتثمينهم وتقديرهم لوجودنا الانساني من خلال وجودنا الفكري والثقافي.
صحيح ان الجائزة، جائزة الصحافة المكتوبة والمرئية، هي جائزة عربية، والمسابقة عربية وعلى أرض عربية، ولكن الحدث في حد ذاته هو احتفاء ثقافي ونشاط فكري يثير الركود ويشد الترهل في المناخ العقلي العربي، وهو وان كان حدثاً عربياً محلياً إلا ان كل عالمية تبدأ بمحليات.
على العموم فإن مشاركة العنصر النسائي الادبي والصحفي السعودي في مسابقة متخصصة على هذا النحو هو في حد ذاته مفخرة وقيمة معنوية لايستهان بها. ما أجمل اليوم عن الأمس، أصبحت المرأة السعودية تسافر آلاف الأميال،
لالتشتري وتقتني أحدث فستان وحقيبة وسواراً، بل لتنتزع وتقتني بجدارة وسام الفكر.
سررنا كثيراً بمشاركة ناهد وزميلاتها وتواجدهن وحضورهن الايجابي للمسابقة والانشطة والندوات والفعاليات التي اقميت على مدى أيام، التجربة في حد ذاتها فريدة ومتميزة وثرية ولها دلالاتها ورموزها.
وعادت ناهد من الرحلة، ولكن ليس كأمرأة سعودية تقليدية، بالكثير من الحقائب والمشتريات وآخر الصرعات، عادت تحمل حقيبة يدها والجائزة..
جائزة الصحافة العربية المكتوبة! طموح يتجاوز الحدود ويأبى إلا أن يعود بالجائزة!
عادت ناهد زنبقة فواحة ينبعث أريجها في كل الرياض وكل الوطن. أصفق لناهد بكل حرارة لانها فعلاً نموذج للمرأة السعودية المتميزة بكل عناصرها، (الموهبة والقدرات+ الطموح والكفاح )، ومع ذلك اجتهدت، ولكل مجتهد نصيب، لذلك فهي تستحق الحصاد بجدارة، تستحق الجائزة! هنيئاً لك يا ناهد، ومبارك هذا النجاح والتفوق، وهنيئاً للدار التي احتضنتك ورعتك وتخرجت من مناهلها (جريدة الجزيرة)، وهنيئاً للأستاذ خالد المالك رئيس تحرير هذه الدار فهو مدرسة تخرجت بتوجيهاته وارشاداته أجيال وأجيال. وأولاً وأخيراً.. مبروك وهنيئاً للوطن بك.

أعلـىالصفحةرجوع















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved