أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 20th May,2001 العدد:10461الطبعةالاولـي الأحد 26 ,صفر 1422

عزيزتـي الجزيرة

ذلك هو منهج نايف وديدنه
عزيزتي الجزيرة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد
فلقد قرأت ما كتبه الأخ عبدالله الفاضل بجريدتكم الغراء في يوم السبت الموافق 4/2/1422ه بعنوان «نايف حامي الفضيلة وحارسها» حيث ذكر في مقاله بأنه اطلع على ما نشرته بعض وسائل الإعلام عن رعاية صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية لحفل تخريج دفعة من طلبة مدارس الظهران مساء يوم الأربعاء 1/2/1422ه عندما نفى سموه وجود دراسة تجريها الجهات المختصة لقيادة المرأة للسيارة مؤكداً سموه أن ذلك ليس وارداً إطلاقا».
وأقول ليس ذلك بمستغرب من الأمير الموفق والوزير المسدد والسياسي المحنك/ نايف بن عبدالعزيز بل هذا هو منهجه وديدنه حفظه الله فهو وزير الداخلية ورجل الأمن الأول يعلم بأن التمسك بالكتاب والسنة وتحكيم شريعة الله عز وجل في كل صغيرة وكبيرة هو السبب الوحيد لاستتباب الأمن في أرجاء هذا البلد المبارك. قال تعالى )الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون(. وقال تعالى: )إن تنصروا الله ينصركم(.. وقال تعالى: )وَعَدَ اللهُ الذين آمنوا وعملوا الصالحات ليستخلفنّهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنّنّ لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنَّهم من بعد خوفهم أمناً يعبدونني لا يشركون بي شيئا(.
وولاة أمرنا في هذه البلاد بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله يسيرون على هذا المنهج القرآني العظيم في نصرة الدين والتوحيد وأهله ومحاربة المنكرات والبدع والشعوذة والخرافات فلا يوجد في مملكتنا بفضل الله تعالى قبر يعظم أو يعبد ولا قبة تقدس أو مغارة أو شجرة أو مشهد، بل ان الدولة حاربت الشرك بأنواعه ودحرت أهل الباطل والمنكرات والخمور والمسكرات والمخدرات الذين يريدون افساد شبابنا ومجتمعنا ونفذت فيهم أحكام الله عز وجل بلا هوادة. ولا زالت حكومتنا الرشيدة تتشرف بتحكيم الشريعة وتعلن ذلك في وسائل الإعلام والمؤتمرات والمحافل الدولية رغم ما يثيره الأعداء حول أحكام الشريعة بأنها وحشية وليس فيها أدنى رحمة أو إنسانية.
خابوا وخسروا، أما علموا بأن الله تعالى لا يُسئل عما يفعل وهم يُسألون؟ ثم ان الله تعالى هو الذي خلق الخلق ويعلم ما يصلح شؤونهم ويحفظ حقوقهم ويصون كرامتهم، فلذلك شرع هذه التشريعات الحكيمة العادلة ولنأخذ مثلاً مسألة قطع يد السارق فإن الغربيين قد أقض مضاجعهم وأشغلهم كثرة الجرائم لاسيما السرقة.
وقد فعلوا كل ما يستطيعون من أجل القضاء على هذه الظاهرة لدرجة أنهم علقوا كاميرات على أبواب بيوتهم وعلى محلاتهم ومتاجرهم وعلى أبواب البنوك والمصارف وأخفوها لمراقبة المجرمين ولكنهم مع ذلك لم يستطيعوا الحد من هذه الجريمة، بل هي بازدياد.
بينما عندنا نحن المسلمين فإن الله قد حفظنا وحفظ أموالنا بأن شرع قطع يد السارق بشروطه المعروفة من أجل القضاء على هذه الجريمة وردع كل من تسول له نفسه الاعتداء على حقوق الآخرين وأموالهم.
وها هي المملكة العربية السعودية التي تحكم بشرع الله عز وجل من أقل دول العالم في معدلات الجريمة ولاسيما جريمة السرقة، بل إن كثيراً من أصحاب المحلات التجارية يتركون بضاعتهم عند أبواب متاجرهم ويذهبون إلى المساجد لأداء الصلاة لا يخافون إلا الله عز وجل.
وبعد هذا كله يأتي من يقول إن قطع يد السارق وحشية وظلم وتناقض إذ ان دية اليد الواحدة إذا اعتدى عليها وعطلت منفعتها تكون نصف الدية فما بالها قطعت في ربع دينار؟
ونجيب على هذا المبطل الأفاك الأثيم فنقول أولاً هذا تشريع الله عز وجل الذي لا يظلم مثقال ذرة، ثم إن هذه اليد لما كانت أمينة كانت ثمينة ولما خانت هانت فقطعت في سرقة ربع دينار وهذا مثال واحد وإلا فإن من استقرأ أحكام الشريعة وعرف الجنايات وما جعل لردع أصحابها من حدود وتعزيرات تبينت له عظمة هذا الدين وتيقن أنه من عند رب العالمين وأقول لكل عدو لدين الله يسعى للشر ويخطط للفساد رويدك واعلم أن الله تعالى قد حفظ المملكة العربية السعودية بلد الحرمين الشريفين وحفظ أهلها وأمنها وخيراتها وأيد هذا الدين بولاة الأمر آل سعود الذين أسسوا دولتهم على التوحيد ونصرة الإسلام والمسلمين في مشارق الأرض ومغاربها منذ أن قام الإمام محمد بن سعود بمؤازرة الإمام المجدد محمد بن عبدالوهاب ومناصرة الدعوة وهدم القباب والقبور التي كانت تعبد من دون الله وسار على هذا النهج المبارك الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه ومن بعده أبناؤه البررة حتى عهد خادم الحرمين الشريفين حفظه الله والذي يحارب الفساد والمفسدين ومن أعظم المفسدين خطراً على أبناء الوطن وعلى المجتمع السعودي المحافظ بأسره المنافقون والعلمانيون والذين أزعجهم وأغاظ قلوبهم وعكر صفوهم ونكد عيشهم هذا المجتمع السعودي الإسلامي الأبي الذي تمسك بدينه وكتاب ربه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ودان لله عز وجل بالسمع والطاعة لمن ولاه الله الأمر، فالحاكم والمحكوم الملك والشعب على قلب رجل واحد الحاكم يستشعر عظم المسؤولية ويدرك حجم الأمانة التي تولاها فيعدل بين أفراد شعبه ويُحكّم شريعة ربه عز وجل والمحكوم وهم الشعب يسمعون ويطيعون لولي أمرهم في غير معصية الله لأن الله أمرهم بذلك وأوجبه عليهم بقوله «يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم...»
كل هذا التوافق والمحبة والعلاقة الوطيدة بين أفراد المجتمع السعودي وولاة أمرهم كان غصة عظيمة في حلوق أعداء الله في الداخل والخارج يريدون إقصاء الفضيلة وإشاعة الرذيلة يريدون هدم هذا الكيان الكبير من أساسه إذ ان المجتمع يفسد بفساد المرأة التي هي مربية الأجيال وصانعة الأبطال
الأم مدرسة إذا أعددتها أعددت شعباً طيب الأعراق
إن المرأة إذا استمرأت مقابلة الرجال ومخالطتهم ومحادثتهم والعمل معهم في مكاتبهم ومواقع أعمالهم فإنها ولا شك ستتدمر أخلاقياً وتقع في الجريمة البشعة )الزنا( أكرمكم الله..
كيف لا والرسول صلى الله عليه وسلم يقول «ما خلا رجل بامرأة إلا وكان الشيطان ثالثهما» وهذا الفساد الأخلاقي سيقوض بناء الأسرة ويشتت شملها ويؤثر على أخلاق الأولاد من بنين وبنات الذين من المؤمل فيهم أن يكونوا رجال المستقبل وأبناء الوطن وبناة مجده المخلصين الأوفياء.
إن قضية تحرير المرأة وقيادتها للسيارة ونزعها لحجابها ومخالطتها للرجال أمر مرفوض في شريعة الإسلام ويرفضه الشعب السعودي المحافظ ويرفضه ولاة الأمر في هذا البلد المبارك بقيادة خادم الحرمين الشريفين وما دام ولاة الأمر يرفضون ذلك فإنه لن يكون أبداً بإذن الله وإن الله ليزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن، فلتقر أعينكم أبناء وطننا العزيز ولتقر أعينكم أيها المصلحون الذين يهمكم أمن هذه البلاد وصلاح أهلها وسائر شؤونها ولاسيما وأن فيها الحرمين الشريفين مهوى أفئدة المسلمين واعلموا أنكم تحت قيادة رشيدة أسست على تقوى من الله وتحكيم لشريعة الله، فولاة أمرنا ماضون على العهد وسائرون على النهج.
نسأل الله تعالى أن يعينهم ويوفقهم وأن يجعلهم هداة مهتدين صالحين مصلحين مفاتيح للخير ومغاليق للشر وأن يرزقهم البطانة الصالحة الناصحة، كما نسأله تعالى أن يحفظ لهذه البلاد المباركة أمنها واستقرارها وأن يدحر كيد الكائدين وشر الحاسدين وأن يرد من أرادوا إهانة المرأة بالاختلاط ونزع الحجاب وتفكيك المجتمع خائبين خاسرين وصلى الله وسلم وبارك على محمد.
زيد بن فالح الربع
الحدود الشمالية - المركوز

أعلـىالصفحةرجوع





















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved