أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 20th May,2001 العدد:10461الطبعةالاولـي الأحد 26 ,صفر 1422

الثقافية

الادب المثمن
عمر الإنسان أشبه ما يكون بفصول السنة!!
أحمد عبد الله الدامغ
من المعلوم ان السنة تتكون من ايام وأشهر وفصول وان فصولها كما هي مقسمة اربعة: الشتاء - والربيع - والخريف - والصيف. ولكل فصل طقسه وطبيعته ونباته ونجومه وانواؤه ودرجات حراراته وبرودته.
واذا ما افترضنا ان بداية السنة تكون بفصل الشتاء فذلك ما يقرب لنا عامل التشبيه من حيث تتابع الفصول وما يحدث لها من تغيرات مناخية بحياة الانسان. فالشتاء مثلا يشبه من عمر الانسان سنوات الطفولة اما الربيع فهو عنفوان الشباب وسنوات الرجولة وبلوغ الشدة واستكمال العقل ونضوج الفكر.
اما الخريف بالنسبة لعمر الانسان فهو بداية التحول من القوة الى الضعف في جميع اجهزة الجسم بما فيها السمعية والبصرية فثقل السمع وضعف البصر وتدني قوى الحواس جميعا وهذا الضعف العام الذي يدب في سائر اعضاء الجسد يشبه تساقط اوراق الشجر الربيعي الذي لا يحتمل طبيعة الخريف.
اما الصيف فانه بحرارته التي تحرق كل اخضر وتيبس كل عود.. وتظمئ كل كبد يشبه بفعله ما تفعله الشيخوخة في جسم الانسان حينما يأتي دروها في أطوار عمر الانسان فيذوي منها كل شيء كان نضراً ويخوى منها كل ما كان زاهيا.
ولقد رسم كثير من الشعراء هذه الصورةالتشبيهية لمراحل عمر الانسان في كثير من القصائد .. فكم يصادفنا ونحن نقرأ عن اطوار حياة الانسان قولهم: ربيع العمر وخريفه.. ومن الشعراء الذين ذكروا خريف العمر الشاعر الاستاذ محمد سلطان لطيف اذا قال في مقطع من قصيدة نشرتها له مجلة )الازهر( الجزء الاول من السنة 63 المحرم سنة 1411ه.


وهتفت مابك يا شباب فرابنى
في سمته صمت خفي المقصد
وسألت مالك هل تراك زهدتنا
فاجاب بعد تريث وتردد
لا.. ما زهدت أخا الحياة وانما
صرنا الى ميعادنا المتحدد
قد حان بعد المكث يوم ترحلي
والامر ما شاء الحكيم السرمدي
وقضى بأن الكائنات حوادث
مرصوده الغايات قبل المولد
ناموسها الا ثبات لحالة
صيرورة بين العشية والغد
شهدت معاهدنا بزوغ كواكب
ترعى على كثب افول الفرقد
قد صار غير للشباب أخا المنى
ومشى خريفك في ربوع المعهد
شعر: م عائض بن علي القرني


أعلـىالصفحةرجوع





















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved