أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 18th May,2001 العدد:10459الطبعةالاولـي الجمعة 24 ,صفر 1422

الثقافية

قصة قصيرة
ترنيمة..
بلذة الحنين العبق.. وبروح جمالك.. أحمل أشتاتي ورداً.. وأنسجه إهداء صامتاً
لأقدمه إليك لحناً، بصداك مترنماً.. فقط امنحيه القبول.. قريتي المحبوبة )الخوبة( بجازان
)دُجَيْرة أخرى(
وحدي أصارع الشمس.. أبحث عما يظلل جسدي الكهل من أديمها الساخن..!
تحت ظل )أشواك السلم( المتناثر، اتكاءتي المنحنية تؤكد خلو ظهري المنهك من البقشة المدعى بعبئها الذي أعياني وأهابهم!
أشتق طريقاً لعيني )غير المفقوءة( كي ترمق كل من يلتصق بجدار منزله ليتخلصني وينجو من فورتها الحارقة كما ظنوا فتمرضهم وربما قد ترديهم كالجثمان في القبور )لاقدر الله(.
انبثقت من بين فكي قهقهة هزيلة على اثرها اهتز رأسي المتدني بذاكرته الواهنة )القادرة( على رواية ما احدثته بصغري: قربتي التي اقتضبتها بين يدي أطرفت عيني ببطنها الممتلىء فوقعت و )فُقعت(، لم أبسمل فهذا خطئي، والدتي الثائرة أحاكتني بلفظتها النتنة )العجوز العائنة(، لايهمني تهكم والدتي إلا أن سخرية فتيات قريتي تغلبني، كان أحب ما لديهن التقاط العيوب والحفاظ عليها أكثر حالما أخالفهن الرأي أو أعبث بلعبهن.. ذاك الزمان ألاكني فلفظني شمطاء كما لا أحب!
جاري الشيخ )الدعث( يطالعني بمنأى عني، نفسي تدنئه..! هاهو يعاود طريقه موليا اتجاه منزله، أحسسته ينزوي ليقترب ليس كعادته يقتربني فهو يروعني كخياله..
ملاعبة عينيه لجسدي توحي بأن قولاً بلسانه كان أشبه به.. على صخرة هرمة بجواره ارتطم وكأنه يشاء أن يرتكز على قمتها المحدبة.. حتما سيؤول للسقوط ان استمر واقفاً.. غمضاتي المتلاشية حوله، حسبته سيقضي وقتاً ليس بطويل ويمضي مسايراً صمته كما اعتاد..!
بزفرة شديدة ارفقها بسخرية عاتيه.. أحقاً تدعين بذي العجوز العائنة؟! أظنها الأجدر عليك كركرة تهكميه أعقبت قوله لا تغضبي فقط أمزح!
تشرب وهي بحرارة الغيظ: سكت ألفا ونطق خلفا أحسن حل لي أتشاغل بما يشغلني عنه.
بسواكي المقضوم بين أسناني أتتبع مسير النمل الملتصق بساقي، ارتعاشة شيخوختي لاترعبه، خلتني أعقد شراكاً معه ليقتصني من ذاك المعيب الشائب ويقرص ما بقي من جلده المتجاعد..
بصوته الغليظ بعثر انشغالي ليأني لصمته الدهري ان يعصف ويحكي ما ألجمه بنفسه: ريمية شبابها تلك الفتاة الخالدة بذاكرتي عيناها كالغابتين المرتويتين لا تنقضي من أمامي إلى حيني ذا..
تزوجت..! زوجتي لا تشابهها سوى تعلقها بي.
هي قالت قبل وفاتها: أبواك لايرفضان لك طلبا..
تلعثمي يحيرها دوماً فتغضب..!
أتوارى عنها.. وأصرخ صمتاً: فتاتي الريمية لا ترى وجودا لمن يستحقها. أحسستني أبشع عندما أروي مدى غرورها.
صمت الشيخ متأوهاً فواصل حديثه بنبرة متعرجة قيل لي إنها قبل عامين في الستين من عمرها قد قصدتها شوكة السلم لتخز آخر غير يديها ففقأت إحدى عينيها المرتوية لتظل بعين واحدة اربكني هذا الخبر لكنها لم تعد تعنيني ولاتؤثر فيّ كسابق إلا أنه في وقتي الراهن يضحكني ما تسطره ألسنة أهالي الحي عنها..
آكلة البشر تنهش لحم الأطفال ما دون الثانيةعشرة ان لقفتهم بعد دنو الليل.. أما عن الكبار فهي المرأة الحسناء ان اقترب منها امتصته فهو كالجثة الهامدة..!
ربما أنها الآن تتحسر غيظاً على ما أحدثته شوكة السلم بعينها.. عبثاً أصبح يجدد في كل يوم ما يعيبها ويضاف لها ماينقصها!
آخر ما حظيت بسماعه أذني ما تدسه وسط كمها! ربما تحمل يدا مجذومة!!
) مازلت أتقصى خبر جذمها(!
اقتطعت حديث الشيخ السمج، لربما بلاء عم بعقله فخرف ما بقي منه.. سأطلق العنان لعل ساقي يقضي عليه عله لن ينهض بعدها.. وانتشل من أمامه شرط ألا يشعر )ولو بتهشم سواكي( كي لا يحكي عيباً آخر عن )دجيرة أخرى( لا تشابهني فترهبني..!!
فاطمة السلامي

أعلـىالصفحةرجوع
















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved