أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Saturday 19th May,2001 العدد:10460الطبعةالاولـي السبت 25 ,صفر 1422

عزيزتـي الجزيرة

يلجم أشقياء الطلبة عن التطاول على معلميهم!!
العقاب البدني من أساسيات التربية الإسلامية
في تعقيبه الذي كتبه لجريدة الجزيرة بتاريخ 2 صفر الجاري حول الكتابات التي تنادي بعودة الضرب الى المدارس ذكر المرشد الطلابي الاخ مانع الاحمري أن كل البحوث العلمية تؤكد على خطورة العقاب البدني خاصة في المراحل الاولى من العمر وأن الآثار الضارة التي يتركها هذا النوع من العقاب على المدى البعيد اشد خطورة من الاضرار المصاحبة له. وعدد الاخ الكاتب من هذه الاضرار الشيء الكثير مما لو كان لبعضه ادنى قدر من الصحة ما كان في اجيالنا التي سبقت منع الضرب في المدارس اي انسان سوي وفي النهاية يثني الكاتب على قرار وزارة المعارف الذي يمنع الضرب في المدارس ويصفه بأنه قرار شجاع وصائب فقد ولَّى زمن العصا وحلت مكانه الاساليب الحديثة في التربية.. الخ.
وقد اوحى الى هذا التعقيب بهذه الخواطر العابرة:
1 لاشك ان المعلم الناجح عليه ان يتجنب ضرب طلابه حتى لو لم يكن هناك تعليمات رسمية او دراسات علمية تمنع من ذلك وان يتعامل بأساليب التربية الاخرى القائمة على التوجيه والارشاد والترغيب والترهيب والثناء والتشجيع وغيرها من اساليب اللين والحكمة التي تجعل الطالب ينقاد من تلقاء نفسه الى السير في الطريق الصحيح ويؤدي ما هو مطلوب منه تجاه دراسته ومعلميه حتى تؤتي العملية التعليمية ثمارها على خير وجه لكن هذا لا يعني اننا نتجنب الضرب لأن عصره قد ولَّى او تصديقا بمشاكله واضراره المزعومة وانه يسبب للطلبة العقد والأمراض النفسية او يضعف شخصياتهم او يجعلهم عدوانيين وغيرها من الترهات التي تتحدث عنها بعض الدراسات والبحوث الغربية التي ما افلحت في مجتمعاتها فالعقاب البدني جزء لا يتجزأ من ضوابط التربية الاسلامية وأحد اساليبها الهامة الثابتة في الكتاب والسنة. يقول المصطفى عليه الصلاة والسلام: (مروا أبناءكم بالصلاة لسبع واضربوهم عليها لعشر). ويقول: (لتأخذنَّ على يد السفيه ولتأطرنَّه على الحق اطرا).. وهذا يقتضي استخدام الشدة في توجيه واصلاح الناشئة. كما اجاز الاسلام ضرب الزوجة حتى تطيع زوجها بالمعروف في قوله تعالى: (واللاتي تخافون نشوزهن فعظوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلا..) الآية ومن العقاب البدني الذي شرعه الاسلام للمحافظة على اموال الناس وممتلكاتهم قطع يد السارق قال تعالى: (والسارق والسارقة فاقطعوا ايديهما جزاء بما كسبا نكالا من الله). وشرع جلد الزاني والزانية للحفاظ على اعراض الناس قال تعالى: (والزانية والزاني فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة ولا تأخذكم بهما رأفة في دين الله ان كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر..) الآية.بل شرع القصاص حفاظا على الارواح قال تعالى: (ولكم في القصاص حياة يا أولي الالباب لعلكم تتقون).
2 لماذا نصدق افكار الغربيين ودراساتهم وبحوثهم ونتجاهل تجاربنا الخاصة. فقد كان الضرب سائدا في مدارسنا الى وقت قريب ولم يتسبب في اصابة الاجيال المتعاقبة بالعقد والامراض النفسية او ضعف الشخصية او العدوانية بل اخرج لنا رجالا صالحين تفخر الامة بهم ومنهم علماؤنا ومثقفونا ورجال السياسة والادارة وسائر رجالات ونساء الوطن الذين هم بحمد الله من افضل الشعوب في رجاحة العقول وحسن السيرة والسلوك.
3 الافكار الغربية تجاه العقاب البدني لا تقف عند حد فقد جنحت بمجتمعاتها عن تطبيق العقاب البدني حتى على اشد الجرائم والاعتداءات على الانفس والاموال والاعراض فاختل نظام الامن في تلك المجتمعات ايما اختلال وتفشت الجريمة والعنف الذي وصل الى المدارس وآخر ما وصل الى علمنا ما نشرته الصحف عن دراسة امريكية تحذر من تنامي ظاهرة العنف في المدارس الامريكية حيث باتت تمثل مشكلة للصحة العامة تؤثر على كل مرتكبيها وضحاياها في المراحل العمرية المتقدمة وقال دوان الكسندر مدير المعهد القومي لصحة الطفل والتنمية البشرية الذي اجرى البحث بين 16686 طالبا في المدارس العامة والخاصة من الصف الدراسي السادس الى الصف العاشر: ان التعرض للبلطجية ليس فقط حدثا غير سار في مرحلة الطفولة ولكنها مشكلة للصحة العامة تستحق الاهتمام..الخ.
4 اسلوب التربية الحديثة الذي تطالب المدارس بالتزامه كان الواجب ان يكون تابعا لاسلوب مماثل يفترض ان تكون الاسر قد اتبعته في تربية ابنائها وتنشئتهم تنشئة صالحة ولكن الحاصل هو العكس فأغلب الاسر تهمل تربية ابنائها فإذا حان وقت دخولهم الى المدارس واذا هم اطفال اشقياء غير مهيئين أساسا لتقبل اسلوب التربية القائم على النصح والارشاد او التفاعل الايجابي معه. بينما تجد ادارات المدارس والمعلمون انفسهم مكتوفي الايدي وعاجزين عن تعديل سلوك هذه الفئة من الطلبة في غياب القدر اللازم من العقاب البدني الذي لم يأخذه واضعوا القرار في الاعتبار عندما منعوا الضرب في المدارس جملة وتفصيلا.
وأخيرا فما ينبغي ان نصنف ان الغربيين انفسهم يأخذون بكل ما تسفر عنه الدراسات والبحوث في مجال التربية. وها هي الحكومة البريطانية تدرس اعتبار ضرب الاطفال الذين تقل اعمارهم عن العام جناية. وأوضحت صحيفة التايمز ان وزارة الصحة البريطانية ستنشر وثيقة تشاورية تقترح امكانية تعديل القانون لاعطاء ذوي الاطفال الحق القانوني في ضرب اطفالهم فقط بعد عامهم الاول ويأتي هذا الاقتراح في اعقاب بحث اظهر ان 70 بالمائة من اولياء الامور يضربون اطفالهم الذين تقل اعمارهم عن العام. فهل نعيد النظر في نظام التربية في مدارسنا ونسمح بقدر معين من الضرب الذي يحتاجه مسؤولو التعليم لتقويم بعض الاعوجاجات التي لا تستقيم بدونه وكبح جماح ظاهرة التطاول على المربين من بعض أشقياء الطلبة على ان يوضع لهذا التنظيم ضوابط تكفل استخدامه في اضيق الحدود وبمعرفة مجالس ادارات المدارس والمعلمين انفسهم. ارجو ذلك.
محمد الحزاب الغفيلي
محافظة الرس

أعلـىالصفحةرجوع
















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved