أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Saturday 19th May,2001 العدد:10460الطبعةالاولـي السبت 25 ,صفر 1422

المجتمـع

مع بدء فصل الصيف وانتشار المنتجات الزراعية الوطنية
المزارعون قلقون من مشكلات الأسواق وأطماع الشريطية
* المدينة المنورة مروان قصاص:
ما هي إلا أيام قليلة وتشهد أسواق الخضار والفواكهة في كافة مناطق ومدن المملكة موسماً زراعياً حيث تتدفق كميات كبيرة من خيرات مروجنا الخضراء المعطاءة التي تنتشر في أرجاء الوطن الغالي وهي منتجات متنوعة ومتعددة ومن أبرزها منتجات التمور التي تميز المنتجات الزراعية في المملكة باعتبار بلادنا إحدى الدول المتميزة بإنتاج التمور بكميات ونوعيات نادرة حيث من المتوقع ان يبلغ إنتاج التمور هذا العام وفقاً لتوقعات وزارة الزراعة والمياه حوالي «707» آلاف طن إضافة إلى إنتاج العنب والتين والرمان والتين الشوكي والشمام وغير ذلك من النعم التي نسأل الله دوامها وحفظها علينا، ولكون التمور من أهم المنتجات الزراعية والبعض يعتبرها ثروة وطنية فسوف نركز من خلال هذا التحقيق على المعوقات التي تؤثر سلباً على هذا المنتج وتصيب المزارعين العاملين في مجال زراعتها بشديد الاحباط وهم يجدون تعبهم وجهدهم يضيع ويسلب منهم حقاً مكتسباً.
ففي الأعوام الماضية شهدت أسواق التمور والرطب بالمدينة المنورة وهي إحدى المناطق المتميزة بزراعة النخيل وربما في غيرها من مناطق إنتاج التمور تدنيا شديداً في أسعار الرطب لعدة أسباب منها ما هو طبيعي كشدة الحرارة خلال الصيف ومنها ما هو مفتعل مثل تلاعب الشريطية بالأسعار وفرض نسب عالية على المزارعين لتحقيق أرباح كبيرة يقتطعونها من جهد وبذل المزارعين وبهدف الوصول إلى الأسباب الحقيقية لهذه المشكلة التي تهدد إحدى الثروات الرئيسية وقد تكون سبباً في حدوث احباطات للمزارعين فقد حاولنا استقراء العديد من الآراء من المختصين ومن المزارعين والمهتمين بهذا الجانب ونسأل الله التوفيق في هذا المجال.
رأي المزارعين
يقول المزارع ضيف الله العلوي أحد المزارعين بمنطقة المدينة المنورة: بداية لابد من التنويه بالدعم الكبير والمتواصل الذي تقدمه حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز حفظه الله لدعم القطاع الزراعي والمتمثل بالقروض الميسرة والتسهيلات التي ساهمت في تحقيق زيادة رأسية وأفقية تمثلت بزيادة الرقعة الزراعية وتحديث أساليب الإنتاج، وأضاف العلوي قائلاً ان المشكلة التي لها آثار سلبية كبيرة على المزارعين وخاصة مزارعي النخيل ومنتجي التمور هو التسويق الذي يحد من استفادتنا من الجهد المبذول والأموال التي نهدرها لتحسين وتطوير إنتاجنا لترويجه وكسب المال المناسب ورغم الجهود التي تبذلها العديد من الجهات الحكومية لتحسين أساليب التسويق لمصلحة المزارعين، ورغم ما يبذله الاخوة أعضاء جمعية أصدقاء النخلة في هذا المجال إلا أن أوضاع التسويق لازالت مشكلة تواجهنا في كل موسم فنحن المزارعين نتعب طوال العام ونتحمل مصاريف العمالة التي تشكل عبئاً علينا على مدار العام ولا نستفيد منها إلا في الموسم وهو ما يقارب ثلاثة إلى أربعة أشهر إضافة إلى مصاريف العناية بالمحاصيل طوال العام وعندما نطرح إنتاجنا في الأسواق نجد من يسيطر على جهدنا ويسلبه منا جهارا نهاراً أقول يسلبه!! ولا يشاركنا به فقط بداية من الدلال الذي يتولى النداء على المنتجات الزراعية والذي يأخذ 12% من سعر البيع ومروراً بضيق الأسواق وعدم توفر مستودعات مخصصة لحفظ الإنتاج وانتهاء بمضايقات أخرى تسبب لنا إحباطاً.. ويقول العلوي: لقد سعدت كثيراً بتشكيل جمعية تعاونية لمنتجي التمور والتي جاءت ببادرة من صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز أمير منطقة المدينة المنورة خلال رعاية سموه للملتقى الأول لمنتجي التمور والذي عقد بالمدينة المنورة في بداية شهر صفر.
من جانبه يطرح الشيخ نغيمش الأحمدي احد كبار المهتمين بزراعة النخيل عدة اقتراحات مناسبة للحد من هذه المعوقات ومنها إيجاد آلية مدروسة من وزارة الداخلية بخصوص العمالة الزراعية بحيث تسمح هذه الآلية بتبادل هذه العمالة النظامية بين المزارعين بدلاً من تحمل مصاريفهم طوال العام، وكذا العمل على إقرار نظام موثق ومدروس للدلالين يشتمل على تحديد مسؤوليات وواجبات الدلال وتحديد رسوم معقولة للدلال مقابل النداء على المنتجات الزراعية وعدم الامعان في جني ثمار جهد المزارعين بالشكل غير المنطقي والذي تشهده الأسواق، إضافة إلى العمل على مساعدة المزارعين على صيانة معداتهم الزراعية بتدريب العمالة وتوفير التقنية اللازمة للصيانة في المناطق الكبيرة حيث ان المزارعين يتحملون نفقات باهظة في أعمال الصيانة، كما يجب على الجهات المسؤولة من مواجهة نفقات نقل المنتجات الزراعية التي يتحملها المزارع الذي ينقل منتجاته بسيارته الخاصة وعلى مراحل وذلك بالعمل على إنشاء شبكة نقل خاصة يشترك بها المزارعون برسوم ميسرة لنقل كافة المنتجات الزراعية إلى الأسواق، وكذا العمل على تنشيط مراكز الأبحاث والاتصال بالمزارعين لمناقشة الآراء والأفكار الجديدة لتطوير الإنتاج الزراعي وتنميته بشكل مدروس بعيداً عن العشوائية والتجارب التقليدية.. وقال الأحمدي: ان هذه المقترحات طرحت بشكل أو بآخر خلال الملتقى الأول لمنتجي التمور الذي عقد بالمدينة المنورة برعاية صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز أمير منطقة المدينة المنورة وارجو ان تتبنى الجمعية التعاونية الزراعية التي تم تأسيسها مؤخراً هذه المقترحات وتفعيلها حتى نستفيد منها جميعاً والله الموفق.
جمعية أصدقاء النخلة
ويقول الأستاذ خالد غوث أحد كبار المزارعين ومن مؤسسي جمعية أصدقاء النخلة بالمدينة المنورة ان هذه الجمعية تطوعية ويشارك بها عدد من كبار المزارعين في مجال النخلة وعدد من المختصين والمهندسين الزراعيين وتتركز أهدافها على توحيد الجهود وتنمية الفكر العلمي لخدمة زراعة النخلة والعناية بها وتشجيع البحوث والدراسات الهادفة إلى تطوير زراعة النخيل وتنميتها وقد نجحت ولله الحمد في إنجاز العديد من الأنشطة والتوصيات الجيدة التي تصب في مصلحة المزارعين إلا ان هذه التوصيات والتي نعتبرها آمالاً كبيرة واحلاماً جميلة لا يمكن ان تتحقق ما لم ندعمها جميعاً وتحظى بمباركة ودعم من الجهات الرسمية لأن هذه الجمعية كما قلت تطوعية تقترح وتطرح حلولاً ولكن تنفيذها يقف على مدى تجاوب الجهات الحكومية عليها ونحن مؤمنون بأن دعم الدولة أعزها الله للقطاع الزراعي كبير ومتواصل ولا يمكن تجاهله لأنه الأساس في النقلة الكبيرة التي شهدها القطاع الزراعي بالمملكة واستعرض غوث بعض عناصر هذا الدعم وقال ان الدولة أعزها الله تقدم قروضاً بمعدل «200» ريال للنخلة و«10» ريال لحفر الجورة واعانة التمور بمعدل ربع ريال للكيلو جرام من الأصناف الجيدة مثل الخلاص والسكري ونبوت السيف ورزيز والبرني والحلوة والروثانا والعجوة والعنبرة إضافة إلى تخفيض رسوم الشحن في الداخل والخارج وغير ذلك من الاعانات الأخرى، وأشار غوث إلى ان الجمعية أعدت دراسة مستوفية حول التسويق ومعوقاته باعتباره من اكثر المعوقات التي تحد من نشاط المزارعين وتسبب لهم احباطا والذي ارجوه وكافة أعضاء مجلس إدارة الجمعية ان تجد المقترحات التي اشتملت عليها ورقة العمل تجاوباً من المسؤولين ونحن على ثقة بمشيئة الله من تحقيق هذا التجاوب.
وللمسؤول رأي
وبهدف احتواء كافة جوانب الموضوع وبعد ان أخذنا آراء المزارعين وأعضاء جمعية أصدقاء النخلة لابد وان نتعرف على رأي المسؤول وهو ما رحب به مدير عام فرع الوزارة والمياه بمنطقة المدينة المنورة المهندس مصطفى بن محمد بلول الذي شكر ل«الجزيرة» تبنيها لهذا الموضوع الهام متزامنا مع بدء موسم تسويق المنتجات الزراعية وخاصة التمور والرطب وقال بلول: ان حكومتنا الرشيدة رعاها الله تحرص أشد الحرص على مواصلة جهودها المكثفة في سبيل تعميق التنمية الزراعية بالمملكة حيث حقق الإنتاج الزراعي قفزات كبيرة كنتيجة لهذه الجهود المبذولة بسخاء وانطلاقاً من هذه الحقيقة التي يعيها الاخوة المزارعون فإن وزارة الزراعة وبمتابعة معالي الوزير تسعى لتذليل كافة العقبات التي تحد من انسيابية تطور القطاع الزراعي وتقف وراء كافة المقترحات والآراء لتحقيقها وفق إمكاناتها.. وقال بلول: ان فرع الزراعة بمنطقة المدينة المنورة يتابع كافة الأمور المتعلقة بتطوير الإنتاج الزراعي بصفة عامة وإنتاج التمور بصفة خاصة بالتنسيق مع العديد من الجهات مثل أمانة المدينة المنورة وفرع التجارة وغيرها لتحديد الأساليب الكفيلة بتذليل أي عقبات كما ان الفرع يشارك باجتماعات جمعية أصدقاء النخلة ويتابع قراراتها ويسعى لدعمها ومؤازرتها وقال ان الفرع يتابع باستمرار عملية تحسين أوضاع الأسواق المخصصة لترويج المنتجات الزراعية وتوفير مستودعات مخصصة لحفظ الإنتاج بعيداً عن حرارة الطقس والمؤثرات الأخرى إضافة إلى متابعة أحوال مصانع التمور في المنطقة للعمل على تطوير وتحديث إنتاجها واتاحة الفرص لها بالاستفادة من تخفيض رسوم الشحن الجوي لتصدير منتجاتهم إلى خارج المملكة وأكد بلول ان إدارته ستولي اهتماماً كبيراً بتحسين أوضاع التسويق الذي يلتهم جهد المزارعين وذلك بالتعاون مع الجهات ذات العلاقة والمهتمة بهذا الشأن ونسأل الله أن نصل إلى حل مناسب يرضي كافة الأطراف مثمناً اهتمامات سمو الأمير مقرن بن عبدالعزيز والذي تبنى فكرة تأسيس جمعية تعاونية تهتم بجوانب التسويق والتصنيع منوها بالدراسة التي أعدتها شركة طيبة للتنمية الزراعية حول توفير ثلاجات تبريد كبيرة لحفظ التمور بأسعار ميسرة.

أعلـىالصفحةرجوع
















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved