أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 20th May,2001 العدد:10461الطبعةالاولـي الأحد 26 ,صفر 1422

عزيزتـي الجزيرة

«إيمان» قتلك المجرم وراح يعتذر
معذرة «إيمان حجو».. معذرة طفلتي الصغيرة فأنا لا أملك سوى هذه الخطوط وسوى هذا القلم الضعيف الهزيل وشيء من هذه الثرثرة التي أفرغ فيها مشاعري وأملؤها بحزني وأصب فيها عاطفتي..
«إيمان» صورتك المروعة ومشهدك المؤسف المحزن وجرحك العميق الغائر في أوساط جسمك بين قلبك وكبدك .. وصورة الشظية وهي تمزق لحمك وتفتت عظمك.. تثير المشاعر وتوقظ الضمائر «النائمة» وتحرك الأحاسيس وتؤجج النفوس وتزيد في لهيبها .. مأساتك تشرب القلم وتحقنه حبراً وتجعله يتفجر حزناً وقهراً على الورق.. مأساتك جميلتي الصغيرة «ترجرج» الكلام وتقلب في الأساليب فلا يستقيم مقال ولا تنتظم عبارة ولا يتزن بيت ولا تستقر قافية..
إيمان يا زهرة الحياة ياصفاءها يا طهرها ونقاءها.. صغيرتي عطرك وجمالك ما برح يتضوع ويتوزع في ساحات وشوارع وأسواق الأرض الطاهرة أرض مسجدنا الأقصى مقدسنا ومهبط وحينا ومسرى نبينا .. عمر في الانتفاضة قصير «أربعة أشهر» .. زيارة سريعة «أربعة أشهر» .. سعادة قليلة وبسمة بسيطة «أربعة أشهر»، لكنها حياة طويلة وسعادة دائمة ورزق كريم « ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون».
طفلتي الجميلة الصغيرة كم حجر ينتظرك وكم صغيرة يملؤها السرور عند قدومك كم هي السعادة التي تملأ بيتكم .. ساحاته .. صالاته.. غرفاته.. كلها تشع وتسطع نوراً لوجودك.. لكن الحقد الشاروني والعدوان الصهيوني انتزع هذه السعادة وأطفأ هذا النور.. وهل هناك نور مشع وسعادة ستستمر وهدوء واطمئنان يعيشه أهل الأقصى وصاحب أسوأ المصطلحات..صاحب أبشع الجرائم.. صاحب أبشع المجازر يعبىء جيشه ويحرك دباباته ويرسل صواريخه ويقذف بقنابله ليدك بها القرى ويهدم بها البيوت.
صغيرتي «إيمان» قتلك جريمة «شارونية» سوداء مظلمة لا تنسى ولا تغتفر ولا أدري ما ذنبك ألأنك مسلمة أم لأنك عربية أم لأنك فلسطينية.. طفلتي الصغيرة اسمك هذا النور هذا الصفاء «إيمان».. هو مصدر القلق الشاروني هو مصدر الإزعاج الإسرائيلي لأن فيه «طاقات» العقيدة فيه بذرة التفجر الجهادي فيه القنبلة والعبوة الناسفة التي تهدد أمنهم وتزرع الرعب في قلوبهم ..«إيمان» أيتها المشكاة الملتفة على المصباح المغلق بالزجاج.. أيتها الكوكب المضيء والمشع..أيتها الوردة الفواحة العطرة ..
حقا أنت رحلت عنا ولكن ما انفك جرحك النازف العميق غائر في نفوسنا وما أظن هذا الجرح سيندمل وهذا الدمع سيتوقف ويجف.. حتى نفتح جرحاً آخر في الجسداليهودي ونضربهم في عمق طفولتهم والنصر إن شاء الله سيكون حليفنا واليوم الموعود قريب منا إن شاء الله.
خالد عبدالعزيز الحمادا - بريدة

أعلـىالصفحةرجوع





















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved