أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Saturday 19th May,2001 العدد:10460الطبعةالاولـي السبت 25 ,صفر 1422

عزيزتـي الجزيرة

عند التطبيق ذابت المبادىء!
وقفة مع أزمة المياه!!
عزيزتي الجزيرة
بعد التحية
لو طلب من أحدنا الحديث عن أهمية الماء لملأ الصفحات بحديث لا ينقضي عن أهميته وضرورة المحافظة فهو سر الحياة إلى غير ذلك مما عرفناه ودرسناه وإن نسينا فلا ننسى تلك الآية العظيمة «وجعلنا من الماء كل شيء حي» هكذا نحسن الحديث.. وبذلك نعلم أنه لا أحد يجهل أهمية المحافظة على الماء وترشيد استهلاكه فبدونه لا حياة.
ولكن عند التطبيق تذوب تلك المبادئ والمفاهيم كما يذوب الملح في الماء. وإن ما هز قلمي للكتابة حول هذا الموضوع هو ما أفرزته علينا تلك الأزمة في انقطاع الماء عن أجزاء كبيرة من منطقة الرياض نتيجة لانكسار بعض الانابيب المغذية لمنطقة الرياض، فتباينت الآراء وتعددت وجهات النظر حول أداء مصلحة المياه ومتابعة البلدية والجهات الرقابية لحركة البيع وعدم التلاعب والاستغلال في أسعار«الصهاريج» ، وبعيداً عن ذلك كله ففي رأيي الشخصي أن أفضل وقت للتوعية هو في مثل هذه الظروف لمعايشة الناس لها هذا من جانب، من جانب آخر هو يتعلق بالجانب الديني فأعتقد أنه ليس هناك منزل من المنازل التي عايشت الحدث إلا وأخذت العهد على نفسها بعدم الإسراف في الماء لارتفاع سعره!! هذا فقط هو الدافع لعدم الإسراف والتبذير، أما أن يكون الدافع هو مراقبة الله عز وجل وأن الدين الإسلامي أمر بترشيد المياه وعدم الإسراف فيها خصوصاً هذا المورد الحيوي الذي لا يتعلق الأمر بعدم الإسراف فيه على ندرة وجوده، بل ذلك في كل الأحوال والظروف، كما في الحديث «ولو كنت على نهر جار» وإن أسوأ ما رأيت في هذه الأزمة هو قيام بعض من فقدوا الأدب والإحساس بغسيل سيارته .. سبحانه الله!!
كثيرون أولئك الذين يبحثون عن الماء بأي ثمن وهذا بلا إحساس يروي عطش الأرض ويبرد على سيارته التي اشتكت حر الصيف. ألهذا الحد انعدمت المسؤولية؟! ومما يسوء أيضاً هو ما قام به بائعو الحياة من المساومة على الماء والاستغلال المشين لحاجة الناس برفع الأسعار إلى عشرة أضعاف السعر المعهود !! فبأي اخوة يتعاملون؟! أم بأي نفسية يستغلون ؟! أم بأي ضمير يتاجرون؟! كل ذلك لا يهم إذا كانت المصلحة والبلدية تباركان تلك الانتهاكات وبذلك يكون الوزر الأكبر من ذلك التلاعب المزري عليهما وتأتي بعد تلك الجهات الرقابية ذات الاختصاص كل بحسبه، إن في هذا بلاغاً واضحاً لمدى التسيب الذي عليه كثير من الجهات الخدماتية والرقابية!! فهل من محاسبة خالصة تعيد البناء لما تهدم من الخدمات؟!
ومع ذلك كله، فلا أنسى أن أشيد بتلك الجهود المبذولة التي كان من نتائجها إعادة ضخ المياه من جديد في مدة زمنية محدودة، ومن لا يشكر الناس لا يشكر الله.
سعد عبدالرحمن النفيسة
الرياض كلية اللغة العربية

أعلـىالصفحةرجوع
















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved