أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 20th May,2001 العدد:10461الطبعةالاولـي الأحد 26 ,صفر 1422

الاخيــرة

وتاليتها، ، ، !
أ، د، هند ماجد الخثيلة
الأفكار ليست حكراً على أحد دون غيره، وهي بذور النظرية الأولى، وترجمة للجهود العقلية،
وليس هنالك أكثر من الأفكار مايحتل مساحة زمنية في حياة الإنسان، ومع أن مايترجم منها إلى واقع تطبيقي قليل جداً، إلا أن هذا القليل كاف نسبياً للدلالة على نسبة الحياة عند الأمم،
ما شاهدته في معرض ختام الأنشطة في مدارس الحرس الوطني خير دليل على الكم الهائل المتصور من الأفكار التي وضعت موضع التجريب لإنتاج الوسائل التعليمية، والجهود الكبيرة التي بذلتها المعلمات ليخرجن في النهاية بتصوير الجانب التنظيري في شكل وسائل متميزة من خامات بيئية بسيطة تشكل في النهاية نتاجاً تطبيقياً عليه بصمات مواظبة ومحبة للعمل،
الذي لفت نظري هو الجهود المبذولة لتطويع الخامات البسيطة تلك، وإبداعها لوحات تخدم الموقف التعليمي، وصالحة للتطوير في آن معاً،
ومع أننا لاشك مستفيدون من هذه الوسائل في الموقف التعليمي، وفخورون بالمعلمة المبدعة المخلصة التي تقف وراءها، إلا أن الجانب الآخر، وأعني به الجانب التطويري لهذه الوسائل يظل غائبا أو مغيباً،
فالمواد الأولية التي تشكلت منها تلك الوسائل، وتم انتاجها محليا، وأحياناً بطريقة بدائية، مع التأكيد أن ذلك لايقلل من قيمة هذه الأعمال،
جميل جداً أن نجعل زيت الزيتون صابوناً ملوناً ومشكلاً على شكل ورود ورسوم ومجسمات، وجميل أيضاً أن نحضر العطور الملونة من زهر الليمون والبرتقال وغيرهما، أو استخدام علب الجبن الفارغة في وسائل هجائية هندسية، أو تفصيل الأسفنج على هيئة حروف وكلمات، ، ، وغير ذلك كثير، لكن الأجمل ألاّ تنتهي فائدة ذلك كله بانتهاء المعرض أولاً، والمعرض الأول للوسيلة ثانياً،
إذ من الممكن أن تطور تلك الوسائل من حيث نوع الإنتاج وكمه وديمومته، لنستفيد منه زمناً أكثر ودلالة أفضل، ويصبح في إمكان طلابنا وطالباتنا دراسة ذلك الإنتاج ومحاكاته، والانطلاق من ذلك إلى الإبداع والابتكار، وبذلك يكون دورنا منصباً على تقديم المثيرات الفكرية لأبنائنا، ومن ثم وقوفنا خلفهم موجهين ومقومين، ليس الهدف من الوسيلة هو الإبهار كما يرى البعض، لكنه هدف أسمى من ذلك بكثير، والذي يتمثل في تنمية قدراتنا واكتشاف مواهب ومهارات كافية عند ابنائنا وبناتنا في مدارسنا، التي نكون بذلك قد هيأنا لهم المناخ والدافع اللازمين للإنتاج الفكري، المطلوب ألا تقف إبداعاتنا عند حد وسيلة الإيضاح وألا تنتهي عند لحظة انتهاء الفائدة من تلك الوسيلة،
لماذا لانعتبر كل نتاجنا تجارب ننطلق منها إلى الأفضل؟
أوليس هذا هو ديدن المبتكرين في كل زمان ومكان؟
ثم لماذا لانحاول الاستفادة من إنتاجنا الإيضاحي من خلال عملية التسويق له عن طريق جهات أو شخصيات يمكنها تبني هذه المشاريع؟
نعم نحن أصحاب فكرة الطيران ونحن أول المجربين، ، تشهد على ذلك عظام عباس بن فرناس المهشمة،
نعم نحن كذلك، ، ، ولكننا نحن أيضاً الذين عجزنا عن إنجاب عباس بن فرناس آخر، ، ، رغم مرور آلاف السنين، بينما أنجبه غيرنا وبمواصفات وراثية خاصة، ، ، وتاليتها؟!

أعلـىالصفحةرجوع





















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved