|
| الاقتصادية
* الجزيرة )خاص( :
* ماذا يعني لكم حصول نادي الصافي لأصدقاء البيئة على جائزة مجلس التعاون الخليجي لأفضل برامج التوعية البيئية للعامي 2000 2001؟
في تقديري أن فوز نادي الصافي لأصدقاء البيئة بهذه الجائزة الخليجية المتميزة ينطوي على معان عديدة، ففيها تكريم لكافة شركات القطاع الخاص في شخصنا وفيها إشادة بدور هذا القطاع في أداء غير ربحية الهدف منها ترقية الفهم الاجتماعي لموضوعات ذات أهمية ضاغطة مثل المحافظة على البيئة خاصة، ومن جهة ثالثة مقابلة، فان الجائزة تحثنا والآخرين على مواصلة البذل والعطاء في كافة الجوانب المتعلقة بالتوعية البيئية، ولعل ما يعطي هذه الجائزة قيمة معنوية اضافية أن نادي الصافي لأصدقاء البيئة هو الأول على مستوى المملكة العربية السعودية الذي تحصل شركته الأم على هذا التشريف والتكريم الخليجي الرفيع.
* ماهي رسالة نادي الصافي لأصدقاء البيئة وماهي الآليات التي تتبعونها في تنفيذ حملات النظافة، بشكل خاص، ولأداء رسالتكم البيئية بصورة أشمل وأهم؟
رسالة نادي الصافي لأصدقاء البيئة تعنى بشكل محوري ورئيسي بنشر الوعي بأهمية نظافة البيئة لدى المواطن والمقيم على حد سواء وبشكل يتجاوز الفوارق التعليمية وفروقات الدخل بل وحتى الجنس والجنسية. قبل القيام بأي حملة نقوم باعداد دراسة لأبعادها وأهدافها ومدى تأثيرها والتأثر المتوقع للحملة. أما عن الدراسات الخاصة عن البيئة فهذه أيضا نوليها اهتمامنا اللانهائي. فمثلا شعيب الطوقي وروضة الخفس التي استهدفتها الحملة الأولى في عام 1998 هي عبارة عن واد يصب في بحيرة جافة مليئة بالأشجار والنباتات البرية وتغذيها مياه السيول والأمطار وهو منطقة جميلة يقصدها الكثير ممن يشدهم جمال الطبيعة. بعد انتهاء حملة النظافة في هذا الموقع وضعنا مخيماً ثابتاً في هذه المنطقة وتم تخصيص مشرف نظافة وعمال نظافة وسيارة دفع رباعي. مهمة هذا الفريق الميداني هي القيام بمتابعة نظافة هذه المنطقة التي تشتمل على ما بين 6080 شجرة ظليلة ويقومون بجمع النفايات على طول شعيب الطوقي والأماكن المجاورة له ويجري وزن أكياس النفايات ومن ثم نقلها إلى الأماكن المخصصة لإتلافها.
كما وضعت براميل للنفايات في المنطقة لاستخدام المتنزهين ولوحات تحمل عبارات توعوية إرشادية للحفاظ على نظافة البيئة في هذه المواقع. ومن خلال هذا المخيم يجري جمع معلومات عن نوعيات التلوث وكمياته وسلوكيات المرتادين فيما يتعلق بالنظافة. هذه المعلومات نقدمها للمسؤولين والباحثين للاستفادة منها في التخطيط لتنفيذ حملات نظافة بيئية أو لفهم ظاهرة التلوث بصفة عامة. الحملات ساهمت في تحسن الوعي بأهمية نظافة البيئة، وقد لمسنا ذلك من خلال تجاوب المواطنين ومشاركاتهم الفعالة فيها، وكذلك اتصالاتهم من شتى مناطق المملكة للتعبير عن مؤازرتهم لهذا العمل الوطني. نادي الصافي لأصدقاء البيئة يقوم بتنفيذ حملات توعوية لنظافة البيئة عبر آليتين رئيسيتين: الأولى، تتمثل في الحملات التي يقوم النادي بتنفيذها كاملة، أما الثانية فتندرج تحت الحملات التي يقوم النادي برعايتها ماديا وإعلاميا وتقوم بتنفيذها جهات أخرى كالمدارس والنوادي االرياضية أو الدوائر الحكومية كالبلديات وإدارات التعليم في المناطق المختلفة.
* هل بالإمكان إعطاؤنا تفصيلا دقيقا عن الحملات التي نفذها نادي الصافي لأصدقاء البيئة بالمملكة منذ تأسيسه؟
حملتنا الأولى كانت في شهر أبريل )نيسان( 1998 أما موقع تنفيذها الميداني فكان في شعيب الطوقي الغربي وروضة الخفس، شمال مدينة الرياض، برعاية صاحب السمو الملكي الأمير سطام بن عبدالعزيز نائب أمير منطقة الرياض. في هذه الحملة جرى تنظيف ما يقارب 27 مليون متر مربع من الأراضي جمع منها حوالي)36( طنا من النفايات، وشارك فيها أكثر من )400( متطوع من المواطنين والمقيمين، تعدت نسبة السعوديين بينهم )90( في المائة. كما شارك في هذه الحملة عدد من موظفي مجموعة الفيصلية بالإضافة إلى حوالي )150( من العمالة مدفوعة الأجر، وتعتبر هذه الحملة هي الأولى من نوعها على مستوى المملكة التي يتبناها ويمولها القطاع الخاص.
أما الحملة الثانية فقد نظمت في متنزه الأمير سلطان بن عبدالعزيز في القرعاء بمنطقة عسير، بحضور الأمير محمد العبدالله الفيصل نيابة عن الأمير خالد الفيصل أمير منطقة عسير، وذلك في شهر أغسطس )آب( عام 1999، وشملت هذه الحملة إضافة لمتنزه الأمير سلطان بن عبدالعزيز ظهرة الحبلة بمنطقة عسير، لتغطي مساحة إجمالية تزيد عن 3 ملايين متر مربع، جمع فيها ما يزيد عن سبعة أطنان من النفايات، بالإضافة إلى كميات من مخلفات المباني. وشارك في تلك الحملة عدد من المتطوعين من مختلف الأعمار والجنسيات، من أساتذة في الجامعات وأطباء ومدرسين وضباط عسكريين وطلبة، كما شارك فيها عدد من لاعبي كرة القدم الدوليين الذين كانوا يشاركون في دورة الصداقة الدولية في أبها، إضافة إلى عدد كبير من موظفي مجموعة الفيصلية. وأقيمت الحملة الثالثة في جازان، وقد انفردت هذه الحملة بخاصية الاستمرارية لمدة أطول خلافاً لغيرها من الحملات التوعوية التي يقيمها النادي، كذلك اقتصار المشاركة فيها على جهات مستأجرة أوكلت لها عمليات التنفيذ الفعلي للحملة بلا متطوعين لكونها مساهمة خاصة من نادي الصافي لدعم الجهود التي تبذلها الجهات الرسمية لمكافحة مرض حمى الوادي المتصدع في جازان. هذه الحملة افتتحها معالي الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز بن معمر وزير الزراعة والمياه السعودي، وبحضور خالد بن تركي بن عطيشان وكيل إمارة منطقة جازان، وعدد من المسؤولين وأعيان المنطقة. وكانت سلطات بلدية جازان قد خصصت ثلاث قرى هي )العميرية( و)الغزوة( و)البخشة( وسلمت لنادي الصافي لأصدقاء البيئة ليتولى جميع عمليات النظافة. هذه العمليات شملت كافة المراحل بما فيها جمع النفايات ونقلها إلى الأماكن المخصصة من قبل البلدية خارج النطاق العمراني، ورش المبيدات وردم المستنقعات والتخلص من الحيوانات النافقة، إضافة إلى التوعية بأهمية نظافة البيئة ونشر الوعي بين المواطنين عن طريق أئمة المساجد ووجهاء تلك القرى والمعلمين والطلبة. العمل التنفيذي في هذه الحملة بدأ في أول يناير )كانون الثاني( 2001 وسينتهي
في 1/5/2001. خلال الشهرين الأولين في جازان تمكنا من جمع حوالي )9250( طنا من المخلفات العالقة بالأتربة وأنقاض المباني، إضافة إلى )4164( طنا من النفايات. هذا خلافا عن رش كميات كبيرة من المبيدات وفتح عدد من الشوارع التي أغلقتها الرمال جراء العوامل الطبيعية. أما الحملة الرابعة التي نفذها نادي الصافي لاصدقاء البيئة فقد كانت في 14/15 مارس )آذار( الماضي تحت رعاية أمير المنطقة الشرقية وافتتحها صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز نائب أمير المنطقة الشرقية. موقع الحملة كان في الجزء الشمالي الغربي من شاطئ نصف القمر على مساحة إجمالية تقدر بحوالي )4،8( ملايين مترمربع. في اليوم الفعلي لانطلاق الحملة)أي 15 مارس( شارك معنا )640( شخصا، منهم حوالي )500( متطوع، و40 من منسوبي مجموعة الفيصلية وشركة أغذية الصافي، و)100( عامل مدفوعي الأجر، وبلغت نسبة السعوديين من المتطوعين في هذه الحملة حوالي)98( في المائة. بنهاية ذلك اليوم تمكنا من جمع ما يزيد عن )4600( كيس النفايات زنة الواحد حوالي خمسة كليو جرامات للكيس الواحد أي ما يعادل )23( طنا من النفايات بالاضافة لأكثر من 3200 متر مكعب )حوالي 4 آلاف طن( من المخلفات وأنقاض المباني التي جرى نقلها بواسطة عدد كبير من المعدات والشاحنات المستأجرة.
* ماهي النشاطات التنويرية الأخرى التي يقوم بها نادي الصافي لأصدقاء البيئة من أجل حث النشء على المحافظة على البيئة؟
برأينا أن نشر الوعي البيئي لدى الناشئة يفوق في أهميته النظافة الميكانيكية التي نقوم بها بمراحل معتبرة بل هو الهدف الأساسي لرسالة النادي والتعريف بها. نباشر هذا الجهد بمشاركة بعض الجهات التعليمية وبالمشاركات التوعوية في المعارض والمؤتمرات والمناسبات البيئية الأخرى. وبحمد الله أعطت هذه الحملات ثمارها وفق ما خططنا له. من هذه المشاركات مسابقة الأمير سلطان بن عبدالعزيز البيئية التي أقامتها إدارة تعليم البنين في منطقة الرياض لتنظيف شعيب حريملاء في 20 نوفمبر ) تشرين الثاني( عام 1999 بحضور وكيل وزارة المعارف المساعد لشؤون الطلاب الدكتور محمد بن سعد العصيمي، والأمين العام لهيئة حماية الحياة الفطرية وإنمائها الدكتورعبدالعزيز أبو زنادة، ومحافظ حريملاء وعدد من المسؤولين في إدارة تعليم الرياض، وساهم في هذه الحملة أكثر من )700( مشارك من الطلبة والكشافة وعدد من لاعبي الأندية الرياضية، جمعت فيها ما يقارب)6( أطنان من النفايات. وحملة متوسطة حطين الأولى لحماية البيئة بمحافظة عنيزة، بمنطقة القصيم، وقد أقيمت هذه الحملة في متنزهات الغضا بمحافظة عنيزة في 29 مارس )آذار( عام 2000، بحضور محافظ عنيزة عبدالله اليحيا السليم وعدد من المسؤولين وأعيان محافظة عنيزة، وشارك فيها حوالي)500( طالب من طلبة متوسطة حطين، إضافة إلى المعلمين وأولياء أمور الطلبة. كما تضمنت هذه الحملة ندوة علمية عن كيفية المحافظة على نباتات الغضا والحفاظ على البيئة بشكل عام أقامها مختصون في البيئة والحياة الفطرية، كذلك نظمت بعض المسابقات الثقافية التي تهدف إلى تنمية الوعي البيئي لدى الناشئة، اضافة الى حملة تمير التي أقيمت في روضة الخشم على مساحة إجمالية تقارب)500( ألف متر مربع خلال الفترة من 11 15 نوفمبر )تشرين الثاني ( عام 2000، وشارك فيها أكثر من )700( مشارك، منهم )400( طالب من مدارس المنطقة و)90( من الكشافةو)150( من المتطوعين، بالإضافة إلى عدد من منسوبي الإدارت الحكومية في تمير، جمع فيها أكثر من 5 أطنان من النفايات.
* ماهي خطط نادي الصافي لأصدقاء البيئة في المستقبل المنظور؟
لدينا الكثير من الخطط والبرامج التوعوية المستقبلية التي لا تزال في غالبيتها تحت الدراسة. منها مثلا رعاية نادي الصافي لحملة يقيمها نادي الوصيل في العيينة لتنظيف شعيب الحيسية في العيينة فضلا عن حملة توعوية كبرى لنظافة البيئة في مدينة جدة. ونعتزم القيام بعدة حملات خلال السنوات المقبلة في كل من المدينة المنورة وحائل ومنطقة القصيم وعدد من المناطق الأخرى بل وإننا، وانسجاما مع، وتصديا للمسؤولية الريادية الجديدة التي ترتبت على حصولنا على تقدير مجلس التعاون الخليجي سنخطط للتواصل مع أهلنا في كافة بلدان هذا المجلس بحملات مشتركة في المستقبل. ولست بحاجة للقول: ان الإعداد الجيد والمدروس لكل حملة هو صمام الامان لنجاحها في توصيل الرسالة لجمهورها المستهدف مما يعني أن حملاتنا القادمة كلها، وبالذات الخليجي منها تحتاج لاعداد استباقي ممتاز وتميز ابداعي بحيث تختلف كل حملة عن سابقتها باستحداث وسائل توعوية مبتكرة وأكثر قدرة علي التأثير حتى نضمن تفاعل ذهن المتلقي مع رسالة النادي وحشد الأذرع وطاقات المتطوعين معنا.
* كيف بدأت فكرة الحملات البيئية وكيف تبلورت لأرض الواقع؟
بعد الطفرة الاستهلاكية التي حدثت وتضاعف المداخيل الفردية في منتصف السبعينيات سادت ثقافة استهلاكية جديدة هي )ثقافة البلاستيك والمعلبات(. بدأت هذه الثقافة الجديدة في غزو أنماط السلوك الفردي والاجتماعي بضراوة وتمكنت، للأسف، من إبعادنا كثيرا عن قيمنا الاجتماعية والدينية التي تحثنا على النظافة وإماطة الأذى عن الطريق عندما أصبح كل شيء قابلاً للرمي الفوري متى ما فرغنا من استهلاك محتويات كيس البلاستيك! وبالنتيجة، وفي غياب الوعي الاجتماعي بأهمية المحافظة على البيئة، شهدنا في السنوات التالية الهجمة الثقافية الاستهلاكية تراكما كبيرا ومتزايدا للنفايات، من جهة، وتراجعا في سلوكيات نظافة البيئة والمحافظة عليها، من الجهة الأخري وبالذات في المناطق التي يرتادها الناس باستمرار مثل المتنزهات والوديان والأشجار والمناطق الطبيعية الجميلة.
في ذات مرة خرجنا مع بعض الزملاء في نزهة برية شمال مدينة الرياض فاضطررنا لأن نمضي الكثير من الوقت في تنظيف الأرض والأشجار حتى نفترش موقعا نؤمن فيه وجبتنا من تلويث الذباب وأنوفنا من الروائح الزاكمة! وكانت تلك المناسبة هي بمثابة ميلاد الخاطرة للقيام بأول حملة بيئية ينظمها نادي الصافي لأصدقاء البيئة. وبالفعل اخترنا روضة الخفس وشعيب الطوقي. وفي كلمة افتتاح هذه الحملة الأولى أعلن الأمير محمد العبدالله رئيس مجلس إدارة مجموعة الفيصلية ورئيس مجلس إدارة نادي الصافي لأصدقاء البيئة عن إنشاء هذا النادي.
كانت تلك الحملة ناجحة للغاية الأمر الذي حفزنا على استمرارية هذه الحملات عن طريق نادي الصافي الذي يعد اليوم الجسر الذي تتواصل مجموعة الفيصلية عبره وخلاله مع المجتمع الكبير وتخدمه. الهدف الأساسي للنادي هو نشر الوعي البيئي لدى أفراد المجتمع بمختلف فئاته.
* ماهي درجة تعاون الوزارات المختلفة وتجاوبها مع هذه الحملات البيئية؟
بحمد الله، ظللنا ومنذ البداية نحظى بتعاون ودعم الوزارات المختلفة خاصة وزارة الزراعة التي تشرف على أمر البراري حيث ظلت تقدم لنا التشجيع والمساعدات متى ما احتجنا إلى ذلك. أما وزارة الإعلام فهي الأخري تتجاوب معنا كثيرا وتستشعر الدور الكبير الذي تقدمه مواردها التوعوية العملاقة، كالتلفزيون، في دعم رسالة النادي فلم تضن علينا بمشاركة التلفزيون في أي من حملاتنا من أجل نشر الوعي البيئي. أما الشؤون البلدية كذلك فتقوم بجهود مقدرة وتقدم لنا المساعدة اللازمة لإنجاح مثل هذه الحملات«كما في حملة جيزان».
ماهي الأسس التي يتم على ضوئها اختيار المنطقة التي تستهدفها الحملة البيئية؟
نراعي عند تحديد المنطقة المستهدفة أهميتها كمورد طبيعي جاذب لهواة التنزه البري فضلا عن سهولة المواصلات وإمكانية نقل أكبر عدد من المتطوعين للموقع مع قابلية التغطية الإعلامية للحملة ووقائعها هذا فضلا عن تنويع مواقع الحملات لتشمل في كل مرة منطقة مختلفة في ربوع بلادنا الحبيبة ولعلي لا أجانب الحقيقة إذا قلت بأن التغطية الإعلامية توازي كل عناصر الاختيار الأخرى. فليس بالمكان وحده تنجح الحملة، وليس بكمية الأطنان وحدها يمكن أن نضمن عدم تكرار التلوث ولكن بالتعليم والتعلم والتبصير السلوكي بأهمية نظافة البيئة يمكن أن نضمن استمرار الحملة في عقول من عرفوا بها ولو لسنوات لاحقة. هذا ما نسعي لحفره في أذهان الناشئة وتكريسه كسلوك حضاري.
* ما هو تقييمكم للحملات السابقة ودرجة تفاعل المواطنين والمقيمين معها؟
كافة الحملات التي نفذها نادي الصافي كانت، بحمد الله، ناجحة. المؤشر المعياري لهذا النجاح يتمثل فيما نشهده من ارتفاع ملحوظ في أعداد المتطوعين وحماسا متزايدا للمشاركة، من الأطفال خاصة، بالاضافة الى اهتمام إعلامي أكبر بالحملات ومشاركة الجهات الرسمية. كل هذه المؤشرات، بما فيها التزايد الرقمي للمساحات المنظفة وأطنان المخلفات والنفايات المجمعة، تعطي بلاشك دليلا على النجاح المحقق. حملة الرياض الاولى، بنظري، كانت من أنجح الحملات التي تم تنفيذها حتى الآن من منظور كونها الحملة «التأسيسية» لنادي الصافي. وبلاشك فإن الأصداء التي تعقب الحملة البيئية تعد مؤشرا جيدا لدرجة نجاحها وتفاعل الجمهور المتلقي لرسالتها، بغض النظر عن كمية القمامة والأوساخ التي يتم جمعها في تلك الحملة لأن الهدف هو رفع مستوى الوعي البيئي لدى أفراد المجتمع. وحيث إننا في بداية هذا التوجه البيئي، وعلى ضوء النتائج المحققة في الحملات السابقة فاننا لعلى ثقة بمشاركة أعداد أكبر سواء من المواطنين أو المقيمين في الحملات القادمة بمشيئة الله فهناك مانسبته 97% ممن شاركوا معنا في السابق أيدوا الفكرة وشدوا من أزرنا لمواصلة هذه الحملات وهناك فئة لم تشارك ولكن عرضت علينا خدماتها.
* ما هي رؤيتكم لدور المواطن في نظافة البيئة؟
من المؤكد أن الإنسان هو العنصر الهام في كافة معادلات التنمية الاجتماعية والاقتصادية. فهو المستفيد الأول من البرامج والخطط التنموية والتوعوية، وهو أيضا، الجهة المسؤولة عن بلوغ تلك البرامج لأهدافها. والبيئة الطبيعية )جوا وبحرا وبرا( لن يكون بالامكان أن تتغير هيئتها ويختل توازنها لو أن الإنسان أصبح صديقا لها ساعيا في المحافظة عليها دوما بجهد بشري ضئيل يتمثل تطبيقه لنظرية الاحلال التي تعني التعويض عن الخسائر البيئية في الحد الأدنى فاذا ما تسبب المواطن في قطع شجرة، مثلا فعليه أن يغرس بديلا لها واذا ما تسبب في اتساخ المكان فعليه أن ينظفه وهكذا. المهم يتعين على الفرد الاهتمام بالبيئة ونظافتها والمحافظة عليها من أجله ومن أجل أطفاله في غدهم. هذا الجهد هو ما يوفره جهد رفع مستوى الوعي البيئي حيث يدرك كل أفراد المجتمع المخاطر الكبيرة الناجمة عن تراكم الأوساخ، وما يمكن أن تفرزه من نتائج سيئة على الجو الذي نتنفسه وبالتالي على الصحة العامة للإنسان، «والوقاية خير من العلاج».
ولأن الوعي البيئي عبارة عن سلوك وممارسة فإن تربية النشء أمر بالغ الأهمية وهذا ما نلاحظه في الدول المتقدمة والمتحضرة ووسائل الإعلام عليها أن تقوم بدورها في التوجيه والإرشاد والتبصير بأهمية حماية ونظافة البيئة.
* ماذا عن دور وزارة المعارف في توعية وتثقيف الطلاب بيئياً؟
نحن في نادي الصافي لأصدقاء البيئة نفكر في مسألة تفعيل نشر الوعي البيئي عبر المدارس والجوامع وقد تبنينا فكرة تقديم جوائز باسم الامير عبدالله الفيصل تمنح للأطفال وهناك جائزة اخرى لأفضل تغطية إعلامية للحملات البيئية.
ولأفضل مدرس ومدرسة في مجال علم البيئة قام بجهود في توعية الطلاب أو الطالبات. برنامج هذه الجوائز سيرى النور قريبا ان شاء الله.
* ما هي طموحاتكم البيئية على المستوى الوطني؟
حيث إن قضية البيئة غدت اليوم تمثل أحد أكبر التحديات التي يواجهها الإنسان جراء الانفجار الصناعي، من جهة، والسكاني من الجهة الأخرى ومع ندرة الموارد الطبيعية فاننا نأمل أن تكون هناك جهة رسمية مسؤولة في جهاز الدولة تناط بها هذه المسؤولية العظيمة وترصد لها ميزانية خاصة ضمن الميزانية العامة للدولة لتكوين أجهزتها الادارية القادرة على المتابعة لكافة الجوانب البيئية وتتمكن من نشر الوعي البيئي. هذا الطموح ستكون ترجمته المنطقية بإنشاء وزارة للبيئة تستطيع توظيف الجهود التي يقدمها القطاع الخاص والجهات التطوعية.
* ماهو الدور الذي تنتظرون أن تقوم به الأجهزة الإعلامية؟
دور الأجهزة الإعلامية لدعم مثل هذه الحملات يعتبر هاما وحيويا ويتمثل في التغطية الإعلامية. ودعني أكرر القول إن الإعلام في هذه الحملات هو صوتنا ونريده أن يسمع الجميع مواطنون ومقيمون ويحثهم على الاهتمام بنظافة البيئة واجهزة الإعلام أهميتها ظاهرة ودورها واضح فهي حلقة الوصل وبدونها لا فائدة لما نقوم به من عمل ونتمنى أن يدرك اخوتنا المسؤولون في الأجهزة الإعلامية المختلفة سواء المقروءة أو المسموعة دورهم الكبير كواجب وطني ينبغي القيام به على أكمل وجه.
ماذا عن نادي الصافي لأصدقاء البيئة من حيث العضوية والأهداف؟
عضوية نادي الصافي لأصدقاء البيئة حتى الان تتشكل من الإدارة العليا لشركة الصافي بالإضافة إلى بعض المتطوعين وتتم المناقشة وتبادل الآراء بين أعضاء النادي حول كيفية تفعيل الحملات وإيجاد الوسائل التي تساهم في رفع الوعي البيئي لدى أفراد المجتمع وخاصة النشء. مجلس الإدارة يتكون من سبعة أعضاء من داخل شركة الصافي ومجموعة الفيصلية وعشرة أعضاء من المتطوعين من الوجوه الاجتماعية البارزة والمشهود لها بالاهتمامات والمساهمات البيئية المتميزة، ونعكف حاليا على دراسة مسألة تطوير العضوية لتتوافق مع أهداف النادي التي تعنى بجمع المهتمين بأمر البيئة في كيان واحد.
* ماهو تقييمكم لمستوى الوعي البيئي عند أفراد المجتمع بالمملكة مقارنة مع الدول المتقدمة؟
من الطبيعي أن يكون هناك اختلاف وتفاوت في مستوى الوعي البيئي بين سكان الدول المتقدمة مقارنة مع سكان دول العالم الثالث التي شهدت في العقود الماضية ثورة استهلاكية ضخمة لم تكن متوفرة من قبل خاصة تلك الدول التي تتمتع بمستوى معيشي أفضل لارتفاع متوسط الدخل السنوي للفرد كالمملكة. ففي الغرب مثل أوروبا وأمريكا واليابان يدرب الطفل ومن سن مبكرة على السلوك البيئي الصحيح في البيت وفي المدارس التي أدخلت علوم البيئة ضمن مناهجها التعليمية فالتعامل الصحيح مع بقايا الطعام والنفايات أضحى عندهم سلوكاً يمارس يومياً وفي كل وقت بصورة تلقائية وهذا ما لم يتوفر عندنا في دول العالم الثالث الأمر الذي يضاعف من أهمية توجيه حملات توعوية يساهم فيها الجميع وتقودها أجهزة الإعلام المختلفة بمشاركة القطاعين العام والخاص.
|
|
|
|
|
