أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Saturday 19th May,2001 العدد:10460الطبعةالاولـي السبت 25 ,صفر 1422

مقـالات

كل سبت
اجتماع x اجتماع
عبدالله الصالح الرشيد
في السنوات الأخيرة انتشرت واستشرت ظاهرة ملحوظة في برنامج العمل الاداري اليومي في كثير من الأقسام والادارات الحكومية حيث أصبحت عادة الاجتماعات اليومية المغلقة هي الأساس والدوام الرسمي هو الاستثناء تقريبا بخلاف ما كان عليه الوضع في عهد الرواد الأوائل حيث كانت فترة الاجتماعات محدودة في أحد أيام الاسبوع في ساعات محددة وتكون مقتصرة غالبا على كبار المسؤولين وتختص بغربلة ومناقشة الأمور الصعبة او المهمة. ويكون فيها المجال مفتوحا لتبادل الرأي والمشورة بما يساعد على ديناميكية العمل وتذليل الصعاب والمعوقات ودراسة الخطوات العملية التي تصب في صميم المصلحة العامة المنشودة.
اما في وقتنا الحاضر فقد انتشرت ظاهرة كثرة الاجتماعات كيفما اتفق وانحبس المسؤولون أو حبسوا أنفسهم عن موظفيهم ومراجعيهم واصبحت مهمة السكرتير أو مدير المكتب لا تتعدى غالبا تنبيه وتبليغ ذوي الحاجة بعبارة: «المدير عنده اجتماع» أو «خرج للاجتماع» وتعطلت تبعا لذلك الانجازات وتعقدت الامور حتى الغرف والصالات المعدة لجلوس المراجعين ضاقت بالطاولات الطويلة العريضة تحيط بها الكراسي الوثيرة الكثيرة الفخمة المخصصة لساعات ودوريات الاجتماعات المتكررة مما جعل هذه الطاولات وهذه الغرف تنضوي تحت مسمى شعار (ترف واهدار غرف) ووصل الامر الى ان بعض رؤساء الاقسام الصغيرة اخذوا يسايرون رؤساءهم الكبار فيحتفظون بأكثر من غرفة احداها للمكتب الخاص وطاقم الكنب والاخرى لطاولة الاجتماعات ومستلزماتها مفتوحة على الاولى، ونحن هنا نتساءل ما حقيقة وسبب استفحال هذه الظاهرة بتبعاتها المادية والزمنية؟ ولماذا تختص بها الدوائر الحكومية بهذه الكثافة؟ وهل من علاج فعال او على الأقل كبح اندفاع وانتشار هذه الظاهرة ووضعها في اطارها المعقول والمقبول كما كان في السابق؟.. واذا كان لكلمة اجتماعات رنين او صدى لدى بعض المسؤولين وقد وجدوا لها فائدة لماذا لا يعممونها في برنامج حياتهم اليومي خارج نطاق العمل الرسمي المخصص اصلا لانجاز العمل وتسهيل أمور المواطنين من مراجعين وغيرهم.. نعم يجب عليهم والامر بهذا التصور وهذا التفكير في مخيلتهم ان ينقلوا هذه الظاهرة او هذه العادة ويطبقوها اولا في منازلهم، فيجتمعون مع ابنائهم أطول فترة ممكنة يتابعون شؤونهم الاسرية والمدرسية ويشاركون في مجالس الطلبة والآباء بالمدارس لتذليل الصعاب وتبادل الرأي مع أسرة التعليم في المدرسة ومعالجة التقصير أو المعوقات التي تقف أمام تحصيل ابنائهم وايجاد الحلول المناسبة لها.. كما ان لعنوان الاجتماعات مدلولا آخر وفوائد جمة عندما تكون مع الأقارب لتوطيد صلة الرحم والتعاون حيث لوحظ في السنوات الاخيرة التقصير في هذا الجانب الاجتماعي المهم. وللجيران حقهم وذلك في توطيد عادة الاجتماع معهم وتكريمهم والتعاون معهم وتحديد موعد اسبوعي لتبادل الرأي والمشورة والتسلية لتعميق واجبات وحقوق الجوار وفق تعاليم ديننا الحنيف التي تنادي وتحث على الالتزام بهذه الواجبات النافعة دينا ودنيا.. وهناك مجالات متعددة الأهداف والأغراض وكلها مفتوحة لمن يريد أن يحقق نهمه ورغبته وحتى حبه للظهور وأغلبها وفي عمومها تندرج تحت مظلة مسمى اجتماعات ولعل الاهتمام بها يخفف من الاندفاع الملحوظ في قصرها على الاجتماعات الادارية في الدوام الرسمي كما هو حاصل الآن.. ان الامر وكما هو المطلوب والواقع يحتاج الى متابعة وتقويم من الجهات الاشرافية العليا ذات العلاقة وفي نفس الوقت يحتاج أيضا الى توعية اجتماعية واعلامية ودينية كما يحتاج الى صحوة انسانية وادارية تنبذ هذه الشكليات المستفحلة التي يتضرر منها الآلاف من أصحاب العلاقة ممن يترددون يوميا على الدوائر الحكومية أكثرهم جاء من أطراف بعيدة يمكثون أياما عديدة وليس أمام جموعهم وقضاياهم سوى نصف ساعة بعد صلاة الظهر لا يتمكنون فيها حتى من تمييز ملامح المسؤولين يتبعها جمع اوراقهم كيفما اتفق مع ان المطلوب واحقاقا للحق ان يستمع اليهم وبخاصة في القضايا المهمة والملحة ويناقش الأمر معهم حرصا على الانجاز والاتقان واختصارا للوقت وعندما يتحقق ذلك نكون وضعنا الامور في مسارها الصحيح فيصبح الدوام الرسمي هو الأساس والاجتماعات عند الضرورة هي الاستثناء وليس العكس كما هو حاصل الآن.. والله الموفق والهادي الى سواء السبيل..
للتواصل: ص.ب/ 27097 الرياض/ 11417


أعلـىالصفحةرجوع
















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved