أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 20th May,2001 العدد:10461الطبعةالاولـي الأحد 26 ,صفر 1422

مقـالات

نوافذ
تقاطع
أميمة الخميس
نقضي النصف الأول من أعمارنا في تعلم القيم، والتثبت من الحدود القاطعة والفاصلة بين الخير والشر، بين النافع والضار، وبين ما يجب وما لا يجب .... ثم نمضي النصف الباقي من أعمارنا في محاولة التأقلم مع عالم لا يؤمن بأي شيء رشفناه من أفواه والدينا أو معلمينا أو جميع مصادرنا النبيلة، عالم يأخذ ملامح الغاية ويصبح لاحقاً أحد الواجبات هو تقبله بتناقضاته بشراسته وبكهوفه المفجعة، والتي تجعلنا نرى صورة الشهيدة الرضيعة «إيمان حجو» مع العلج «شارون» في نشرة الأخبار نفسها حدثاً عادياً وباهتاً..!!
والتي تجعل من السياسة «فن الممكن» وتجعل الصفوف تعود وتمتد أمام الطعام الأمريكي السريع، يملأ حواصل فتياتنا بالتهدل والخذلان ... وحلم أمريكي شاهق ومؤرق، يقتات من موائد البكاء الليلي التي نفرشها أمام القنوات الفضائية التي توزع الدم الفلسطيني بالمجان، الجالون يوازي رطل من الشجب إما البرميل فيعادله كيلو من الاستنكار.
أحد أطفالي عندما يريد أن يلعب يجعل من أخيه الأصغر والبقية يقومون بدور الفلسطينيين، أما هو فيحمل في يديه بندقية كبيرة ويمشي متباهياً وقد سلطها على البقية ويقول أنا إسرائيل، هو اختار لنفسه منطق القوة .... الغلبة، ولم يطق نصائحي ومواعظي اليومية حول هذا الموضوع، فضل خياراته الخاصة التي تجعله قوياً ومسيطراً، وقضية الازدواج حسمت لديه لصالح القوة أنا أعلم بأنني سأضل أعبئه بقيم الحق والخير والعدالة والاشياء التي تتورم بها ادمغتنا، لكي يصل في وقت ما ذات حزن ..... إلى نفس المحطات التي نقف عندها اليوم، تلك المحطات التي تحمل اسئلتنا الوجودية الكبرى لماذا وكيف ..... وبأي سبب ؟؟؟ ولماذا هذا الكم الوافر من المهانة والسكوت والذل واعضاؤنا تتقطع بين الفضائيات؟؟
ومن ثم كل يحمل جوابه بيمينه ويكتفي بأجوبته الخاصة، وحلمه الهزيل الفردي، وساعات يومه المهرولة الى مساقط اللاجدوى، دون ان تتداركه الأجوبة أو ترأف بقلقه الوجودي العظيم.
هل عندما يسألنا أطفالنا عن صورة «إيمان حجو» سنقول قتلت على يد العدو الاسرائيلي؟؟ أم في زمانهم ستكون هناك حسابات أخرى، والبوصلة ستغير اتجاهاتها، والغابة ستمتلك ملامحاً مخذلة بشكل مختلف؟؟
ردود:
الأستاذ عبدالله زايد: مقطوعتك عن إيمان حجو هي صدى شعوب ممتدة تتخبط بين قلة الحيلة واللاجدوى من أبياتها:
أنت إيمان طفلة الحضارة السرمدية
أنت هنا بين القلوب الحجرية
وقطيع .... الحمية العربية
أنت عصورة البياض والأدبية
e-mail:omairnakhamis@Yahoo.com

أعلـىالصفحةرجوع





















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved