أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 18th May,2001 العدد:10459الطبعةالاولـي الجمعة 24 ,صفر 1422

العالم اليوم

الجزيرة تنشر مآسي الشعب الفلسطيني تحت نير الاحتلال الإسرائيلي
عندما تنطلق الحجارة، ، تسكت الألسنة
عائلة أبو صابر المقدسي تعيش وسط أكوام النفايات
* رام الله نائل نخلة:
^^^^^^^^^^^^^^^^
يقال بأن الحجارة لا يمكن ان تتكلم او تفصح عما بداخلها، لأنها جماد لا روح فيه فكيف بها ان تتحدث عما يدور حولها؟! وكيف بها ان تشعر بالمحيط الذي توجد به؟ لكن بالنسبة لعائلة محمد ابو صابر المقدسي، والذي يقطن في حي المقاربة من الجهة الغربية للمسجد الاقصى فإن الوضع مختلف تماما فهناك امكن لحجارة منزلة ان تحدث كل زائر للمنزل عما يدور حولها من أحداث تنال من اصحاب البيت الاحد عشر فتراكم النفايات على مدخل المنزل واتساخ حجارة البيت من الخارج خير دليل على الاجرام الصهيوني بحق الفلسطينيين في مدينة القدس المحتلة،
^^^^^^^^^^^^^^^^
تعاني عائلة الحاج أبو صابر )65 عاما( كغيرها من الأسر الفلسطينية في مدينة القدس التي يزيد عدد سكانها الفلسطينيين عن 240 الف من سياسة البطش والاجرام التي يمارسها المتطرفون اليهود بحقهم تحت حماية من بلدية اولمرت وشرطة الاحتلال في المدينة،
وحي المغاربة هو عبارة عن حي كان قائماً حتى عام 67 عندما احتلت المدينة من قبل الصهاينة،
ولكن بعد دخولهم لها وسيطرتهم على احياء البلدة القديمة شرعوا في تهجير السكان وتدمير المنزل لبناء منازل جديدة مكانها فكان نصيب الأسد من هذا الحي الذي تعرض لأخطر محاولة ازالة لتدمر اجزاء كبيرة منه ويحول الى الحي اليهودي لاحقا، لقربه الشديد من حائط البراق )حائط المبكي كما يدعي الصهاينة( ولم يبق من سكان الحي الا القليل بعد ان هُجِّر سكانه عنوة،
فكان نصيب اسرة ابو صابر ان يقع منزلها وسط البيوت التي احتلها عتاة اليهود، فبدأوا يمارسون عليهم صنوفاً شتى من التعذيب والحرمان من النوم للضغط عليهم من اجل ترك منزلهم، وعندما ابت العائلة الانصياع لرغبات هؤلاء المجرمين توجه اليهم عدد من كبار رجال اعمال اليهود لشراء المنزل وفق المبلغ الذي يحدده الحاج ابو صابر، فكان رده الرفض ايضا، مما حذا بالمتطرفين اليهود الى استخدام آخر اساليبهم لدفعه الى هجران بيته، وهي تحويل المنزل الى مكب نفايات لمخلفات المتطرفين اليهود،
لم يكن الزائر لأسرة ابو صابر بحاجة لشرح العائلة من اجل التعرف على مدى معاناتها نتيجة عدوان المتطرفين عليها، فالحجارة تنطق بكل ما كانوا سيقولونه، وارضية المنزل خير دليل على صدق كلامهم، في الوقت الذي يقطن فيه المتطرفون اليهود منازل جهزت بأحدث المعدات للحفاظ على مستوى رفاهيتهم،
يقول الحاج أبو صابر انه ورث المنزل عن والده ليعيش فيه مع زوجته واطفاله بأمان قبل ان يحتل الصهاينة المدينة عام 67، ولكن بعد الاحتلال تغيرت الحال على اسرته وبدأت المشاكل تطفو على السطح فالمتطرفون اليهود دائمو التحرش بهم لحضهم على ترك المنزل، ولم يستطع اطفاله اللعب في الخارج خلال تلك الفترة خشية على حياتهم،
ويضيف الحاج ابو صابر انه بعد ان كبر ابناؤه وحاول اضافة غرفة جديدة للمنزل منعته بلدية الاحتلال من ذلك تحت ذرائع وحجج متعددة، وحاول بعض شبان اليهود اعتراض طريق ابنائي وتهديدهم بالقتل اذا لم يرحلوا من المنزل،
ويقطن الحاج محمد وابناؤه في منزل مكون من ثلاث غرف بمساحة 100 متر مربع مع ملحقاتها تنبعث منها رائحة الرطوبة القاتلة نتيجة منع البلدية سكان البيت من ترميم سطح المنزل للحد من تسرب المياه الى داخله واحتلال المتطرفين اليهود للسطح وتسييجه بأسلاك شائكة مما جعل العائلة عرضة لأصناف عدة من الامراض نتيجة الجو غير الصحي الذي تعيش فيه،
يقول أبو صابر ان المتطرفين اليهود اصبحوا يشكلون خطراً على حياة ابنائه اكثر مما مضى في ظل الاوضاع الراهنة، بعد ان اعطت لهم الحكومة الضوء الاخضر لممارسة هوايتهم في الاعتداء على سكان البلدة القديمة، فلا يمر يوم دون ان نتعرض لتحرش من قبلهم اضافة الى المحاولات العديدة لاحتلال المنزل وطردنا منه،
ويكشف الحاج ابو صابر عن آخر عرض حاول خلاله المتطرفون اليهود شراء المنزل منه وكان ذلك قبل شهور عدة حيث عرضوا عليه شيك ابيض يملؤه هو بالمبلغ الذي يراه مناسبا ولكنه اصر على الاحتفاظ بمنزله مهما حصل،
ويؤكد بأن المنزل الذي يقطن فيه انه ليس ملكه وحده بحيث يستطيع التصرف به فهو ملك للمسلمين جميعا لوقوعه بالقرب من المسجد الأقصى وفي بقعة مقدسة تتوجه انظار المسلمين اليها كل يوم،
ويشدد ابو صابر على ان تهويد البلدة القديمة في القدس هو امر خطير لا يجب السكوت عليه بأي حال من الاحوال ويجب على الجهات المختصة سواء الفلسطينية او الدولية التحرك بسرعة لوقف اسرائيل عند حدودها ولمنعها من الاستمرار في أعمالها العدوانية ضد العرب بهدف طردهم من مساكنهم واحلال اليهود مكانهم وفي الوقت نفسه تحاول ان تحسن صورتها امام العالم بأنها تعمل من اجل الابقاء على تاريخية المدينة القديمة وهو محض كذب لا اساس له من الصحة،
ابو صابر وعائلته صورة قديمة جديدة من المأساة الفلسطينية في ديارهم التي سلبها الاسرائيليون منهم بقوة السلاح وصمت العالم، خطط متتالية ومؤامرات تنتهجها الحكومات الاسرائيلية المتتابعة تحت عنوان واحد هو تفريغ القدس من اهلها الفلسطينيين المقدسيين،

أعلـىالصفحةرجوع
















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved