أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 18th May,2001 العدد:10459الطبعةالاولـي الجمعة 24 ,صفر 1422

العالم اليوم

التركي أقجا وحده الذي يعرف الجهة التي تقف وراء المحاولة
الغموض ما زال مستمراً بعد 20 عاماً حول محاولة اغتيال بابا الفاتيكان
* الفاتيكان اف ب:
^^^^^^^^^^^^^^^^
منذ عشرين عاما، في 13 ايار/مايو 1981 في الساعة21،17 بالتوقيت المحلي )21، 15 تغ( اطلق التركي محمد علي اقجا عدة طلقات من مسدس براونينغ من عيار 9 ملم على البابا يوحنا بولس الثاني،
^^^^^^^^^^^^^^^^
ويعتبر اقجا الشخص الوحيد الذي يعرف اليوم الجهة التي تقف فعلا خلف محاولة الاغتيال هذه، التي مازالت التأويلات تتناولها حتى اليوم،
كان البابا في الواحدة والستين من العمر حينها، ومهاجمه «قاتل» محترف من المنظمة الارهابية التركية اليمينية المتطرفة «الذئاب الرمادية» لا يتجاوز عمره 23 عاما،
وقع البابا داخل سيارته بعد ان اصيب برصاصتين، الاولى اخترقت بطنه فيما اصابت الثانية يده اليسرى،
وبعد ان تم نقله فورا الى مستشفى جيميلي، اخضع البابا لعملية جراحية استغرقت خمس ساعات ونصفاً، وقد ساعدته بنيته الصلبة على تجاوز آثار الاصابة،
وبعد ان تعلقت احدى الراهبات بذراع اقجا لمنعه من الفرار ألقى القبض عليه الحرس السويسري «حرس دولة الفاتيكان» وعناصر أمنية ايطالية،
وقد وجدت في جيب اقجا ورقة كتبت عليها عبارة مثيرة للجدل: «لقد قتلت البابا للاحتجاج على امبريالية الاتحاد السوفياتي والولايات المتحدة وضد المجازر التي يرتكبونها في السلفادور وافغانستان»،
وحكم على اقجا بالسجن المؤبد ثم اطلق منه في عام 2000 ليسجن في تركيا بتهمة اخرى، وقد ابدى اقجا دهشته عندما علم انه لم يتمكن من قتل البابا الذي زاره في زنزانته وسامحه في 27 كانون الاول/ديسمبر 1983،
وقد أكد الحبر الأعظم مراراً ان عذراء فاتيما هي التي ابعدت الرصاصات بيدها، ووضعت الرصاصة التي أخرجت من بطنه في التاج الذي يعلو هامة تمثال السيدة العذراءالتي ظهرت في فاتيما في يوم 13 ايار/مايو ايضا، وارسل رداءه الابيض الملطخ بالدم الى دير المريميات البولونيات في تزستوكوفا،
ورغم مرور 20 عاما على محاولة الاغتيال فإن الجهة التي حرضت ومولت العملية ما زالت لغزا،
ومع أن الارهابي تحدث عن «جهة بلغارية» إلا أن الأمر لم يثبت خلال المحاكمة،
وقد لفت مؤخرا القاضي الياريو ديل بريوري وهو أحد المحققين الايطاليين في القضية أن معظم المسؤولين في منظمة «الذئاب الرمادية» قد اختفوا أو ماتوا، انتحارا أو في حوادث غامضة،
وبحسب القاضي، فإن الشخص الوحيد الذي يعرف الحقيقة كاملة ليس محمد علي اقجا، وهو مجرد منفذ للعملية، بل رئيسه المباشر اورال شيليك الذي بات «رجل اعمال» في تركيا بعد أن تقاضى «مكافأة» العملية والتي بلغت ثلاثة ملايين مارك، وبحسب اقجا فان شيليك كان شريكه،
ومن المقرر أن يكشف شيليك قريبا عن الحقيقة من وجهة نظره في كتاب، وقد أدلى بتصريح إلى الصحافي الإيطالي باولو دي جيان انتونيو قال فيه إنه «لا ضرورة للبحث عنها بعيدا» متهما أجهزة الاستخبارات الإيطالية والفرنسية وحتى بعض رجال الدين في الفاتيكان، وأكد أنه في يوم الاغتيال لم يكن محمد علي اقجا وحده بل كان برفقة «مجموعة مسلحة مؤلفة من تركيين وستة ايطاليين»،
كما أن الصحافية الألمانية فاليسكا فون روكيز تذهب أبعد من ذلك في كتابها الصادر مؤخرا تحت عنوان «مؤامرة على البابا»،
وتقول فون روكيز إنه يقف خلف محاولة الاغتيال «وكالة الاستخبارات الأميركية )سي، اي، ايه( ورجال أعمال قريبون من الرئيس الأميركي رونالد ريغان بالإضافة إلى رجلي المال والأعمال الإيطاليين روبيرتو كالفي وميكيلي سيندونا، المرتبطين بانهيار مصرف امبروسيانو )1982( والذي كان ضالعا فيه ايضا معهد الشؤون الدينية بادارة المونسنيور بول ماركنتوس»،
ويوافق على رواية الصحافية الألمانية اركول اورلاندي، وهو موظف في الفاتيكان اختطفت ابنته بطريقة غامضة منذ 22 حزيران/يونيو 1983 وما زالت مفقودة، وقد اشترطت منظمة «الذئاب الرمادية» مقايضتها بمحمد علي اقجا،
ونقلت الصحيفة الإيطالية كوريري ديلا سيرا في عددها الصادر أمس الجمعة عن اورلاندي قوله «انا متأكد من أن المؤامرة لاغتيال البابا قد حيكت هنا في ايطاليا»،
كما نشرت الصحيفة مقابلة مع الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات الروسية ليونيد شيبارشين قال فيها انه «في يوم محاولة الاغتيال فان المسؤولين في أجهزة الأمن السوفياتية أصيبوا بالهلع خوفا من عملية مدبرة من وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية يتم اتهام موسكو بها»،
واضاف شيبارشين أن «لا علاقة للبلغار بالامر، لا يمكن أن يكونوا قد قاموا بعمل من هذا النوع بدون استشارتنا»،

أعلـىالصفحةرجوع
















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved