أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 20th May,2001 العدد:10461الطبعةالاولـي الأحد 26 ,صفر 1422

عزيزتـي الجزيرة

وصف كلامه بالمنطق
المعلمة بين الظروف والعطاء
عزيزتي الجزيرة
بعد التحية
سأتكلم في موضوع قديم مع العلم بأنه لحد الآن جديد، وهو نقل المعلمة من منطقتها إلى منطقة أخرى.
وأفيدكم بأنه ليس لي أخت أو زوجة معلمة، فأنا أكتب عن زوجاتكم واخواتكم وبناتكم، وفيه اتحدث عن المنطق وهذا المنطق خاص ببلدنا لان بلدنا يختلف عن جميع بلدان العالم، والمنطق هنا هو انه لنا تقاليد تختلف وهي اننا مرتبطون ومتقاربون طبعاً بهذا أعني كل منطقة على حدة أي بيئتك الصغيرة التي ترعرعت بها أنا لا أفرق بين المناطق وترابطها، فجارك الشرقي ليس مثل الجار الغربي هذا الذي عنيته فالمعلمة عندما كانت طفلة كانت متصلة بأقاربها وعندما اصبحت طالبة بمراحلها الأولى اتصلت بجيرانها وعندما اصبحت بالكلية اتصلت ببنات منطقتها فلماذا نخرجها خارج منطقتها هل لكي تواصل الرحلة، انها ليست رحلة استكشاف انه منهج والمنهج محصور، فهذا علمياً ونفسياً لا بد ان تعيش في هذه الظروف التي كونت شخصيتها واعطتها الراحة النفسية ومما ينعكس تفكيرها وأداؤها وعطاؤها في التدريس وحبها للتدريس.
ماذا نقصد بتعيينها خارج المنطقة هل هو للترفيه ، ليس هناك ترفيه بالإكراه، أم لكي تتعرف على بلدها وهناك التلفاز السعودي يلم بهذه المواضيع بأدق صوره وبالتفصيل هل لا بد ان تصل بقدمها لكي تستوعب هل لا بد ان تشتري سيارة جديدة لكي توصلها إلى هذه المسافات، أم لا بد ان تركب الطائرة وتودع اهلها عند سلم الطائرة بوداع يزداد حبهم عندها أكثر من قبل، ولا ننسى المحرم الذي يرافقها سواء كان أباها أو أخاها أو زوجها وما سيترك خلفه من واجبات عائلية ومصالح خاصة وغيرها من الأمور التي تستوجب وجوده، فالكل سيعاني.
وبعد ذلك هل تكون في مدينة أم في قرية، وكم تبعد هذه القرية عن المدينة وما اصعب طريقها الواصل بينها وبين المدينة، وما أطوله وما أكثر طلعاته ونزلاته وتعرجاته والذي حفرته أو صنعته السيارات بنفسها لا طرق المواصلات ، ناهيك عن الحوادث والأعطال وما سببته هذه الأمور من قصص حزينة ومروعة، إنها معاناة حقاً معاناة.
فلا بد للمعلمة ان تبحث عن الاجازة لكي ترتاح من اسباب الذهاب إلى المدرسة لا من التدريس وتصطنع الأمراض لكي تحصل على استراحة مرضية.
فعد هذه الاضرار بذمتكم هل بعد هذا كونتم معلمة وهل لكم الحق ان تطالبوها بالحقوق المتطلبة للتدريس الصحيح، وهل هذا ذنبها انها اختارت التعليم، طبعا هذه الإشكاليات اعتبرها من الناحية الميكانيكية والنفسية وانا متعمد بإدخال هذه النقطة، طبعاً الإنسان اشبه بالآلة الميكانيكية إذا اردتها أن تعمر وتعطي فلا بد أن تداريها وتحافظ عليها ولا تستخدمها إلا بما صنعت من اجله وإلا فإنها ستتلف.
وفي إطراء آخر نحاسب المرأة بكل صغيرة وكبيرة ونقول لها بألا تخرج من البيت وإذا ذهبت إلى جارتها بعد إذن وليها ألا تتأخر وكثرة الروحات والجيات ممنوع وان هذا عيب وألا تختلط مع ذيك المرأة وألا تسافر للبلدان الاجنبية خوفا عليها من الفتنة وإلى آخره من التحذير والتشديد، هذا التشديد الحاصل من الرجل على المرأة أنا لا أناقضه ولكن بما انه فرض على النساء فمن هؤلاء النساء، هناك المعلمة التي نحترمها ونعتز بها وهي التي اصبحت أماً ومربية قبل أن تتزوج لما تحتضنه من طالبات يأخذن منها صفتها وطبيعة شخصيتها ، فلا بد من مقابل حيال هذه القيود التي فرضت لكي تحتمل، وقال عز وجل « لا يكلف الله نفساً إلا وسعها لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت».
أيضاً يقول عز وجل «ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به» وانا لا أميز المعلمة عن باقي النساء وانها ليست عادية إنما نخصها في هذا الموضوع مهما كانت الأسباب ومهما كانت وجهات النظر، الحل الوحيد والذي ينتظره الجميع هو ان تكون المعلمة في مدينتها، فعلينا نحن المسئولين الذين بيدنا الأمر أن نراعي الظروف قبل التعيين لا بعده، وإذا كنا نتبع الايام وهذه متطلباتها فإننا باستطاعتنا ان نجعلها تتبعنا وهذه متطلباتنا والله ولي التوفيق.
محمد غريب الشمري

أعلـىالصفحةرجوع





















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved