أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Saturday 19th May,2001 العدد:10460الطبعةالاولـي السبت 25 ,صفر 1422

الثقافية

نظمها مركز صالح بن صالح بعنيزة
محاضرة للغذامي بعنوان (النقد الثقافي حاضره ومستقبله)
* عنيزة فيصل الواصل:
ضمن الانشطة الثقافية التي يقيمها مركز صالح بن صالح الثقافي بعنيزة عقدت مساء الثلاثاء 21/2/1422ه محاضرة بعنوان (النقدالثقافي حاضره ومستقبله) وقد ألقاها سعادة الاستاذ الدكتور عبد الله بن محمد الغذامي.. استاذ النقد والنظرية قسم اللغة العربية كلية الآداب جامعة الملك سعود بالرياض وقد بدأ الدكتور الغذامي محاضرته بالتنويه الى اهمية توافر عناصر الاتصال الستة وهي:
المرسل والمرسل اليه، والرسالة والسياق والشفرة وأداة الاتصال وانه لا يمكن احداث اي اتصال الا بتوافر العناصر الستة هذه، واستدل بمثال من أمثلة نجاح الرسالة من سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وهو دعوته صلى الله عليه وسلم في مكة فبعد ان تعطلت رسالته وضاقت دائرة الاتصال لعدم توافر عنصر مهم من عناصر الاتصال وهو المرسل اليه اي قريش فرفضهم لدعوة الرسول صلى الله عليه وسلم كان تعطيلا للرسالة النبوية، بعد ذلك هاجر صلى الله عليه وسلم الى يثرب وتغير عنصر المرسل اليه فأصبح يتمثل في اهل يثرب نجحت الرسالة وانتشر الاسلام.. وعلى النقيض من ذلك فان ثمانية قرون من تاريخ العرب في الاندلس قد صنعت اخفاقاً لا يمكن فهم اسبابه، وذلك لفقد عنصر من عناصر الاتصال وهو الرسالة فقد شغل العرب بالتراث والحضارة ولم يشغلوا بالدعوة الاسلامية.. وذكر الغذامي بأن الانسان في حقيقته لغة والطريقة التي يتعامل بها لغة، واستشهد على ذلك بقوله تعالى: (لا تقولوا راعنا وقولوا انظرنا) وقوله في الآية الأخرى: (يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي).. ثم عاد الدكتور الغذامي ليضرب مثالا آخر من أمثلة نجاح الرسالة لدى الأمم الاخرى حيث قال: (بان انشيتاين) عندما عرض النظرية النسبية في المانيا وقفت رسالته فتحول الى امريكا فتغير عنصر المرسل اليه او المستقبل فنجحت الرسالة.. واشار سعادته الى اهمية الثقافة باللغة واستشهد على ذلك بمثال معاصر فقال: (في العام الماضي عندما حمى وطيس المفاوضات الفلسطينية مع اليهود وأوشكت على الوصول الى السلام جاءت وزيرة الخارجية الامريكية (مالدين اولبرايت) لتطلق كلمة واحدة تتعلق بالمسجد الاقصى وهي جبل المعبد مما أثر تأثيراً سلبيا واضحا علي سير هذه المفاوضات ولم تكن هي لتصل الى هذه الكلمة الا نتيجة استشارات مستشارين في إفساد التفاوض والتشاور على قدر كبير من الثقافة اللغوية لأنها.. أي هذه الكلمة لم تظهر الا العام الماضي رغم وجودها منذ ألفي عام».. واشار الى ان ادوارد سعيد كان يعي خطورة اللغة وخطورة التفاوض ونوه الى ذلك بكتاباته ولكن لم يكن احد ليرعه سمعه.. وتطرق الدكتور عبد الله الى الحديث عن العولمة حيث قال: إن الكثير لا يعون حقيقة هذه الكلمة ومعناها فمنهم من يقول: إن معناها غزو ثقافي ومنهم من يقول: إنها لغة سياسية واقتصادية وكل تلك نظريات خاطئة لا تمت الى الحقيقة بصلة، وذلك ناتج عن عدم وعينا لعناصر الاتصال ففي العولمة نحن الذين نرسل بالشكل السلبي كما اننا نحن الذين نذهب لأخذ العولمة، ومثل على ذلك بقوله: انك حينما تذهب الى احد بلدان السينما فانك تجد طوابير الناس تأتي لرؤية الافلام الغربية، من هنا فإننا نحن الذين نطلبه وبالاضافة الى السينما فهناك البعثات والهجرة وفيها نلجأ الى الغرب، كما اننا نتوسل اليهم علمياً وطبيا وسياسياً في حين أننا نقرأ بأن الغرب يهدد قيمنا، والعلة في ذلك هي الطريقة التي استخدمت فيها اللغة.. ونوه الغذامي في حديثه في فكرة الانفصام بين القول والعمل وهي بأن تكون الرسالة لا هي بقول ولا هي بعمل بحيث يخالف احدهما الآخر، والعلة تكمن في التركيبة الاساسية منذ انفصل القول عن العمل ومنها مازلنا ونحن نعيش في الدوامة، وذلك بسبب تحولنا الى كائنات مجازية وجاء بمثال على ذلك من واقع الحياة في منطقة القصيم حيث نلاحظ تغيرات جذرية دون ان نعي هذا التغير في العلاقات الانسانية والواقع اننا نشاهد تصدعا في قيمة الاسرة والعائلة ولتوضيح ذلك قال: حينما دخل نظام (الاستراحة) كنا نظن وجود استراحة ترفيه بريء نشغل فيه الفائض من اوقاتنا وهذا مؤشر خطر فالمفهوم الخاطئ هو ان نسمي اي جزء من وقتنا زائداً وبسبب ذلك قد يحدث لنا كما حدث في الاندلس.
لقطات من المحاضرة
* أكد الدكتور الغذامي على أهمية التركيز على الوعي اللغوي.
* ذكر الغذامي بأن ثقافة العصر ليست ثقافة رسالة بل هي رسالة وسيلة.
* اشار خلال حديثه الى أننا نعيش تحت وطأة العقل الصنيع (المستورد).
* أوضح بأنه يفكر بكتابة موضوع بعنوان (دعو عقول المسلمين تهاجر) يشير فيه الى اهمية هجرة المسلمين لنشر ثقافتهم بين الشعوب.

أعلـىالصفحةرجوع
















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved